نعمت شفيق.. هل نرى مثلها فى مجلس الشيوخ؟

مصرية فى مجلس اللوردات.. هذا هو الخبر الذى تداولته وكالات الأنباء الأيام الماضية، وذلك بعد أن منحت الحكومة البريطانية الخبيرة الاقتصادية مصرية الأصل، «نعمت شفيق» مقعدًا دائمًا فى مجلس اللوردات البريطانى، وهو أحد المجلسَيْن المناط بهما التشريع وسَن القوانين فى المملكة المتحدة، ويضم مجلس اللوردات عددًا من الأعضاء من النبلاء بالوراثة، وأساقفة من الكنيسة الإنجلكانية، وعددًا من ذوى الخبرات البارزة فى المجالات المختلفة، ويحصل الأعضاء على لقب بارون أو بارونة ويتمتعون بالعضوية مدى الحياة،   ومهمة مجلس اللوردات هى دراسة مشروعات القوانين التى يجيزها مجلس العموم، ويقترح تعديلات بها إذا رأى ذلك، وإذا أجاز مجلس العموم مشروع القانون فيمكن لمجلس اللوردات أن يؤجله إذا كان معترضًا عليه ولكن لا يستطيع أن يلغيه، وحسب المعلومات المنشورة؛ فإن «نعمت» الشهيرة فى بريطانيا باسم «مينوش»، خبيرة اقتصادية معروفة، تحمل الجنسيتين الإنجليزية والأمريكية، وهى من مواليد الإسكندرية عام 1962م، ووالدها الدكتور «طلعت شفيق» كان أستاذًا بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وغادرت عائلتها مصر فى الستينيات إلى أمريكا؛ حيث عمل والدُها فى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وهناك قضت طفولتها، ولكنها عادت إلى مصر، وحصلت على الثانوية العامة والتحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقضت بها عامًا واحدًا، عادت بعده إلى أمريكا لتدرس فى جامعة ماساشوستس أمهيرست وحصلت منها على بكالوريوس فى الاقتصاد، وأكملت دراستها لتحصل على الماجستير فى الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد وتبعتها بالدكتوراه فى المجال نفسه من كلية سانت أنتونى فى جامعة أكسفورد عام 1988م، أمّا مسيرتها العملية فحافلة بالمناصب؛ حيث شغلت موقع نائب رئيس البنك الدولى، وكانت أصغر من تولى هذا المنصب، وشغلت مقعد الأمين الدائم لوزارة التنمية الدولية البريطانية، ونائب العضو المنتدب لصندوق النقد الدولى، كما تولت منصب نائب محافظ بنك إنجلترا لتكون رابع سيدة تشغل هذا الموقع منذ تأسيس البنك، وكانت وقتها المسئولة عن الأسواق والخدمات المصرفية وتحديد أسعار الفائدة، وعضو بنك إنجلترا فى لجنة السياسة النقدية.

فى عام 2015م كرّمتها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية لإسهاماتها المتعددة، ومنحتها رتبة «قائد فى الإمبراطورية البريطانية»، وهو وسام شهير يُمنح فى خَمس طبقات للعسكريين والمدنيين على حد السواء، واختارتها مجلة فوربس الشهيرة على رأس قائمة أكثر النساء العربيات نفوذًا فى العالم. كما ترأست «نعمت» كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 2017م لتكون أول امرأة يتم تعيينها فى هذا المنصب، هذا جزءٌ من مسيرتها العلمية والعملية، التى أهّلتها لتكون عضوًا فى مجلس اللوردات، نموذج الدكتورة «نعمت» هو ما نحتاجه فى مجلس الشيوخ، وإذا كانت الانتخابات لم تأتِ بكل ما نتمناه من أعضاء لهم خبرات ويمتلكون العلم والمعرفة والثقافة؛ فإننى أتمنى أن تتم معالجة هذا القصور فى التعيينات؛ حيث ينص الدستور على تعيين مائة عضو بجانب المائتين الذين يتم انتخابهم، وإذا كان هناك أوجُه تشابُه بين اختصاصات مجلس اللوردات البريطانى ومجلس الشيوخ عندنا؛ فإن مجلسنا لا بُد أن يشبهه أيضًا فى ضم قامات كبيرة، ولهم تاريخ مهنى بارز وحققوا نجاحات فى تخصصاتهم حتى يمكن الاستفادة منهم.. لقد اختارت الحكومة البريطانية «نعمت شفيق» فى مجلسها؛ لأنها حققت نجاحًا كبيرًا فى عالم الاقتصاد، وليت يكون لدينا المنهج نفسه عند اختيار المُعَيّنين المائة؛ خصوصًا أن لدينا كثيرين مثلها فى كل المجالات.