السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أسئلة تمثال عبدالناصر

أسئلة تمثال عبدالناصر

وكأن القدر يرد على محبى دليسبس بطريقة غير مباشرة، ظهر تمثال للزعيم جمال عبدالناصر فى مخازن هيئة قناة السويس، منذ أيام. الصدفة جعلت اكتشاف التمثال متزامنا مع الدعوة لعودة تمثال دليسبس على ضفاف قناة السويس، بعد أن أسقطه أهالى بورسعيد من على قاعدته خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وهو العدوان الذى وقع من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، عقب تأميم القناة، واللافت أن التمثال تم العثور عليه ونحن نقترب من ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، وكأنها رسالة للمهتمين والمعنيين بالأمر: إذا كان لا بد من وجود تمثال على القاعدة الشاغرة الآن إما أن يكون للفلاح المصرى حيث دفع أكثر من 120 ألف مواطن حياتهم ثمنا لحفر القناة،  أو لعبدالناصر الذى أممها وجعلها مصرية خاصة دون مشاركة أجنبية أو تحكم من الأجانب فيها،على أن العثور على تمثال عبدالناصر يطرح العديد من الأسئلة، فالتمثال مدون عليه تاريخ 1963 ولكنه ظل مختفيا طوال هذه السنوات، ولم تكشف هيئة قناة السويس أسباب وجود التمثال فى مخازنها ولا كيف وصل إليها؟ وما هى دوافع نحته؟ أيضا لماذا لم تُبد وزارة الثقافة اهتماما به رغم أن الدكتور أحمد الصاوى أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة يرجح أنه من أعمال الفنان الكبير الراحل جمال السجينى وهو ما يضفى عليه قيمة كبيرة، وكنت أتصور أن الوزارة المعنية بالفنون ستبادر وتتولى ترميم التمثال، وتبحث هل هو بالفعل من إبداعات السجينى أم لفنان آخر؟ أيضا  العثور على هذا التمثال يعيد من جديد للذاكرة واقعة العثور على ثلاثة تماثيل لجمال عبدالناصر كانت موجودة فى مخازن شركة النقل المباشر بالقاهرة، وتم عرضها العام الماضى للبيع فى مزاد عام، حيث نشرت الشركة إعلانا فى الصحف وحددت مواصفاتها بأنها مصنوعة من نحاس ويزن الواحد فيها 84 كيلوجرامًا وبارتفاع 80 سم، وتدخل بعض المثقفين وأثاروا القضية مما دعا وزير قطاع الأعمال إلى إيقاف  المهزلة، وقام بإهداء التماثيل الثلاثة إلى وزارة الثقافة،  ووقتها طرحت أسئلة كثيرة لم يجب عليها أحد حتى الآن: ما هى حكاية هذه التماثيل؟ ومتى ولماذا تم صنعها؟ وكيف وصلت إلى شركة النقل المباشر؟ ولماذا وضعت فى المخازن؟ وهل كانت تعرض من قبل؟ ومن الفنان الذى قام بصنعها؟ وهل كان فنانا واحدا أم أكثر؟ ولماذا تم استخدام خامة النحاس؟ ومن الذى طلب صنع هذه التماثيل؟



 

وكم تكلفت وما هى الجهة التى تحملت التكاليف؟ وهى نفس الأسئلة التى يطرحها العثور على تمثال هيئة القناة، لا أعرف من يمكن أن تكون لديه إجابات على الأسئلة، وأرجو أن يتطوع من لديه معلومات بشأنها أن يدلى بها للرأى العام، فتماثيل عبدالناصر ملك للأمة، وهى خاصة بواحد من قادة الشعب، ومن حق الجماهير أن تعرف كل شىء عنها، على أن  التماثيل الموجودة فى المخازن ويتم العثور عليها بالصدفة تطرح سؤالا مهما أيضا: هل يمكن أن نضع حدًا لمثل هذه الوقائع المؤسفة، ويصدر توجيه عام إلى جميع الشركات المملوكة للدولة والهيئات العامة والوزارات بجرد مخازنها، والتى يمكن أن يكون بها تماثيل أو لوحات أو مقتنيات لها قيمتها قبل أن تضيع أو تباع مثلما حدث مع العديد من الأشياء القيمة من قبل؟ أم نستمر فى إهمال مقتنياتنا ونترك أمر إنقاذها للصدفة؟