العزف «النشاز» فى لحن الخلود!

هبة محمد على
كان خبر تجسيد «محمد رمضان» لسيرة الفنان الراحل «أحمد زكى» فى مسلسل مرتقب أشبه بصافرة البداية التى يطلقها الحَكم فى الملعب، معلنًا بدء المباراة، فبمجرد أن أفصح «رمضان» عن نيته لتقديم المسلسل فى الموسم الرمضانى 2021، انبرى فنانون آخرون للإعلان عن مشاريع أخرى مثيلة، بعض تلك المشاريع كانت حقيقية؛ حيث سار أبطالها فيها خطواتهم الأولى، والبعض الآخر كان وهميّا؛ حيث استغل أصحابها الفرصة، واكتفوا بنشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى، فى محاولة بائسة لإقناع المنتجين بأنهم الأكثر شبهًا والأولى بتجسيد أدوار هؤلاء النجوم، أو النجمات على الشاشة، وبينما انشغل البعض فى أخبار تلك المسلسلات التى سرَت فى المواقع، والصحف سريان النار فى الهشيم، وما استتبعها من خلافات مع الورثة تارة، أو ترشيحات لمخرجين تارة أخرى، تناسَى الجميع أننا نمتلك مشاريع جادة لمسلسلات سير ذاتية، تصدّى لها منذ سنوات كبارُ الكتّاب والمخرجين، ورُغم أنها جاهزة للتنفيذ؛ فإن مصيرها كان الحفظ فى الأدراج لفترات تخطت السنوات العشر فى بعض الأحيان، بل الأدهى أن هناك مسلسلات أخرى دفعت فيها مدينة الإنتاج الإعلامى من خزينتها أكثر من مليون جنيه، لكنها ذهبت طى النسيان، فى مثال صارخ على إهدار المال العام.. وفى تحقيقنا التالى نرصد مشوار تعثر خمسة مسلسلات جادة، ونتساءل: هل من الأولى أن نحيى مشروعات قديمة قطع أصاحبُها شوطا طويلا من أجل تقديمها؛ أمْ أن نبدأ مشروعات جديدة لنجوم راحلين قد لا يكون فى حياتهم ما يستدعى تقديمه فى مسلسل؟!
> بليغ حمدى
«حلم رحل صاحبُه قبل أن يحققه».. هكذا يمكن أن نصف مسلسل «مداح القمر» الذى يحكى قصة حياة الموسيقار «بليغ حمدى»، والذى رحل مؤلفه الكاتب الصحفى الكبير «محمد الرفاعى» قبل أن يرى النور، ورُغم أن المشروع عمره أكثر من 14 عامًا؛ فإن المخرج «مجدى أحمد على» لا يزال يُصر على تحقيق الحلم، رُغم رحيل صاحبه، ورُغم ما عانى المشروع من عراقيل مريبة، وعن ذلك يقول «على»: «فى 2006م عرض سيناريو المسلسل على لجنة القراءة بمدينة الإنتاج الإعلامى، وكان تقييم اللجنة أن السيناريو ممتاز، وأن المدينة التى كان يرأسها فى هذا الوقت «سيد حلمى» ستتصدى لإنتاجه، وبعد عدة اعتذارات من النجوم، تم التعاقد مع الفنان «محمد نجاتى» لبطولة المسلسل، لكن تم وقف المسلسل لأول مرّة بحجة أن اسم «نجاتى» سيصعب من عملية تسويق المسلسل على القنوات الفضائية، فتم فسخ التعاقد، والبحث عن بديل، الذى كان حينها «هانى سلامة» لكنه طلب مبلغ 5 ملايين جنيه نظير قبوله للدور، ولمّا كان المبلغ مرتفعًا حينها بالنسبة للمدينة، قرّر «سيد حلمى» إعادة التعاقد من جديد مع «محمد نجاتى» بمبلغ ضعف المبلغ الذى تعاقد به أول مرّة، وبدأنا بتجهيز الملابس، والاكسسوارات، واستلمت أنا، والمؤلف، والبطل جزءًا من مستحقاتنا، وقمت ببناء الديكور، وتجهيز موسيقى العمل التى قدمها الموسيقار الراحل «ميشيل المصرى» وصرفنا من ميزانية المسلسل نحو مليون جنيه، لكن فى أثناء البروفات، وقبل بدء التصوير بخمسة أيام، صدر قرار بوقف التصوير، بحجة أن الوقت قد أصبح ضيقًا، وأننا لن نتمكن من اللحاق بالموسم الرمضانى، وظلت المهاترات لسنوات بَعدها لدرجة أننى قدمت مع «الرفاعى» بلاغات فى النيابة، لكنها حُفظت».
وعن وضع المسلسل حاليًا بعد كل هذه السنوات يقول: «انتهت فترة التعاقد، واستطعت أن أحصل على السيناريو من مدينة الإنتاج، وعرضته قبل أشهُر على منتج سعودى، لكن للأسف بسبب الظروف الحالية توقف كل شىء». مشيرًا إلى أن مشروعًا ضخمًا، يتناول سيرة شخص عظيم بحجم «بليغ حمدى» لا بُد من مشاركة الدولة به».
أمّا عن تصوُّره عن النجم الذى من الممكن أن يلعب بطولة المسلسل، ولا سيما أنه فى السنوات الماضية ترددت العديد من الأسماء، يقول: «لا يشغلنى اسم البطل؛ لأن البطل الحقيقى فى العمل هو «بليغ»، وكل ما يهمنى أن أقدّمه من لحم ودم، وأن أوثق مسيرة هذا الفنان المفترَى عليه حيّا، وميتا، ولن أتنازل عن ذلك ما حييت».
>مصطفى محمود
عشر سنوات، هى عمر مشروع مسلسل «العلم والإيمان»، الذى يحكى قصة حياة العالم الراحل «مصطفى محمود» من تأليف السينارسيت «وليد يوسف»، وبطولة النجم «خالد النبوى»، الذى قام منذ سنوات بتصوير «برومو» المسلسل، وعددًا من المَشاهد، بالإضافة إلى العديد من الصور الفوتوغرافية التى تلقاها الجمهور بترحيب كبير؛ حيث أشادوا بقدرة «النبوى» على التقمص، لكن هذا الترحيب، وتلك الإشادة، ذهبا أدراج الرياح، وظل المشروع فى قائمة الانتظار حتى الآن، لكن ما السبب الذى يجعل مشروعًا متكاملًا بهذا الشكل أن يتوقف رُغم توافر المنتج، والمؤلف، والبطل؟!.. وعن ذلك يقول المنتج «أحمد عبدالعاطى»: «الإجابة ببساطة؛ أن العمل ضخم جدّا، ولا أقوى على إنتاجه وحدى، وكان لا بُد من تدخُّل الدولة للمشاركة فى إنتاجه، وقد حدث مؤخرًا تواصُل بينى وبين ممثلين عن «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» ووجدت اهتمامًا كبيرًا منهم، وأتمنى أن يشق المسلسل طريقه إلى الشاشة قريبًا، لكن ليس العام المقبل بالتأكيد؛ لأن المسلسل يحتاج إلى تحضيرات ضخمة، وسأعلن عن أى خطوة جادة فى وقتها».
وعن الرحلة التى قطعها المسلسل طوال هذه السنوات، يقول: «اشتريت حقوق تقديمه من الورثه، ووجدت من أبناء المفكر الراحل «أمل، وأدهم» تعاونًا وحماسًا كبيرًا، فقد فتحاا لنا مكتبته، ومنحانا مقتنياته لاستخدامها فى المسلسل، ما سهّل المهمة كثيرًا على السيناريست «وليد يوسف»، وبالنسبة لإقناع «خالد النبوى» فلم يكن بالأمرُ السهل؛ لأنه كان متخوفًا بشدة فى البداية، لكن بعد تصوير البروموهات، وانبهار الناس بها، تحوّل «مصطفى محمود» إلى حلم يسعى إلى تحقيقه».
وعن فكرة الاستعانة بالماكيير الأجنبى الذى نفذ لـ«خالد» شخصية «الرئيس السادات» فى المسرحية الأمريكية «كامب ديفيد»، يقول:«من المؤكد أننا احتجنا استشارات من الجميع، لكن ما ظهر من شخصية «مصطفى محمود» تم تنفيذه بأيدٍ مصرية خالصة، للفنانين «محمد عشوب، ومحمد عبدالحميد»، وعند البدء فى تنفيذ المسلسل سنحتاج إلى فريق كامل للمكياج؛ لأن المسلسل يحتوى على 156 شخصية، منهم «سعاد حسنى، وشادية، وعبدالوهاب» بالإضافة إلى الرؤساء، والحكام؛ خصوصًا أننا نرصد تاريخ مصر منذ ميلاده فى 1920م، حتى يوم رحيله عام 2009م».
وعن الاسماء التى ستشارك «النبوى» بطولة المسلسل، يقول: «الوقت لا يزال مبكرًا لتحديدها، لكن ما أرغب فى قوله أننا نصنع عملا للتاريخ، لا مجال فيه لأى تسرُّع أو مجاملة».
> نجيب الريحانى
«الضاحك الباكى» هو اسم المسلسل الذى كتبه السيناريست «محمد الغيطى» منذ سنوات عن قصة حياة الفنان «نجيب الريحانى»، وتحدد لبطولته أكثر من نجم، منهم «أشرف عبدالباقى، ونضال الشافعى»، لكنه مع ذلك لم يجد طريقه للظهور. وعن ذلك يقول «محمد الغيطى»: «المَشهد الإعلامى الحالى به فوضى عارمة، فالأقزام يتصدرون المَشهد، بينما يجلس المبدعون من مخرجين وكُتّاب فى منازلهم يراقبون ما يحدث فى صمت، فكانت النتيجة أن ظهرت العديد من السير الذاتية بشكل فانتازى أشبه بالاستكشات التى لا تليق بأصحابها، مثل مسلسل «السندريلا» الذى تناول قصة حياة «سعاد حسنى»، ومسلسل «كاريوكا» عن قصة «تحية كاريوكا»، وغيرهما، أمّا توقّف رحلة «نجيب الريحانى» فيعود إلى أسباب إنتاجية، ففى 2016م عرضته على مدينة الإنتاج الإعلامى، ورشحوا بدورهم «أشرف عبدالباقى» للقيام بالدور، لكن سرعان ما تجمَّد المشروع، وفى 2018م تحمّس المنتج «مصطفى عبدالعزيز» لإنتاجه، وتم ترشيح «نضال الشافعى»، لكن واجهت المسلسل مشاكل تسويقية، ما جعل المنتج يتوقف، وبَعدها رحل للعيش فى أمريكا دون أن يكتمل المشروع، وقد قمت مؤخرًا بعرضه على «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» لكن لم أتلقّ أى رد».
وعن رحلته فى توثيق مسيرة «نجيب الريحانى»؛ خصوصًا مع تشكيك البعض فى مصداقية مذكراته، يقول: «لم أعتمد على المذكرات وحدها، فأنا أرصد من خلاله تاريخ نحو 60 سنة من عمر مصر، بكل ما حدث فيها من تحولات سياسية، ومجتمعية، مع العلم أنه من أصدق ما كتب من مذكراته، تلك التى كتب لها المقدمة صديق عمره «بديع خيرى»، والتى نشرتها أول مرّة «دار الهلال» فى نهاية الخمسينيات، والتى لم تكن متوافرة أثناء تحضير المسلسل، وبالتالى ذهبت إلى مكتبة الإسكندرية، وبذلت مجهودًا ضخمًا للحصول عليها، ورُغم كل هذا التعثر؛ فلا يزال لدى أمل، وسأسعى لإخراج المسلسل إلى النور».
> فريد الأطرش
عندما عرض مسلسل «أسمهان» فى عام 2008م، لفت الفنان «أحمد شاكر عبداللطيف» الأنظارَ بدور «فريد الأطرش» الذى قدّمه ضمن أحداث المسلسل، وتحولت الإشادات تلك إلى مطالبات حقيقية لعمل مسلسل مستقل عنه، وسرعان ما بدأت الأخبار ترصد الاتفاقات مع الورثة، وتصدّى كاتب كبير بحجم «محمد صفاء عامر» لكتابته؛ ليظهر حينها المطرب «مجد القاسم» معلنًا أنه أجرى اتصالات هو الآخر بورثة «فريد» وأنه ينوى القيام ببطولة مسلسل عنه؛ ليكون بمثابة خطوته الأولى فى عالم التمثيل، لكن بعد ذلك هدأ كل شىء، ورحل «صفاء عامر» ولم يعد هناك أى حديث عن «فريد» لا من جانب «أحمد شاكر» ولا من جانب «مجد القاسم». وعن ذلك يقول «أحمد شاكر عبداللطيف»:»عندما انتهى عرض «أسمهان» تحوّل «فريد الأطرش» إلى مطلب جماهيرى من كل محبى فنه فى الوطن العربى، وتحمست كثيرًا للفكرة؛ خصوصًا أنه على المستوى الإنسانى شخصية ثرية جدّا، وفى حياته محطات صعود، وهبوط، وتحوُّل تستحق أن تروى، وكان من المقرر أن ينتج المسلسل، المنتج «عامر الصباح»، الذى التقيته فى دبى، واتفقنا على المشروع بشكل مبدئى، بعدها كان حديثى مع الكاتب الكبير «محمد صفاء عامر» الذى أثنى كثيرًا على أدائى فى «أسمهان» وأعلن عن رغبته فى كتابة مسلسل عن «فريد» من بطولتى، فكنت همزة الوصل بينه وبين المنتج، وقد حدث تواصُل مع «فيصل الأطرش» نجل شقيق «فريد» والوريث الشرعى له أثناء تصوير «أسمهان»، وكان مؤيدًا جدّا لفكرة تقديم عمل مستقل عنه من بطولتى، لكن المشروع توقف أثناء فترة الثورة، واستمر توقفه بعدها حتى رحل «محمد صفاء عامر» الذى كان ينوى كتابة المسلسل بطريقة بانورامية، يعرض فيها حياة «فريد الأطرش» فى مصر، وبيروت، وفرنسا، ولندن؛ حيث غنّى فى أكبر المسارح هناك، والحقيقة أن مشروعًا بهذه الضخامة ليس من السهل أن يتصدّى له أى منتج، وكلى أمل أن تتبنّى «الشركة المتحدة» هذا المشروع؛ لإحيائه من جديد».
أمّا عن تقديمه لمسلسل عن الرئيس الراحل «محمد حسنى مبارك»؛ خصوصًا بعدما أشاد الجمهور بقدرته الفائقة على تقمص شخصيته، من خلال صور، ومقاطع عديدة بثها على مواقع التواصل الاجتماعى يظهر فيها وكأنه نسخة متطابقة من «مبارك»، فيُعلق: «لم يحدث حتى الآن أى تواصُل بينى وبين شركات الإنتاج، لإنتاج هذا العمل، لكن كلى أمل أن تتنبه تلك الشركات إلى ضرورة أن نكتب تاريخنا بأيدينا، دون تقديس، أو شيطنة، وألا نتركه للقنوات المغرضة مثل «الجزيرة» لتعبث به، وتنتج عنه أفلامًا وثائقية تقدّم من خلالها رسائلها السامة».
> طلعت حرب
فى عام 2010م بدأ الحديث عن تقديم مسلسل يحكى سيرة رائد الاقتصاد الوطنى، ومؤسّس بنك مصر «طلعت حرب»، ورشحت لإخراجه المخرجة الكبيرة «إنعام محمد على»، وقام بكتابته الكاتب الكبير «محمد السيد عيد»، وتم التعاقد مع «صوت القاهرة» لإنتاجه، باعتبار أنه عمل ضخم، ولا بُد من مشاركة الدولة فى إنتاجه، لكن الشركة ماطلت طويلا فى تنفيذه، وهو ما أغضب المخرجة، فقررت إعلان انسحابها من العمل فى 2015م، وأعلنت «صوت القاهرة» أن العمل آلَ إلى المخرج «شريف عرفة» الذى رشح بدوره «أحمد السقا» للقيام بالدور، لكن هذا الإعلان كان أشبه بطلقة مدوية من مسدس صوت، فلم يلق لها أحدٌ أىَّ اهتمام، وعاد المشروع مرة أخرى إلى الأدراج، وعادت المطالبات توجُّه لمخرجته الشرعية لأن ترجع إلى الساحة من خلاله؛ خصوصًا أنها أثبتت عبر سنوات طويلة بأنها الأجدر فى إخراج هذه النوعية من المسلسلات.
ترشيحات الأبطال فى مسلسل «إنعام محمد على» تعاقب عليها فنانون عظام، بدأت بالراحل «خالد صالح» و«كمال أبو رية»، كما رشح له أيضًا الفنان «أحمد شاكر عبداللطيف» الذى أكد فى حديثه معنا أنه ذهب بصحبة المخرجة، والمؤلف إلى «محمد الإتربى» رئيس مجلس إدارة بنك مصر، الذى رحب كثيرًا بالمشاركة فى إنتاج المسلسل، شريطة أن تتولاه شركة إنتاج كبيرة، فهل تحدُث المعجزة قريبا ؟؟>