الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

موائد تيك اواى لمنع التجمعات فطارك فى بيتك !

موائد الرحمن، من أهم مظاهر وطقوس شهر رمضان المبارك، التى اختفت من شوارعنا بسبب أزمة كورونا، التى قلبت حياة العديد من المجتمعات رأسًا على عقب، لم يمر الأمر مرور الكرام على فاعلى الخير الذين اعتادوا إفطار الصائمين وتقديم العون للمحتاجين ومن تقطعت بهم السبل وقت الإفطار، لذا خرجت العديد من الأفكار للتماشى مع الظروف الحالية، وسط تطبيق إجراءات الوقاية الاحترازية.



 

 

«المائدة الجوالة».. البسكلتة وسيلة المواصلات والمتطوعين من أهل الحارة

 

قرروا تشكيل فريق طوارئ يعمل لمدة 24 ساعة فى فترة العاصفة، وقاموا بتوزيع 400 شنطة على الأسر المتضررة من السيول، تضمنت الأرز والمعكرونة والسمن والصلصة، مضت أيام قليلة وبدأت أزمة فيروس كورونا، لتتوالى مهام جمعية «العالم بيتى» الخيرية، لتشكل فريقًا لتعقيم المدارس والبيوت والجوامع والمقابر والمبانى الإدارية.

 

اعتاد الفريق التطوعى بالجمعية على إقامة مائدة رحمن كل عام بالتزامن مع شهر رمضان منذ 15 عامًا، لكن مع تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا ومنع التجمعات بدا الوضع مختلفًا، لذا فكر «مدحت حسنى»، رئيس مجلس الإدارة فى البحث عن فكرة بديلة تتناسب مع الأزمة، من هنا انطلقت فكرة «المائدة» الجوالة، بمنطقة الإمام الشافعى التابعة لحى الخليفة.

 

يقول «مدحت»: «كنا بنعمل أكلات مختلفة شوية زى ورق العنب، محشي، ممبار، شوربة كوارع، كرشة، فشة، جت كورونا منعت ده، فقررت إنى لازم نوجد حل بديل، جبنا عجل، وفى ناس تبرعت وفى حاجات اشتريناها على حسابنا، التجهيز للمائدة كان صعب عشان لازم نعقم كل حاجة، جبنا كمامات وجوانتيات وكحول عشان منقطعش الخير اللى متعودين عليه، بنوزع الوجبات على البيوت والولاد لابسين جوانتيات وكمامات».

 

لم يجد الرجل الأربعينى وسيلة تنقل أفضل من الدراجات، لتسهل مهمة توصيل الوجبات إلى المنازل؛ حيث قام بتوفير 4 دراجات يقودها شباب وأطفال صغار قرروا المشاركة فى المبادرة: «فى شخص معاه حصان شارك معانا فى التوزيع.. اللى بيطبخ أمهات من المنطقة».

 

تبدأ المبادرة مهامها منذ الثامنة والنصف صباحًا؛ حيث يقوم فريق من الإناث بشراء الطعام من السوق، بينما يقوم الذكور بتوصيله معهن: «بنعقم الحارة كل شوية بنطلع ترابيزات ونحط الفوم وبنخرج اللانش بوكس من المطبخ متقفل ويتعبى فى شنطة، وكل متطوع معاه قائمة بأسماء الأسر، لو أسرة 4 أفراد ياخدوا 4 وجبات».

 

قامت «المائدة الجوالة» بتوزيع 500 وجبة شملت اللحمة والأرز والخضار، إضافة إلى العصائر والحلويات: «بنعمل رز وبطاطس وفاصوليا بيضة، الأساسى فى الوجبة البروتين، وكل وجبة ربع فرخة واللحمة أقل حاجة 200 جرام»، مؤكدًا أن مهمة الأمهات يبدأن من الـ 8 صباحًا وينتهين فى الرابعة مساءً، لتأتى مهمة الشباب فى توزيع الوجبات: «افتقدنا العبق التاريخى لموائد الرحمن،  كانت أحلى حاجة بالنسبالى إنى أخدم حد سواء كبير أو صغير، كنا عاملين ترابيزات للأمهات والآباء لوحدهم، ووجبات مخصوص للأطفال، والمائدة كانت بتستوعب 250 فردا، دلوقت بنوزع عليهم فى البيوت والأعداد ما اختلفتش كتير».

 

كان لصندوق تحيا مصر دور فى دعم المبادرة؛ حيث قام بتوفير 500 كرتونة للأسر المتضررة من أزمة كورونا، تتألف المبادرة من 40 فردًا، ويوضح «مدحت» أنه ظل 15 عامًا لا يفطر فى منزله؛حيث كان يكرس كل وقته لمائدة الرحمن: «دلوقت بفطر كل يوم فى البيت وغياب كل الأجواء اللى اتعودت عليها مأثر عليَّ بس بحاول أتأقلم».

 

فطارك وسحورك «دليفرى» 

 

رغبتهم فى القيام بفكرة مختلفة جعلتهم يبتعدون عن توزيع شنط رمضان التى تتضمن الأطعمة الجافة، وقرروا أن يصنعوا الطعام بأنفسهم وتقديمه للمحتاجين ليكون بديلًا لهم عن موائد الرحمن التى تقام كل عام، استهدفت مبادرة «جودوا بالخير من أجل الإنسانية» الأسر الفقيرة والعمالة غير المنتظمة والمتضررين من أزمة كورونا؛ حيث يذهبون إلى منازلهم لتوزيع وجبات الإفطار والسحور عليهم.

 

انطلقت المبادرة من منطقة 15 مايو، ويقول «مصطفى الحلوانى» 39 عامًا، صاحب مبادرة وطن واعى تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة: «وزعنا 200 وجبة فى محيط 15 مايو، خدنا مكان نعمل فيه المطبخ، وبدأنا نعمل فيه الوجبات، حد تبرع بالمكان والأدوات والبوتاجاز، بتيجى تبرعات عينية، حد يتبرع بفراخ أو لحمة أو رز، وزعنا 200 وجبة، الوجبة فيها بلح وعصير، وفتة و4 قطع لحمة على كل طبق، وفيه مخلل وسلطة وقررنا نقدم السحور مع الفطار كمان، فيه علبة فول وزبادى وجبنة، والناس انبسطت جدًا»، مؤكدًا أنهم قاموا بعمل قائمة بالأسر المحتاجة ووصلوا إلى 500 أسرة.

 

نبعت فكرة المبادرة من شباب أطلقوا على أنفسهم «أسرة شباب مصر»، كما توجد سيدات متطوعات بالمبادرة، إضافة إلى شيفات يساعدن فى إعداد الطعام: «فى شيفات مسئولون عن الوجبة، بنبدأ يومنا من 12 الظهر بنتصل بالأسر فى التليفون نبلغهم إننا هنجيب ليهم الوجبات عشان ميعملوش أكل وبنوزع الوجبات الساعة 4 ونص لحد 6 وربع، بنتحرك بالعربيات بتاعتنا حسب الجدول اللى معانا، بنديهم الوجبة ونمشى والبسمة والسعادة على وشوشهم وهما فرحانين إن الفطار جايلهم دليفرى».

 

يؤكد «مصطفى» أنهم يهتمون بعمل 50 وجبة احتياطية؛ حيث يلاقون فى طريقهم أشخاصا أكثر احتياجًا لا يعرفون عنهم شيئًا: «بنحرص إننا نقدم ليهم الأكل بطريقة لائقة ومحترمة كأنهم طلبوا دليفرى ووصلهم لحد البيت، وبنحاول نعمل ده حتى بعد رمضان كمان، لأن أبواب الخير مفتوحة دايمًا وفى ناس بتتبرع وناس بتتصل تطلب إنها تتبرع بعربياتها وناس تتبرع بعصير عشان نوزعه مع الوجبات، وبنحاول نخلى الناس طول رمضان ما يشيلوش هم لا فطار ولا سحور وبنحضر نفسنا إننا نجيب ليهم الكحك والبسكويت كمان».

 

تضم المبادرة 20 شابًا يتفرع منهم متبرعون من خارجها يشاركون بوقتهم وجهدهم، مشيرًا إلى أنهم يوزعون الوجبات وهم يرتدون الكمامات والقفازات: «الشيفات فاهمين فى نظافة الطعام وإنه يطلع بشكل جيد ونضيف، جبنا الكحول ومسحنا بيه الرخامة وكل حاجة والسيدات المشاركات كمان بيعقموا وبينضفوا كل حاجة، وهما متبرعين بوقتهم وجهدهم لدرجة إن زوج إحدى السيدات عمل ليها الفطار فى البيت وهى كانت فى المطبخ وبعد ما خلصه جيه وزع معانا الوجبات».

 

 

«مائدة الرحمن الإلكترونية» 

 

 

من اعتاد عمل مائدة الرحمن كل عام، يشعر بمتعة وسعادة حين يُفطِر الصائمين، كما يسارع فى أعمال الخير وإطعام المساكين والفقراء، إلا أن الوضع يبدو بائسًا لهم مع قدوم شهر رمضان فى ظل أزمة كورونا، حيث منع التجمعات، من هنا جاءت فكرة «مائدة الرحمن الإلكترونية» لـ «محمد طه» التى انطلقت من منطقة «عرب العيايدة» فى الخانكة بمحافظة القليوبية.

 

تقوم فكرة المائدة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يتم تنفيذها بواسطة عدد قليل يكفى فقط للخدمة المطلوبة فى المحافظة أو المدينة أو القرية المنوط بها: «بناخد التبرعات من أصحاب الموائد أو أخذ الأكل اللى بيعملوه، ولو لمينا فلوس نشترى بيها وجبات الوجبة لفرد واحد ونجمع أكبر عدد ممكن من الوجبات وبعدين ناخد أشخاص من المتبرعين لأنهم يعرفوا منطقتهم أكثر مننا فيعرفونا ببيوت الفقراء والمساكين عندهم فى صمت ويعرفونا كم عدد أفراد الأسرة، وبإذن الله يتم توصيل الوجبات للأسره يوميًا بعد صلاة العصر تحت مسمى مائدة الرحمن الإلكترونية أو مائدة الرحمن فى زمن الكورونا لمحبى الخير».

 

وأكد أن التواصل والترتيب لعمل المائدة يأتى من خلال الواتساب أو فيس بوك: «مش شرط اللى هيشارك يكون بوجبة كاملة ممكن بشق تمره زى ما علمنا الرسول، وللمستطيع من تمره وحتى وجبه كاملة ولو حد قادر على مائدة كاملة لوحده بيكلمنى وبقوله يعمل إيه، والمساهمات ممكن تبقى فلوس فبشترى الوجبات وربما حد بيشترى وجبات جاهزة كمان وبنوزعها».

 

وصل عدد الوجبات التى وزعتها المبادرة 1470 وجبة على مستوى عدة محافظات، وتم تطبيق الفكرة فى الكويت والسعودية: «بفضل الله وبحكم إنى كنت فى الكويت فمكلم مجموعة أصحابى هناك من أحباب الخير منفذين لحد دلوقتى عدد أكثر منى شخصيًا، وبفضل الله المبادرة طبقت فى العرب وقليوب وشبرا وبعض الأسر فى أماكن متفرقة، وفى ناس مش بتقدر تتبرع بوجبات فبتشارك بوقتها ومجهودها ومكانها، بيعملوا الأكل فى بيوتهم وأنا بعمل قرعة وبتطلع الأسرة اللى هتجهز الوجبات عندها».