
أسامة سلامة
هل ينقذ «كورونا» الأطباء المصريين؟
بـ19 جنيهًا فى الشهر فقط يواجهون الموت، وبأقل من70 قرشًا فى اليوم يتعرضون لكل الأوبئة والفيروسات والميكروبات، ولكنهم ملتزمون بحماية المجتمع، رُغم المخاطر التى تحيط بهم.. عن الأطباء المصريين أتحدث والذين يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ المرضَى، وحسب بيانات نقابة الأطباء فإنه خلال السنوات العشر السابقة هناك 14 طبيبًا ماتوا بعد أن انتقلت لهم العدوَى خلال عملهم، بخلاف حالات كثيرة تم إنقاذها وعلاجها من الفيروسات والميكروبات التى أصيبوا بها، هذه المخاطر التى قد تمتد الى الأسَر يحصلون مقابلها على بدل يصل إلى 19 جنيهًا فى الشهر للطبيب الحديث وترتفع إلى 30 جنيهًا للطبيب القديم، بينما لا يحصل طبيب الامتياز على أى بدلات، ورُغم ذلك ؛ فإنهم لم يخافوا أو يتقاعسوا أو يتهربوا من العمل ، الآن يواجهون بشجاعة فيروس «كورونا» الذى غزا العالم كله وأصبح وباءً عالميّا حسب منظمة الصحة العالمية، ووصل إلينا فى مصر؛ حيث تم اكتشاف حالات عديدة تم عزلها والتعامل معها وفق الإجراءات المتبعة فى كل دول العالم، ورُغم بيئة العمل الصعبة، ومع عدم التقدير الكافى للمخاطر التى يتعرضون لها، وارتفاع احتمالات انتقال العدوَى لهم؛ فإنهم يؤدون دورَهم على أكمل وجه فى الحَجْر الصحى والمستشفيات الأربعة عشر المحددة لحجز الحالات التى تظهر عليها أعراض المرض، وكذلك فى المعامل التى تجرى التحاليل للمشتبه فى إصابتهم بالفيروس، فهل يستحق هؤلاء الأبطال هذه المعاملة المهينة؟! لقد كانت هناك وعلى مدَى سنوات طويلة مطالبات متعددة ومستمرة لرفع قيمة بدل العدوَى وقوبلت جميعًا إمّا بالتجاهل أو الرفض، وحتى عندما قضت محكمة القضاء بقبول الدعوَى التى أقامتها نقابة الأطباء برفع قيمة هذا البدل إلى ألف جنيه عام 2015م؛ فان الحكومة طعنت على الحُكم أمام المحكمة الإدارية العليا، التى قضت عام 2018م بإلغاء الحُكم الصادر بإلزام وزارة الصحة بزيادة قيمته.. وهكذا ظل الحال على ما هو عليه واستمر الطبيب يحصل على ما يوازى دولارًا واحدًا فى الشهر مقابل الأخطار المحتملة، لا أدرى لمن يلجأ الأطباء لإنصافهم بعد أن رفعت وزارة الصحة يديها عنهم، بل وقفت ضد حقهم؟! حقيقية هناك كثيرون يتعاطفون مع مطالبهم ولكن التعاطف وحده ليس كافيًا، وربما هذا ما دفع «خالد أبو طالب»- عضو مجلس النواب- فى يناير الماضى، بالتقدم باقتراح برغبة إلى المهندس مصطفى مدبولى- رئيس الوزراء- والدكتورة هالة زايد- وزيرة الصحة والسكان- بزيادة قيمة بدل العدوَى المقررة للأطباء وهيئة التمريض ليتراوح بين 1200 جنيه إلى 3000 جنيه؛ خصوصًا أن هناك فئات أخرى كوكلاء النيابة والقضاة يتقاضون بدل عدوَى أكبر بكثير من البدل الذى يتقاضاه الأطباء رُغم أنهم الأكثر عرضة لخطر الأوبئة والميكروبات.. وكشف عضو مجلس النواب، فى اقتراحه أن آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية ومن خلال مسح أجرى على قطاع من الأطباء والتمريض، كشف أن 50% منهم لديهم عدوَى بشكل أو بأخر..
ولكن لم يَرُد أحد على هذا الاقتراح، ووضعت وزارة الصحة والحكومة أذنًا من طين وأخرى من عجين، الآن وبعد أن شاهد الجميع كيف واجه الأطباء بشجاعة مخاطر «كورونا» ويقومون بواجبهم تجاه المجتمع وبلدهم دون تقاعس، فهل تنصفهم وزارة الصحة ؟، لقد أعطى فيروس «كورونا» الفرصة لجميع الجهات المعنية لإنقاذ الأطباء من الظلم الواقع عليهم ومنحهم حقّا طال انتظارهم له، فهل يفعلون أمْ يستمر نكران الجميل؟.