الأحد 14 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
 محمد نوح تاجَر بأشعارى فى الملاهى الليلية!

محمد نوح تاجَر بأشعارى فى الملاهى الليلية!

«ارفض



 

ما دمت بتعرف تعشق..

 

لازم حتمًا ـ أيضًا ـ تعرف تبغض

 

ابغض.. وارفض.. وافرض، 

 

كل معانى الحب، الصدق، النبل،.. وقاوم». 

 

«زكى عمرـ مدينة « عدن» ـ 1980»

 

( مدينة المنصورةـ 1974م)

 

لقد حاول الشاعر «زكى عمر» أن يمارس كل أنواع الرفض، بقدر استطاعته! وقوته، ورغبته فى أن يقاوم. هذا الرفض، وهذا البغض، وهذا الفرض، جعله منذ البداية يقاوم، الفقر وقسوته، وهو طفل صغير فى شوارع قريته «كفر الأعجر» بدلتا مصر. وجعله يرفض القهر الاجتماعى وهو شاب فى العشرين من عمره.. ويقاوم. وجعله يرفض هزيمة 1967م التى كسرت حلم القومية العربية؛ ليكتب داعمًا، ومستنهضًا رايات الوطن الجريح؛ لتعود عالية خفاقة، ترفرف على ربوعه، وأراضيه، وتنير دروب لياليه، وتعود الضحكة لوجوه أطفاله، وشبابه، وشيوخه، ونسائه، بعد تحرير رماله من دنس الاحتلال الذى وقعت فيه، لذلك كتب، وهتف يناديه: «مَدَد.. مَدَد.. شِدّى حيلك يا بَلد»،  وهو هنا أيضًا كان يقاوم! ورفضَ تضييق الخناق عليه ـ كحال اليسار المصرى بعد عام 1974م ـ  ليعيش فى قريته بعيدًا عن العاصمة.. وهناك كان  يقاوم! وعندما علم أن إنتاجه المسرحى، وإبداعه الشعرى، وكلماته الغنائية تسرق ليلًا ونهارًا ـ على عكس ما قد يتصور البعض ـ كسر عزلته التى فرضت عليه، ترك قريته ومدينته المنصورة، وجاء للقاهرة حاملًا بين يديه، دواوينه، وأشعاره المسرحية، وكل ما يثبت حقوقه الأدبية والمادية، وذهب بها إلى الصحافة فى شهر مايو عام 1977م صارخًا، وشاكيًا، وباكيًا، ومُتهمًا بالقول الواضح، والفاضح، والصريح، صديقه الملحن «محمد نوح» أو الذى كان صديقه ـ حسب وصفه ـ بالسرقة العلنية المخجلة، والمحزنة، والمؤلمة، لأشعاره، وكلماته، وأغانيه. وهو فى ذلك ـ أيضًا ـ كان ـ وظَلَّ ـ يرفض، ويصرخ، ويبغض.. ويقاوم!   

 

 (القاهرة ـ 2020م) 

 

أنا لاأزال أجلس على المقهى فى شارع قصر العينى، ولايزال هانى عبدالله-  رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف»- يستمع لى، بانتباه، وتركيز واضح، على ملامحه، التى تظهر لى بصعوبة شديدة، فى ظل الضوء الخافت، المتسرّب لنا من داخل المقهى. قال: قلت إن الشاعر «زكى عمر» لم يسكت حيال السرقة التى تعرَّض لها من صديقه «محمد نوح»، وأعلن ذلك ـ حسب قولك ـ فى الصحافة، وبالتحديد فى مجلة «صباح الخير».. أليس كذلك؟ قلت: نعم. ثم أخرجتُ من حافظة أوراق، ومستندات، كانت بجوارى، صورة زنغرافية، كانت معى ثم أضأتُ «كشاف»هاتفى المحمول.. وقرأتُ له ما كتب بالنص والحرف فى  مجلة «صباح الخير» بتاريخ 5مايو 1977م. نظر لى بدهشة، بعدما انتهى من محادثة هاتفية، كان قد تلقاها قبل قليل. ثم قال: اتفضل!.

 

(مبنى مجلة صباح الخير ـ 1977م)

 

فى الدور الخامس بمبنى مؤسسة  «روزاليوسف» العريقة، يجلس الكاتب الصحفى «منير مطاوع» ـ  يعيش الآن فى العاصمة البريطانية لندن ـ وبجواره الشاعر «زكى عمر»، الذى جاء ليطلق صرخته، ضد الملحن «محمد نوح»، وبالفعل حدث ذلك، واستقبلتها صفحات المجلة، ونشرتها فى الأسبوع التالى هكذا: فى البداية سنجد أعلى الصفحة رسمًا كاريكاتيريّا للفنان «حجازى»، رسم فيه «فتّاحة عِلب» ووضعها على ترابيزة كبيرة، وكتب فوقها «بشتغل فى شارع الهرم..بفتّح»! ثم أسفل الرسم سنجد عنوانًا صغيرًا من عدة كلمات يقول: أغانى ثورية... فى الملاهى الليلية! وأسفل هذا العنوان سنجد عنوانًا رئيسيّا  بنط 26 ـ تقول كلماته: «نوح» «يجمع «النقوط» على أشعار مسروقة!.. بعد ذلك سنجد صرخة الشاعر «زكى عمر»، التى كتبها فى ذلك الوقت. وفوقها سنجد «منير مطاوع» يكتب قائلًا: (تحت هذه العناوين التى نضعها كما هى على رأس الصفحة، كتب الشاعر «زكى عمر» سطورًا مشحونة بالانفعال، والضيق من صديقه السابق ـ كما يسميه ـ محمد نوح)!.. ثم يكمل «منير مطاوع» قائلًا: (جاء الشاعر يحتمى-  لاحظ لفظ يحتمى ـ بصفحات «صباح الخير»ـ التى قدمت بواكير أشعاره ـ من الاستغلال الذى وقع عليه. وهذه عبارته أيضًا. ثم يقول منير مطاوع: «جلس بجوارى، ونقل مشاعره إلى الورق.. فى البداية تحدَّث باقتضاب عن الأزمة التى نقلت الأشعار البسيطة الثورية، والوطنية من مكانها الطبيعى على خشبة المسرح القومى ومسرح الطليعة إلى أغرب مكان يمكن أن يستمع فيه أحد لشعر الثورة، والتحرير، والكفاح، والوطنية.. إلى كباريهات شارع الهرم. وقبل أن أترك السطور التالية لنقرأ بعض ما فى الأوراق التى عهد بها إلينا الشاعر..أريد أن أذكر بعض أعمال «زكى عمر».. مثل الأشعار التى قام عليها البناء الدرامى لمسرحية «مَدَد.. مَدَد» التى قدّمَتها هيئة المسرح خلال الأيام الأولى لمعركة أكتوبر. كان يقول فيها:

 

 «مشوارنا لسّه فى أوله

 

 ومادام بدأنا نكمّله» 

 

فاتحملوا.. وما تقلقوش». 

 

وأغنيات الأمل التى قام عليها العرض فى مسرحية «المشخصاتية».. ومنها: 

 

 «يا بكرة الجاى تعالى أمان

 

تعالى راكب الرهوان

 

تعالى دق ع البيبان

 

وصحينى وخد بإيدى

 

وعدينى لبَر الشمس والضحكة».

 

.. وأشعار كثيرة نُشرت فى الصحف وفى دواوينه). 

 

ثم يعطى «منير مطاوع» الفرصة لـ«زكى عمر» ليتحدث بنفسه عن نفسه قائلًا: (منذ حرب أكتوبر ونوح يستغل أشعارى فى كل مكان، لجمع الفلوس، ولا شىء غير الفلوس.. تحت سمع وبصر هيئة المسرح التى عملت «ودن من طين وودن من عجين»!.. لقد تقاضيت عن مسرحية «مَدَد.. مَدَد شِدّى حيلك يا بَلد» مبلغ 36 جنيهًا و53 قرشًا.. ولا أدرى كم تقاضى «نوح» من هيئة المسرح عن هذه المسرحية؟.. وهذه الأشعار التى اشترتها هيئة المسرح، وغيرها من أشعارى يرددها «نوح» فى الملاهى الليلية.. ويلم عليها النقوط! وأنا أرفض الوضع من حيث المبدأ، غير معقول أن أكتب الأشعار للكباريهات.. ثم إن هذه سرقة فنية منّى ـ لاحظ اتهامه المهذب لنوح ـ ومن هيئة المسرح. وهناك أشعار أخرى يغنيها، دون إذن منّى.. وهذه جريمة. وأمام كل هذا أقوم الآن، بالإعداد لرفع دعوَى مستعجلة على المطرب «محمد نوح» وعلى شركة صوت الحب التى ظهرت هذه الأشعار والأغانى على أشرطة كاست باسمها.. وتباع فى الأسواق المحلية والعربية والعالمية. وأغنية أخرى هى «احمينى» ظهرت من قبل، كاسطوانة باسم الشركة نفسها، دون تعاقد معى. وسأقاضى أيضًا ً الكباريهات، والملاهى الليلية، التى يغنى فيها «نوح» الأشعار المسروقة حتى يوقف هذا الاستغلال والابتذال، وحتى أحمى سمعتى الأدبية، وحتى نحمى الناس من فوضى الأغانى والأشعار الثورية فى الملاهى الليلية). 

 

ثم يختم «منير مطاوع» هذا المنشور أو البلاغ الرسمى ـ عبر السُّلطة الرابعة للرأى العام ـ من شاعر ضد ملحن قائلًا ومعقبًا: (انتهى كلام «زكى عمر».. ولا تعليق). لكن ـ فيما يبدو بعد شعوره، بالظلم الذى تعرّض له الرجل، عاد «منير مطاوع» يعلق قائلًا:(هنا سؤال! ماذا يقول محمد نوح؟ هل يسمعنا؟ أمْ إنه «غرق» فى طوفان من «النقوط»؟!).. لكن المطرب الراحل « محمد نوح» وقتها لم يسمع ولم يعلق.. ولم يرد على الصحافة، والتزم الصمت حتى يرى ماذا سيفعل «زكى عمر» فى مشواره نحو استرداد حقه عبر القضاء الذى قال إنه سيتوجه إليه ضد «نوح» والشركة المنتجة. سألنى «هانى عبدالله»: وهل ذهب «زكى عمر» للقضاء بالفعل وقتها؟ قلت: لا.. لم يذهب للأسباب التالية!.

 

 (مدينة المنصورة ـ 1975م) 

 

(المثقف فى بعض المجتمعات، يجد نفسه أمام خيارين: التكيف مع الوضع القائم، فيصبح رقيبًا على نفسه، أو إنه يرفض الوضع ويعمل ضده ولو بالهجرة).. هذا ما يقوله الباحث «هشام شرابى» فى كتابه «مقدمات لدراسة المجتمع العربى» و«زكى عمر» بعد عام 1974م قرّر أن يختار الطريق الثانى؛  حيث هاجر هجرة داخلية من القاهرة التى فتحت له أبوابها فى مطلع عام 1972م حتى أوائل 1974م واستقبلت أشعاره ومسرحياته التى كانت تدعو للمقاومة، والحرب، وعاد إلى مدينته فى قلب الدلتا رافضًا، تلك المرحلة التى اتجهت نحو انتقال المشهد السياسى إلى مرحلة السلم تمهيدًا لمعاهدة كامب ديفيد التى رفضتها تيارات سياسية حاشدة فى مقدمتها تيار اليسار المصرى الذى كان ينتمى له «زكى عمر»؛ وبالتالى أصبحت الساحة الثقافية والموسيقية والمسرحية ترفض وجود هذا التيار وتطارد مَن يسانده. لذلك سنجد الحصار يشتد على «زكى عمر» لدرجة أن المحافظة ـ بقرار من المحافظ د. «محمد الدكرورى»  ألغت انتدابه من مديرية الزراعة بمدينة دكرنس إلى قصر الثقافة بالمنصورة، ومنعه من كتابة أو نشر أى أشعار فى مجلة قصر الثقافة فى ذلك الوقت. فى المقابل وجد الملحن «محمد نوح» فرصته فى الاستحواذ على كلمات «مَدَد .. مَدَد» غير أن العَقبة كانت أمامه ـ فى ظنّى ـ هى «زكى عمر» نفسه، الذى كان يرفض ـ وربما «نوح» نفسه  أيضًا كان يرفض ـ الاستفادة المادية من غناء الأغنية فى الملاهى الليلية، التى تحوّلتْ بعد انتهاء المعركة، وتوقف العرض على مسرح الطليعة، إلى فرخة تبيض ذهبًا كل ليلة. والذى يؤكد ذلك هو ما أشارت إليه مجلة «الموعد» ونشرته فى عددها الصادر فى 8يناير عام 1976م؛ حيث ذكرت أن أجر «محمد نوح» فى ملاهى شارع الهرم وصل إلى 300 جنيه فى الليلة الواحدة (لاحظ قيمة الجنيه فى ذلك التوقيت). ولقد غرق بالفعل «محمد نوح» فى أموال الملاهى ـ بأغنية «مَدَد.. مَدَد» بالطبع ـ لدرجة أن صحيفة الجمهورية فى 26أغسطس 1975م نشرت خبر خطبة «نوح» التى احتفل بها فى الملهَى الذى كان يغنى فيه. هذا الوضع كان يرفضه الشاعر «زكى عمر» وأعلن خجله منه، فهو لم يكتب الأغانى الثورية؛ لتُغَنّى فى الملاهى الليلية ـ حسب قوله ـ  كما ذكرنا ذلك آنفا. لكن فى الوقت نفسه هذا الوضع لم يجده الملحن «محمد نوح» مخجلًا بالمرّة؛ بالعكس، لقد كان يدافع عنه مثلما جاء على لسانه فى مجلة «روزاليوسف» فى عددها الصادر بتاريخ 28نوفمبر 1977م عندما هاجمه المحرر الصحفى ـ حينذاك ـ  «طارق الشناوى» من خلال أسئلة حوار أجراه معه. فرَدّ عليه قائلًا: شارع الهرم ليس عيبًا.. وكل أرباحى من شارع الهرم أدخرها لمسرح غنائى. هذا النجاح المدوى للأغنية جعل صحيفة «الليموند» الفرنسية ـ بحسب تصريح «محمد نوح» نفسه أيضًا لمجلة «روزاليوسف» بتاريخ 19نوفمبر 1973م ـ تدعوه على نفقاتها الخاصة ليزور الجزائر وتونس وفرنسا ليغنى «مَدَد.. مَدَد شِدّى حيلك يا بَلد». وأغنية «احمينى». وفى 10يناير 1974م نشرت مجلة «صباح الخير» خبرًا تقول سطوره إن شركة صوت الحب للاسطونات، قررت توقيع عَقد احتكار مع فرقة النهار التى قدمت عرض «مَدَد.. مَدَد».. خلال شهر أكتوبر، بعدما وزعت أغنية «مَدَد.. مَدَد» 18000 نسخة، وهو رقم قياسى فى ذلك الوقت. هذا التعاقد كان يتطلب وجود صاحب للأغنية ليوضع اسمه عليها، أثناء توقيع العَقد مع الشركة. ومن هنا ـ وربما من قبل هنا ـ كان «محمد نوح» قد  قرّر التخلص ـ ساعده فى ذلك المَشهد السياسى الذى فُرض على أغلب المنتمين لليسار الابتعاد أو الاختفاء بسبب المطاردات السياسية والأمنية ـ من اسم «زكى عمر»! والبحث عن اسم شاعر آخر. وبالفعل وجد «نوح» ضالته فى اسم الشاعر «إبراهيم رضوان»، الذى هو بالأساس بَلديات «زكى عمر» ويكتب الشعر وينشره أيضًا ضمن مجموع شعراء المنصورة، منهم «محمد يوسف ومصطفى نصار والشربينى عطية وسليمان مجاهد وردة ومحمد الشيمى» وغيرهم. والشاعر «إبراهيم رضوان» كان يُعايش النجاح الساحق للكلمات منذ انطلاقها على لسان «زكى عمر» فى شوارع المنصورة عام 1969م. ثم مدرجات جامعة القاهرة بين طلابها عام 1972م ومسرح الطليعة عام 1973م؛ لأنه ـ أى «إبراهيم رضوان» ـ  طبقًا لبطاقته الشخصية مواليد عام 1942م. وتقول البطاقة الشخصية لزكى عمر إنه مواليد عام 1938م. وهذا يعنى أنهما أبناء مدينة واحدة وجيل واحد.  

 

(المنصورة ـ 1977م)

 

مرّت الأيام صعبة على الشاعر «زكى عمر»، بعد عودته من القاهرة، فهو إنسان نبيل، شريف، مترفع بطبعه عن الصغائر، ومسالم، وهادئ، وصامت، إلى حد المَلل. صعوبة الأيام والليالى جاءت ليس بسبب سرقته فقط، ولكن  بسبب التضييق والتهميش الذى طاله، فقرّر تكرار تجربة الهجرة مرّة أخرى. على أن تكون هذه المرّة  خارج الوطن كله بالسَّفر إلى اليَمن الجنوبية. وبالفعل حدث ذلك بعد عدة أسابيع قليلة من شكوته التى لم يلتفت لها أحدٌ. وصرخته التى لم يسمعها أحدٌ، رُغم نشْرها على صفحات مجلة «صباح الخير» التى يبدو أنها كانت قد أزعجت البعض وقتها، فتحركت خفافيش الظلام ضده لتعجل بقرار سَفره. وبالفعل مع نهاية عام 1977م كان الرجل فى طريقه لليَمن. وهناك عاش حتى مات غريقًا فى مياه البحر يوم 24يوليو عام 1987م ليعود جثة هامدة ويُدفن فى قريته يوم 27يوليو عام 1987م. 

 

 (القاهرة ـ 2020م)

 

الساعة الآن تجاوزت العاشرة من ذلك المساء البارد والهادئ فى شارع قصر العينى؛ حيث لاأزال أجلس مع «هانى عبدالله»- رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف»- و«طارق رضوان»- رئيس تحرير مجلة «صباح الخير»-. بعد دقائق وقفتُ وودّعتهما عائدًا سَيرًا على الأقدام ناحية ميدان التحرير فى اتجاه المترو المتجه إلى منزلى. وُجُوه الناس ـ صعودًا وهبوطًا ـ على سلالم المترو  تبدو لى مرهقة، وعيونهم شاردة. وقفتُ أنتظر المترو فى محطة السادات. بعد دقائق ظهرت أنواره من بعيد فى نفقه الطويل، وأمام عينى تظهر ملامح الشاعر «زكى عمر» وهو يهتف فى وجْه كل شاعر وفنان، وكاتب ومبدع. وكل إنسان بشكل عام قائلًا:

 

«ملعونة الكلمة الغش. 

 

ملعونة الكلمة الباهتة، الفاترة، القش.

 

ملعونة الكلمة الغدر.

 

ملعونة الكلمة اللى ما تنشد مَوّال الفجر».