الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حكايات عبدالهادى قنديل

حكايات عبدالهادى قنديل

«فى عام 1982 عقدنا المؤتمر الأول للغاز الطبيعى وقلت أمام أحمد عز الدين هلال وزير البترول وقتها إن لدينا غازًا كثيرًا فى الصحراء الغربية وأمام دلتا النيل فيجب أن نكثف فيها البحث، وهو ما فعلناه وأبرمنا اتفاقية للحفر فى المياه العميقة وكانت فى البحر المتوسط أمام ساحل برج العرب، ولكن الرئيس السابق حسنى مبارك رفض وقال ما حدش يحفر هنا وأنا موجود، باعتبار أن استراحته فى برج العرب كانت أكثر الأماكن المحببة إليه، وقلت نعمل فى حالة عدم وجود حضرتك ولكنه «زرجن» ورفض الاتفاقية بعد توقيعها وتوقفنا بالفعل».



ما سبق واحدة من حكايات كثيرة ذكرها وزير البترول السابق عبدالهادى قنديل للكاتب الكبير والصحفى البارع أسامة داود والذى نشرها فى كتاب بعنوان «عبدالهادى قنديل .. حكاياتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات»، وقنديل كان وزيرًا للبترول فى عهد مبارك من عام 1984 الى عام 1991 كما تولى قبلها العديد من المناصب فى قطاع البترول، ومن هنا تأتى أهمية ذكرياته والتى كشف فيها وقائع عديدة لها دلالات كثيرة، وبعضها يكشف كيف كانت تدار الدولة فى هذه الفترة ولمصلحة من؟،

يرى قنديل «أن عاطف عبيد أجرم فى حق مصر ببيع الشركات الوطنية» ويحكى «كان هناك موقف من جانبى لإنقاذ شركات البترول من مذبحة الخصخصة، فقد وقعت خناقة بينى وبين كل من عاطف صدقى رئيس الوزراء وعاطف عبيد وزير قطاع الأعمال، قبل دخولى اجتماع مجلس الوزراء والسبب أننى وجدت الدكتور يوسف بطرس غالى ولم يكن وزيرًا بعد يحمل ملفًا وبالصدفة سألته إيه الملف ده ؟ فقال ملف به الشركات المقرر طرحها للبيع فطلبت منه الملف ووجدت به 5 شركات بترول هى إنبى وبتروجت وشركة الطيران وغاز مصر والحفر المصرية وكنت أعتبرها الدجاجة التى تبيض ذهبًا لقطاع البترول وخزائن الدولة، ودخلت الاجتماع غاضبًا وطلبت إجابة عما يحدث، فقالوا إنهم يريدون تنشيط البورصة، فقلت البورصة لا تهمنى فى شىء وسوف أتصل بالرئيس مبارك لأنكم تهدمون البلد، والتقينا مع الرئيس مبارك أثناء مناقشة موازنة البلد وشرحت له الموقف ودور هذه الشركات وكيف إنها تتحمل نفقات كثيرة عن الدولة، فنظر مبارك إلى عاطف صدقى وقال له ابعد عن شركات البترول»، دلالات الحكاية كثيرة وتكشف أن كثيرًا من الخطط كانت تتم بعيدًا عن مبارك وأن البيع والخصخصة كان للشركات الرابحة وهو ملف يجب التحقيق فيه ومعرفة إسراره وخباياه، ويصف قنديل مبارك «بأنه رجل وطنى وكان يستجيب لما يعرض عليه طالما كان فى الصالح العام»، ولكنه فى واقعة أخرى يعطى انطباعًا مخالفًا، يقول قنديل: «اتصل بى الرئيس مبارك عام 1991 وقال لى نريد أن نصدر الغاز لإسرائيل فقلت له ليس لدينا غاز كافٍ للتصدير فكان رده: السفير الأمريكى قدم لى معلومات بوجود كميات ضخمة من الغاز، وأصابتنى الدهشة وقلت له يا أفندم هما الأمريكان يقولوا عندنا إيه، اسألنى أنا يا أفندم، أنا مستشارك وأنا أعلم بما لدينا من غاز، ونحن فى احتياج إليه، فأومأ برأسه موافقًا وقال عندك حق، ويستطرد قنديل: «وفى أول تعديل كنت خارج الوزارة»، فهل كان تصدير الغاز لإسرائيل سببًا فى إبعاده عن الوزارة؛ أم إن هناك أسبابًا أخرى ؟ لقد خرج قنديل من منصبه بطريقة مفاجئة وتردد كلام كثير وقتها عن وجود فساد يطوله وتسببه فى إهدار المال العام، ولكن قنديل يدافع عن نفسه فى الكتاب ويرد على الاتهامات التى وجهت له، وقائع كثيرة فى الكتاب وبينها الاتهامات الموجهة له تحتاج إلى تحقيق من الجهات المعنية لمعرفة الحقيقة ومحاسبة من أضر بمصر، الكتاب يتضمن حكايات أخرى عن فترة حرب 67 وما بعدها والدور البطولى لقطاع البترول ورجاله آنذاك، ويذكر قنديل أنه كان ضمن اثنين فى قطاع البترول عرفا بساعة الصفر فى حرب أكتوبر، كما يروى مواقف مع رجال عبدالناصر والتنظيم الطليعى والسادات وإسرائيل وبعض القادة العرب، ولكننى اخترت من الحكايات الكثيرة ما جرى فى عهد مبارك باعتباره الأقرب والأخطر.