العمرة أجمل تجارب حياتى (1)

أردت أن أحكى لكم أجمل تجارب حياتى الشخصية وأسأل الله أن يرزقها لكل مشتاق.

 
فكم تمنيتها وحلمت بها.. وكم اشتقت لزيارتها.. هى رحلة العمر التى تتوق النفس لها.. هى زيارة الأراضى المقدسة لأداء مناسك العمرة.. لقد ذهبت لأداء العمرة لأول مرة.
 
وكانت البداية فى المدينة المنورة وتلك الأجواء التى تملؤها السكينة والهدوء مثل سكانها الطيبين أهل المدينة الذين استقبلوا الرسول بحفاوة استقبلوا زوار مسجده النبوى بتلك السماحة والكرم والطيب. عند وصولى هناك كنت حملت معى اشتياقى إلى رسول الله ولزيارة المسجد النبوى الشريف الذى شعرت فيه لأول وهلة عند دخولى إليه بصفاء ونقاء كأنى عدت إلى زمن الرسول والصحابة فهل هناك أجمل ولا أروع من ذلك الشعور عند التلفظ بالسلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا حبيب الله والعين تملؤها الدموع بلقاء الحبيب المصطفى.. شعرت حينها بأنى قريبة منه وأنى بحاجة إليه.. كان شعورا جديدا فلم أشعر بأن حبى للرسول الكريم حقيقى إلا عندما رأيت المسجد النبوى.. وتذكرت حينها حديث الرسول الشريف: «فى مسند الإمام أحمد حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددت أن لو رأيت إخوانى فقال أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم: أوليس نحن إخوانك؟ قال: أنتم أصحابى، ولكن إخوانى قوم يأتون بعدى يؤمنون بى ولم يرونى»، نحن من آمنا بك يا رسول الله، نحن من نشتاق لرؤيتك نحن من صلينا فى روضتك الشريفة تلك الروضة التى تحمل معها نسائم الجنة.. يا حبيبى يا محمد يا من ستشفع لنا يوم الحساب.. وانتهت رحلة المدينة لتتلوها رحلة أخرى تحمل من الشوق الكثير لرؤية الكعبة لتملأ العين بنورها والقلب بضيائها وكلما اقترب الدخول إلى حدود مكة المكرمة زادت خفقات القلب لرؤية أطهر وأقدس بقعة شرفها الله وكرمها، وحان الوقت لدخول المسجد الحرام كنت أشعر حينها بلهفة شديدة تجعلنى أسرع من خطواتى حتى رأيت الكعبة لأول مرة فى حياتى.