الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الخادم الأسود فى البيت الأبيض

الخادم الأسود فى  البيت الأبيض
الخادم الأسود فى البيت الأبيض


على الرغم من مرور عقود على ترسيخ المساواة بين البيض والسود فى أمريكا وانتخاب رئيس أمريكى أسود لفترتين متتاليتين باراك أوباما فإن بعض الأمريكيين مازالوا يتعاملون مع السود باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، لا يستحقون الامتيازات التى ينالها من هم سواهم، تحدث هذه الوقائع دائما على نطاق ضيق وغالبا لا يشعر بها أحد، ولكن استديوهات عاصمة السينما فى العالم هوليوود كشفت فى تصريح أسباب عدم اهتمامها بصناعة هذه النوعية من الأفلام.
 
تصريح الاستوديو جاء بأن الميزانية لا تسمح بإنتاج موضوعات سيرة ذاتية أو تناول فترة تاريخية بها اضطرابات بين البيض والسود، ومع ذلك من الممكن إنتاج الفيلم ولكن بدولارات قليلة.
 
المخرج الأسود «لى دانيالز» علق على هذا التصريح للواشنطن بوست وقال: هذا بالضبط هو ما تشعر به الاستوديوهات تجاه الأمريكيين من السود وما يستحقونه، حفنة من الدولارات لا تتعدى 6 أو 7 ملايين دولار على الأكثر، هوليوود لم تتغير.
 
 
فيلم «كبير الخدم ـThe butler » هو الذى فتح هذا الملف وهذا الجدل الواسع وهو مأخوذ عن مقالة كتبها «ويل هيجود» فى صحيفة الواشنطن بوست عام 2008 وتناول فيها قصة «أيوجين آلان» كبير الخدم فى البيت الأبيض والذى عمل فى الفترة من 1952 وحتى 1986 وعاصر ثمانية رؤساء هم: أيزنهاور، كيندى، جونسون، فورد، كارتر، ريجان، وشهدت الفترة التى عمل بها التغيرات الفكرية التى حدثت فى المجتمع الأمريكى من حركة الحقوق المدنية لإنهاء التمييز العنصرى بين الأمريكيين إلى حرب فيتنام وغيرها من الأحداث التى غيرت صورة المجتمع الأمريكى مع النصف الثانى من القرن العشرين.
 
«كبير الخدم» تحمست لإنتاجه «لورا زيسكين» منتجة أفلام «امرأة جميلة» و«الرجل العنكبوت» وحاولت الحصول على تمويل له من الاستديوهات الكبيرة ولم تنل سوى الرفض المتواصل مما جعلها تلجأ للمخرج الأسود «لى دانيالز» المعروف بقدرته على صناعة الأفلام المستقلة والمنخفضة التكلفة.
 
المخرج والمنتجة تعاونا عام 2009 وحتى وفاة المنتجة فى عام 2011 ظلا فى رحلة بحث لتمويل الفيلم من خلال الأثرياء السود فى أمريكا وبالفعل استطاعا أن يجمعا 20 مليون دولار لإنتاجه، خاصة بعد أن عرضا سيناريو الفيلم فى سوق الدعم بمهرجان كان الأخير ونالا دعم بعض الموزعين فى أمريكا وفرنسا واليابان.. بالإضافة إلى ذلك فقد تحمس عدد كبير من نجوم هوليوود للمشاركة فى بطولته.
 
دور الخادم «آلان» هو دور البطولة فى الفيلم ويجسده الممثل «فورست وايتكر» الذى نال الأوسكار أفضل ممثل عام 2007 عن تقديمه لشخصية الديكتاتور الراحل «عيدى أمين» فى فيلم آخر ملوك اسكتلندا.
 
أوبرا تعود للتمثيل بعد غياب 14 عاما منذ آخر أفلامها «المحبوب» ومن أهم أفلامها «اللون الأرجوانى» عام 1985 من إخراج ستيفن سبيلبرج والذى رشحت عنه لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة، ومعروف عنها مواقفها السياسية فى مناصرة السود وهى من الداعمين بقوة للرئيس الحالى باراك أوباما.
 
يشارك فى الفيلم أيضا عدد كبير من أهم نجوم هوليوود معظمهم حصل على جوائز الأوسكار منهم جون كوزاك يؤدى دور الرئيس «نيكسون»، روبين ويليامز ليام نيسون «جونسون» آلان حصل ريكمان «ريجان» جين فوندا «نانسى ريجان» ميلسيا ليو «مامى أيزنهاور» نيلسون أليس «مارتن لوثر كينج» ومعهم فانسيا ريدجريف وماريا كارى، ويؤدى دور الرئيس أوباما الممثل «أورلاندو إيريك ستريت».
 
«أيوجين آلان» توفى عام 2010 وكان يرفض إجراء مقابلات معه فى أى وسيلة إعلامية كما أنه رفض عروضا عديدة بتأليف كتب عن حياته أو كتابة مذكراته، وكان «آلان» قريبا من كل الرؤساء الذين عمل معهم وكانوا يثقون فيه، فهو الذى ساعد وحاول مداواة آلام المعدة التى صاحبت الرئيس «جونسون» أثناء المظاهرات التى أقيمت ضده على بوابات البيت الأبيض بسبب حرب فيتنام وقد أهدته «جاكلين كيندى» إحدى رباطات عنق الرئيس «كيندى» عقب اغتياله، وكذلك وجه كل من الرئيس «ريجان» وزوجته دعوة رسمية له لحضور عشاء رسمى يأتى إليه كضيف هو وزوجته وليس كخادم.. ولم يترك آلان البيت الأبيض إلا عندما أصر الرئيس «كارتر» اصطحابه معه لكامب ديفيد أثناء مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل والتى تمت هناك.
 
الفيلم سوف يعرض فى نهاية هذا العام.. أى قبل موسم الجوائز بفترة قصيرة ولذلك من المتوقع أن يكون من المنافسين الأقوياء فى هذا الموسم.