الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسرار اختيار «مخيون» لرئاسة حزب النور

أسرار اختيار «مخيون» لرئاسة حزب النور
أسرار اختيار «مخيون» لرئاسة حزب النور


بعد أن انتهى حزب النور من تعيين يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور، ليخرج هو الوحيد منتصرًا رئيسًا للحزب، حيث إن مصادرنا المطلعة من داخل الحزب أكدت أن الأمور داخل الدعوة السلفية، حسمت لصالح «يونس مخيون» قبل انعقاد الجمعية العمومية تقريبا بأسبوع كامل مساء الجمعة قبل الماضية، من قبل مجلس إدارة الجمعية العمومية للدعوة السلفية التى تضم 200 عالم من علماء الدعوة الموجودين فى كل محافظات مصر والذين قاموا بالتصويت لصالح مخيون بأن يكون رئيسا لحزب النور، نزولا على قرار اجتماع المجلس الرئاسى للدعوة السلفية الذى استمر حتى صلاة الفجر لرسم التفاصيل النهائية لتعيينه رئيسا الحزب، واستبعاد المرشحين الآخرين نزولا على نظرية التبديل والتوفيق على المناصب القيادية بها.
 
 

 
اجتماع المجلس الرئاسى عقد بمنزل ياسر برهامى بالإسكندرية، بحضور محمد إسماعيل المقدم وأبو إدريس محمد عبدالفتاح، وعبدالمنعم الشحات، وأحمد حطيبة، وأحمد فريد، برهامى بدأ الاجتماع منتشيا فخورا بعد أن أطاح بخصميه اللدودين «عماد عبدالغفور وسعيد عبدالعظيم» من الدعوة والحزب نهائيا، وقال بالنص نحمد الله على أنه أعاننا على تخطى الفتنة والمحنة التى ابتلينا بها، وقد اختبر الله الأنبياء والرسول ووضعهم فى محن أشد وأعظم، ولكن بصيرة الإيمان وقلب المؤمن الذى وصفه الرسول بأنه لا يلدغ من جحر مرتين، ساعدتنا على اكتشاف الدخلاء على الدعوة والأشخاص الذين تم اختراقهم من قبل الإخوان، وأصبحوا رجالهم».
 
نجح برهامى فى الإبقاء على تلاميذه وأبنائه تحت يده وسيطرته ولم تخرج قيادات حزب النور عن رجال الإسكندرية، الذين تربوا تحت يديه، ويمنحهم ثقته الكاملة وكان هذا سببا كافيا لإقناع المجلس الرئاسى بتعيين يونس مخيون رئيسا للحزب، واستبعاد سيد خليفة لأنه ليس من رجال برهامى بالإسكندرية، وبعيد عن يديه وعينه، ويتم تعويضه بدخول الانتخابات البرلمانية القادمة على رأس قائمة للحزب، ويكون رئيسا للهيئة البرلمانية لحزب النور داخل البرلمان، ولم يعترض خليفة على ذلك خاصة إذا علم أن تلك رغبة المشايخ ولن يخرج عنها.
 
على نفس الصعيد رفض برهامى أن يدخل أشرف ثابت المنافسة على رئاسة حزب النور، لعلمه بشعبيته الكبيرة بين القواعد فى كل المحافظات التى تمثل الثقل بالنسبة للدعوة خاصة فى محافظتى البحيرة والإسكندرية ومرسى مطروح ، ويعتبر المثل الأعلى للشباب السلفى الذين يرون فيه القيادة السياسية الرصينة التى يصعب اختراقها، ولهذه الأسباب رفض التفريط فيه، لأنه يعتبره ذراعه اليمنى، خاصة أن ثابت لديه طموح كبير فى وضع الدعوة على الخريطة العالمية، ورفض كل محاولات الإخوان لاختراقها ورفض أيضا التحالف معهم، وكان على النقيض تماما مع سياسات عماد عبدالغفور الرئيس السابق للحزب، بالإضافة إلى اعتزاله الفتنة التى ضربت الحزب فى الفترة الأخيرة.
 
ولم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للمرشح الرابع طلعت مرزوق المستشار القانونى، وكان المرشح الأضعف، خاصة أنه من الجيل الثانى للدعوة، وليس من جيل المرشحين الذين تربى مرزوق على أيديهم داخل الدعوة، ولكن تمت ترضيته أيضا بالإبقاء عليه مستشارا قانونيا للدعوة والحزب والهيئات البرلمانية للنور بمختلف قياداتها.
 
 ووقع الاختيار على يونس مخيون لعدد من الأسباب أولها أنه من قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية، وأحد أتباع ياسر برهامى ومحمد إسماعيل المقدم المخلصين، ومن تلاميذه ومن كوادر الدعوة والحزب فى محافظة البحيرة، التى تتمتع بثقل كبير بالنسبة لقواعد حشد السلفيين فى مصر.
 
بالإضافة إلى القبول العام الذى يتمتع به بين الـ200 عالم من علماء الدعوة السلفية الذين قاموا بالتصويت لترشيحه بأغلبية ساحقة، وقام العلماء كل فى محافظته بعرض قرار المجلس الرئاسى بتعيين مخيون رئيسا للحزب، وانسحاب باقى المرشحين، لإقناع قواعدهم من الشباب بقبول هذا الترشح. وهذا ما حدث خلال الأسبوع الماضى قبيل موعد انعقاد الجمعية العمومية الأربعاء الماضى، خاصة أن معظم القواعد السلفية فى المحافظات كانت على علم واقتناع تام بفوز يونس مخيون، بمنصب رئيس الحزب خاصة بعد تزكية مجلس علماء الدعوة السلفية، وأن الجمعية العمومية ما هى إلا وسيلة لإعلان ذلك واختيار الهيئة العليا ومجلس شيوخ النور التى تحسم الخلافات الإدارية داخله والتى لن تخرج عن الهيئة السابقة للحزب باستثناء رجال عبدالغفور الذين خرجوا معه.
 
يونس مخيون، وقبل إعلان فوزه بالتزكية فى الساعات الأولى من انعقاد الجمعية قال: إنه سيسعى لاستكمال بناء المؤسسات وتقوية دور اللجان النوعية وكذلك تنظيم عدد من الدورات التدريبية للارتقاء بأعضاء الحزب سياسيا وتربويا، كما أنه سيسعى لتطوير البرنامج الاقتصادى والسياسى للحزب، وأن النور سيخوض الانتخابات على مستوى جميع الدوائر وسيطمح فى الفوز بالأغلبية البرلمانية، ولن يدخل فى تحالفات انتخابية مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أو مع التحالف الإسلامى الذى يقوده أبو إسماعيل، ونخوض الانتخابات منفردين وتلك النظرية والرؤية والخطة السياسية ليست خطة مخيون فى المرحلة المقبلة ولكنها موقف ياسر برهامى وخطط أشرف ثابت وموقف الدعوة السلفية ومخيون ما هو إلا ماريونت لتنفيذها.