الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عام «نانسى بيلوسى» و«تشارليز ثيرون»

عام «نانسى بيلوسى» و«تشارليز ثيرون»

وأنت تشاهد الأيام الأخيرة من عمر العام ٢٠١٩ المليء بالكوارث والأحزان الكبرى وانهيارات الدول المجلجلة وخروج عالمى جماعى لمظاهرات فى مشهد لم تسجله كتب التاريخ من قبل.. تلك الأيام التى تأبى أن ترحل إلا بزلزال - آخر ريختر- والذى ربما تمتد توابعه للعام ٢٠٢٠ بخبر إقالة مجلس النواب الأمريكى لأقوى وأهم رئيس لأقوى وأهم دول العالم..حتى الآن لا تزال أمريكا كذلك.. الإقالة  التى لم تكن بسبب سوء سلوكه الشخصي باعتباره متحرشًا فجًا بل كانت لسوء استخدام السلطة وتضليل الكونجرس. لكن سوء السلوك العاطفي للرئيس الأمريكى وعلاقته المشينة بالنساء كان قد فتح أبواب وشبابيك البيت الأمريكى فى معظم الولايات على غرف نومهم التى كانت موصدة لكنها بانت وظهرت كغرف دعارة أو على أقل تقدير ملاهى ليلية.. ذاك السلوك الذى فجر على مدار العام الماضى بطوله اعترافات نساء رفيعات المستوى بأنهن كُنّ عُرْضةً للبيع.. للسبىّ.. للتحرش وللاغتصاب من رجال ذوى حيثية ومكانه اجتماعية عالية الشأن. ربما خفتت أصوات نساء أمريكا اللواتى أشعلن هاشتاج #Me Too ومعظمهن فنانات.. بل أكبر وأشهر فنانات هوليوود.. لكن صوت «تشارليز ثيرون» كان عاليًا ومؤثرًا ومختلفًا هذا العام بالتوازي مع خطوات إقالة ترامب على يد رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى وهو ما يؤكد أن عام ٢٠١٩ مثله مثل ٢٠١٨ هو عام المرأة بامتياز. فما هى حكاية الممثلة الرائعة والكبيرة تشارليز ثيرون؟ تتبدى حالة فنانة هوليوود «ثيرون» كانعكاس لمرآة المجتمع الأمريكى.. فهى التى قالت إنها حصلت على الشهرة والمال وأدوار البطولة وجوائز الأوسكار لأنها (نامت) مع كبار رجال الصناعة فى هوليوود.. هل كانت تقصد «هارفى وينستاين»؟؟ نعم.. قالت للإندبندنت أن هارفى وينستاين كان يردد أن ثمة علاقة جنسية جمعتهما قبل حصولها على بطولات أفلام أنتجتها مؤسسته - هارفى الآن قيد السجن المشروط والتحقيقات التى أفضت لمثوله للقضاء ودفع غرامة ٥ ملايين دولار مبدأيًا كدِيّة للنسوة اللواتى اغتصبهن-  تشارليز الإفريقية الأصل والمنشأ حيث  وُلِدَت وقضت الخمسة عشر عامًا الأولى من حياتها فى جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا.. واكتشفت أنها كم كانت محظوظة لكونها صاحبة بشرة بيضاء فى بلاد التمييز العنصري.. ثم اكتشفت أن لا فرق بين جنوب أفريقيا وبين أمريكا.. كلاهما له سمت التفرقة العنصرية.. كلاهما لا تحصل فيه النساء على وظائف مهمة إلا بأجسادهن!! لكن أهم ما حكته «ثيرون» كان عن طفولتها البائسة المضطربة بين أم قتلت زوجها أمام ابنتها «ثيرون» ثم برأتها محكمة جنوب أفريقيا لأن قتل الأب كان دفاعًا عن النفس. ترامب الذى فضح أمريكا وفضح نفسه.. وعزل أمريكا وعزل نفسه.. ولولاه ما انفجرت بلاعات المجارى المخفية أسفل الجمال الأمريكى والحلم الأمريكى.. البلاد التى لم يعد تمثال الحرية قادرًا على أن يخفى هشاشة أرضها ونسائها ولا بشاعة رجالها أصحاب النفوذ والجوارى. ربما خفتت فى ٢٠١٩ أصوات نساء تم التحرش بهن وأطلقن صرخة Me Too التى لازمت ٢٠١٨.. لكن حكايات تشارليز ثيرون طوال العام كانت عالية الصوت كما أنها منعت جماعة وأنا أيضا من الزوال والاندثار. ربما يصبح عام ٢٠١٩ هو عام نانسى بيلوسى وتشارليز ثيرون ولكنه أيضا هو عام القاتلة البريئة «كريستول كيزار» ١٩ عامًا  تلك المراهقة الأمريكية السوداء - التى تملأ حكايتها الفضاء الأمريكى - والفتاة من أصول أفريقية وهى المتهمة بقتل النخاس تاجر المراهقات «راندى فولار» الأبيض الأمريكى الذى اغتصبها ووظفها فى الدعارة حينما كانت بعمر الـ ١٦ عامًا.. هى وكثيرات.. وبعد القبض عليه بيوم واحد - ومع وجود أدلة إدانته - أطلقت محكمة ولاية «ويسكونسين» سراحه فكان أن قتلته الضحية بطلقتين فى الرأس وأحرقت جثته.. لكن القاضى الذى  أطلق سراح الجانى هو نفسه القاضى الذى حكم على الضحية منذ أسبوع  بالسجن مدى الحياة!! فهل قصدت  تشارليز ثيرون عن عمد قولها  أنها سعيدة كونها إفريقية بيضاء اللون قد نجت من سوق النخاسة الأمريكى؟ لا أظن فكلتا المرأتين تحملان نفس الهم ونفس الوجع ونفس القدر وإن اختلفت نهايتهما كون إحداهما بيضاء وتعمل بمؤسسة هوليوود لكن الأخرى سوداء  تعمل بمؤسسة دعارة فكان أن تم سجن هارفى وينستاين بينما تم إطلاق سراح راندى فولار