الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

رياضة الملوك!

رياضة الملوك!
رياضة الملوك!


تعد سباقات الخيول واحدة من أشهر المسابقات حول العالم، والتى تحظى باهتمام فئات خاصة تعشق الأصالة والجمال، حيث يطلق عليها «رياضة الملوك»، وكيف لا؟، وهى الرياضة الوحيدة التى تجذب أصحاب الياقات البيضاء، وأبناء الأمراء والملوك والطبقات الأرستقراطية فى العديد من المجتمعات حول العالم.
تعد دولة الإمارات واحدة من أكثر الدول فى العالم اهتمامًا بهذه الرياضة، حيث يقام فيها سنويًا ما يقرب من 70 سباقًا للخيول المحلية والدولية سواءً المهجنة الأصيلة أو العربية الأصيلة تقام على 5 مضامير للخيول منتشرة فى عدد من الإمارات المختلفة، لعل أهمها وأبرزها كأس دبى العالمى للخيول، والذى يقام فى مضمار ميدان. 
استطاعت دبى جعل هواية الفروسية وتربية الخيول صناعة وتجارة تحقق من ورائها مكتسبات اقتصادية؛ من خلال احتضانها لكأس دبى العالمية لسباق الخيل، والذى أقيم أول سباق له عام 1996 فى ميدان «ند الشبا» لسباقات الخيول وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء دولة الإمارات، أمر بإنشائه، وتبلغ مجموع جوائز فعاليات السباق 35 مليون دولار، وتصل قيمة الجائزة الكبرى لـ 12 مليون دولار، لذا يطلق عليه أغنى سباق للخيول فى العالم.
تبلغ مسافة السباق 2 كيلو، ويُقام السباق على مضمار رملي، وتدور فعاليات اللقاء فى يوم السبت الأخير من شهر مارس، ولا يقتصر السباق على أنه الأغنى بل يقدم برنامجًا رائعًا ومتكاملاً من 9 سباقات تتميز بمشاركة أكبر الأسماء فى عالم السباقات وألمع نجوم رياضة سباق الخيول، وتجذب المناسبة أكثر من 80 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر واحدًا من أبرز الأحداث الرياضية فى المنطقة.
كأس دبى العالمي، يحتفل فى مارس المقبل بالذكرى 25 على انطلاقه، بمشاركة ست فرق ضمن المجموعة الأولى، وثلاث فرق ضمن المجموعة الثانية، ويقدم تجربة عالمية بمشاركة أفضل الخيول فى العالم سنوياً، وتُقام الفعالية الرياضية الأضخم فى دبى فى مضمار ميدان فى آخر سبت من شهر مارس.
يضع محمد بن راشد تربية الخيول وسباقاتها فى أولية اهتماماته، حيث أسس اسطبلات جودلفين، وهى اسطبلات سباق وتربية للخيول تعد الأكبر فى العالم ، وتمت تسمية الفريق على شرف الجواد العربى الأصيل «ودلفين أرابيان»، ويقع المقر الرئيس لجودلفين فى دبي، فيما تنتشر اسطبلات السباق ومزارع تربية الخيول فى كل من أستراليا، فرنسا، أيرلندا، الإمارات، وبريطانيا والولايات المتحدة.
بدأت الفكرة عند الشيخ محمد بن راشد عندما كان مبتعثاً للدراسة فى كامبريدج، بإنجلترا، إذ حضر سباقات الخيل لأول مرة فى نيوماركت، وشهد فوز المهر «رويال بالاس» بسباق 2,000 جينيس، فى مايو عام 1967، وبعد عشر سنوات استهل مسيرته الخاصة فى سباقات الخيل العالمية عن طريق المهرة «حتا» التى أهدته انتصاره الأول بالسباقات فى مضمار برايتون بإنجلترا، يوم 20 يونيو، 1977 ثم مضت للفوز بسباق الفئة الثالثة مولكومب ستيكس بمضمار جوود وود فى الشهر التالي.
شغف محمد بن راشد بالخيول تحول إلى استثمارات ضخمة فى تربية الخيول وأسفر عن تأسيسه لأكبر فريق فى سباقات الخيل العالمية، وهو فريق «جودلفين»، واحتضان دبى لكأس العالم لسباق الخيول،  فضلًا عن اسطبلات عديدة فى رعاية الفحول هى اسطبلات دارلي.
لا تقتصر منافسات دبى على كأس دبى الدولى فقط، ولكن أيضًا منافسات يجرى تنظيمها خارج حدود دولة الإمارات مثل سباق دبى الدولى للخيول العربية الأصيلة والذى أقيمت نسخته الـ 38 مؤخرًا فى مضمار نيوبرى البريطاني، برعاية وحضور الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبى وزير المالية.
السباق يستقطب أبرز الخيول من مختلف أنحاء أوروبا، وبعض الدول العربية، وتشرف على تنظيمه لجنة متخصصة، ويعد أعرق سباق للخيول العربية فى بريطانيا وأوروبا بوجه عام، إذ يعد مهرجانًا كاملًا من الفعاليات والجوائز والمسابقات المختلفة، بجانب السباق الذى يستقطب نخبة من الخيول العربية، يبلغ عددها 73 جوادًا، بجوائز مالية يبلغ مجموعها 193 ألف جنيه إسترليني، ويضم برنامج المنافسات ثلاثة سباقات من الفئة الأولى، وسباقًا من الفئة الثالثة، ضمن ثمانية سباقات تشكل قمة الروزنامة العربية فى الموسم البريطاني.
وفى مصر، تدعم الإمارات سباق الخيول وتقديم دعم جوائز السباق سنويًا، وأهمها مهرجان كأس «الشيخ زايد آل نهيان»، للخيول العربية المصرية الأصيلة، الذى يقام بمقر الجمعية الرياضية لسباق الخيل ومالكى الجياد بمصر الجديدة، كل عام.
رياضة سباقات الخيل ليست جديدة على مصر، حيث تعد مصر من أقدم وأوائل الدول العربية فى تلك الرياضة بل ودول العالم، حيث عرفت مصر أول سباق للخيل فى عهد الخديو إسماعيل 1863، وكانت الحفلات فى هذا الوقت تقام بالإسكندرية فى حى القباري، وبعد سنوات أنشأ إسحاق حسين باشا، مضمارًا لسباق الخيول الدولى فى نادى الخديوى الرياضي؛ الذى تحول اسمه الآن إلى نادى الجزيرة بالقاهرة، من عام 1915 حتى عام 1951؛ ثم تغير الاسم إلى نادى أمير الصعيد نسبة إلى الملك فاروق الأول؛ وهذا الاسم لم يدم إلا عامًا واحدًا فقط؛ نظرًا لقيام ثورة يوليو عام1952، ليستقر اسم النادى باسم نادى الجزيرة بالقاهرة، والذى انتقلت إليه سباقات الخيل عام 1883 أى بعد عام واحد من إنشائه، ثم إلى حلوان بنادى حلوان، الذى لم يعد له أثر الآن، ثم تم إنشاء مضمار سبق آخر فى نادى سبورتنج بالإسكندرية.
يرجع تاريخ السباقات الرسمية فى مصر إلى عام 1890، عندما قامت مصر بإنشاء جمعيه برئاسة الأمير عمر طوسون؛ للنظر فى تربية الخيول واتخاذ الوسائل التى تؤدى لتحسينها، والحصول على عدد من الخيول الأصيلة للإكثار منها نظرًا للحاجة الملحة لها فى الجيش والشرطة، وأقيمت أول حفلة رسمية فى سباقات الخيل أثناء افتتاح نادى الإسكندرية الرياضى سبورتنج؛ الذى أنشأه عمر طوسون، وحضر الاحتفال الخديو توفيق عام1890.
كان الأمير عمر طوسون أول رئيس تحكيم فى السباقات، وأول رئيس للهيئة العليا لسباق الخيل، التى كانت تسمى وقتها «بنادى الجوكى كلوب المصري»؛ وكان نادى الجوكى تابعًا لهيئة الجوكى كلوب وتمصر تحت رئاسة محمد سلطان، وبعد ذلك أقامت عدد من الأندية سباقات للخيل (نادى الخرطوم بالسودان، ونادى سباق الميريلاند فى مصر الجديدة عام 1910، والذى أسسه البارون أدوار لويس جوزيف، أمبان البلجيكى الذى يطلق عليه الأهالى حاليًا منطقة غرناطة بمصر الجديدة، ثم نادى جمعية الجياد بالإسكندرية، وفى عام 1912، تشكلت جمعية دولية للمحافظة على الخيول العربية الأصيلة بمصر؛ تحت رعاية عباس باشا الثاني، ورعاية الأمير محمد على باشا، وعضوية الأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، وشرباتوف مربى الخيول الروسية الشهير وغيرهم من الأمراء).
وفى عام 1934 تم افتتاح مضمار الخيول بسموحة بالإسكندرية، ووُضعت شروط بألا يسمح للجواد بالاشتراك فى السباقات الدولية قبل أن يمر بمرحلتى التنسيق والتشبيه، أما التنسيق هو تحديد سن الجواد، وأما التشبيه هو التفرقة بين الجواد العربى والجواد الإنجليزى وبيان محاسن كل منهما وعيوبه، واقتصر سباق الخيول بعد ذلك ما بين الإسكندرية والقاهرة بعد انفصال السودان عن مصر، وبعد ذلك تحول السباق إلى نادى مصر الجديدة المسمى حاليًا «بنادى الجمعية الرياضية لسباق الخيل ومالكى الجياد» وذلك فى عام 1967. 