الإثنين 20 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الإسلام المفترى عليه فى الصين!

الإسلام المفترى عليه فى الصين!
الإسلام المفترى عليه فى الصين!


من حين لآخر تتصاعد لهجة الانتقادات الموجهة للصين بسبب «الاضطهاد» الذى تمارسه السلطات هناك ضد المسلمين الأويجور فى إقليم «شينجيانج»، وقبل أيام أدانت «واشنطن» بلهجة قاسية السلطة فى «بكين» واتهمتها بارتكاب انتهاكات مروعة بحق الأويجور، وذلك بالتزامن مع حملة تقودها وسائل إعلام غربية حول المعاناة التى يعيشها المسلمون فى المعسكرات التابعة للسلطة هناك.


بعيدًا عن كون ورقة حقوق الإنسان وحماية الأقليات هى الورقة الرابحة دائما بيد الغرب عند الرغبة فى إملاء مطالبهم على دولة ما، فإن الأمر يكتسب أبعادًا إضافية إذا تعلق بدولة مثل الصين التى أصبحت تنافس الولايات المتحدة على صدارة المشهد الاقتصادى العالمى، كما أن المتابع للتطورات الأخيرة فى العلاقة بين الدولتين يدرك أن هناك حدثين مهمين ومرتبطين أعادا قضية مسلمى الأويجورإلى واجهة الأحداث الدولية مع توقعات بأن تكون ورقة رئيسية فى الحرب التى تشنها واشنطن على بكين.
الحدث الأول هو تداعيات الحرب التجارية الحالية بين الدولتين وهى الأقوى من نوعها منذ عام 1947، أما الحدث الثانى فهو استضافة العاصمة الصينية مؤخرًا منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى فى نسخته الثانية والذى شارك فيه زعماء أكثر من المشاركين فى النسخة الأولى من المنتدى عام 2017.
«روزاليوسف» من جانبها زارت معسكرات المسلمين فى إقليم «شينجيانج» للوقوف على حقيقة ما يتعرض له المسلمون هناك، ومن خلال السطور التالية نتعرف على تفاصيل ما يجرى على أرض الواقع.

تاريخ القضية

قبل استعراض ما شاهدناه على الأرض هناك، وللوصول إلى فهم أفضل لقضية الأويجورالمسلمين وإقليم شينجيانج وما يمثله بالنسبة للصين يجدر بنا تسليط الضوء على تاريخ وأهمية الإقليم، إذ تعتبر شينجيانج التى يعنى اسمها فى الصين «الحدود الجديدة»، وتقع شمال غرب البلاد البوابة الطبيعية لطريق الحرير الجديدة، ذلك المشروع الضخم الهادف إلى إقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية فى آسيا وأوروبا وأفريقيا.
تمثل هذه المنطقة حوالى سدس الأراضى الصينية وحدودًا طبيعية لها مع كل من باكستان وأفغانستان والجمهوريات السوفيتية السابقة الثلاث فى آسيا الوسطى ذات الغالبية المسلمة، طاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان، كما تعد موطنًا لحوالى 21 مليون شخص ينتمون إلى 13 مجموعة عرقية وأكبرها هم مسلمو الإويجور، وكانت شينجيانج قناة تاريخية ومركزًا للتبادل الاقتصادى والثقافى بين الشرق والغرب، قبل أن تصبح جزءًا مهما من طريق الحرير.
علينا أن ندرك أيضًا أن «شينجيانج» إقليم غنى بالموارد الطبيعية كالبترول - فهو يعتبر ثانى أكبر إقليم منتج للنفط فى الصين- وهو غنى أيضًا بالغاز الطبيعى والفحم والرصاص والنحاس والزنك وخامات اليورانيوم، وتعتمد الصين على هذا الإقليم بشكل مباشر فى مدها بمصادر الطاقة، ومن بين الصناعات المنتشرة فى الإقليم تكرير النفط وصناعة السكر والصلب والكيماويات والأسمنت والمنسوجات، كما من بين الأسباب التى تزيد من أهمية الإقليم استراتيجيًا إنشاء أول خط سكة حديد يربط بين العاصمة «بكين» وبين عاصمة الإقليم «أورومُتشى» عام 1968.

سكان الإقليم

يعود أصل الأويجورإلى تركيا، وهم يعتبرون أنفسهم دائمًا فى تبعية عرقية وثقافية لآسيا الوسطى، المنطقة التى تنخرط بشكل كامل فى الهوية الإسلامية، ودولها الخمس وتعرف باسم الجمهوريات الإسلامية، وتشمل قيرغيستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزباكستان وكازخستان، وغالبية هؤلاء من أتباع المذهب السنى، لذا يغلب على الأويجورالنزعات النضالية، التى دائمًا ما تحركها هويتهم الثقافية والدينية التى تستعصى على الذوبان داخل الهوية الصينية.
تلك النزعات النضالية جعلت قضية مسلمى الأويجورتثار من وقت لآخر، بين اتهامات للحكومة الصينية بارتكاب انتهاكات بحق المسلمين فى الإقليم تستغلها وتوظفها بعض الدول مثل تركيا والغرب فى حساباتها السياسية مع الصين ، وبين اتهامات توجه لبعض الأويجوربارتكاب جرائم عنف وإرهاب.
تشير السلطات الصينية إلى انتشار التطرف بين الأويجوروتدبير الآلاف من الحوادث الإرهابية التى أدت إلى مقتل عدد كبير من المواطنين ومئات من رجال الشرطة وخسائر مادية جسيمة، ويوثق ذلك متحف مكافحة الإرهاب أو معرض الأحداث الرئيسية للعنف والإرهاب بمدينة أوروموتشى عاصمة الإقليم الذى قمنا بزيارته ضمن برنامج زيارة إقليم شينجيانج لرصد أوضاع المسلمين هناك.

الأعلام الصينية فى كل شارع

خلال الزيارة رصدنا تواجد العلم الصينى فى كل مكان داخل إقليم شينجيانج ذى الأغلبية المسلمة لتعزيز الشعور الوطنى فى نفوس المواطنين الذين تعمل بعض الدول على استخدامهم كشوكة فى ظهر الدولة من خلال إثارة القلاقل فى الإقليم الغنى جدًا بالموارد والقريب أيضًا من أوروبا (بوابة الصين لأوروبا).
كان علينا أن نفهم طبيعة الدور الذى تقوم به مراكز التعليم والتدريب المهنى فى منطقة شينجيانج والمثار حولها الجدل مؤخرًا، فخلال السنوات الأخيرة عمدت الحكومة الصينية إلى التعامل بذكاء مع ملف المتورطين فى بعض الجرائم من مسلمى الأويجوربفعل تحريض أطراف خارجية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، حيث تمكنت من استثمار العنصر البشرى داخل الإقليم فى مراكز يطلق عليها مراكز التأهيل وهى نفسها المراكز الذى تزعم التقارير الإعلامية الغربية أنها مراكز لاعتقال وتعذيب وتقطيع للمسلمين بداخلها.
رصدنا خلال الزيارة أن مراكز التأهيل المثيرة للجدل عبارة عن مراكز لتعليم الفنون بكل أنواعها كالرقص والموسيقى والغناء والرسم وأيضًا لتعليم الطبخ والزراعة والبناء والميكانيكا والخياطة والتطريز، ويلتحق بها أشخاص ممن ارتكبوا جرائم قانونية لها علاقة بالتحريض أو زعزعة الأمن فى البلاد، وحسب شهاداتهم هم من ذهبوا إليها طواعية أو تم التبليغ عنهم من قبل ذويهم، وحسب المشرفين على هذه المراكز التى زرناها فى مدينتى «أكسو» و«خوتيان» فإن الفئات العمرية التى تلتحق بها من سن 21 وحتى الأربعين وأن مدة التأهيل هى عام كامل وتعمل هذه المراكز على مساعدة بعض من تأثروا بأفكار متطرفة للتخلص من هذه الأفكار، وإعادة دمجهم فى المجتمع فى أقرب وقت ممكن، ولذلك يتم تعليمهم اللغة الصينية ودراستها وإجادة حرفة وتعلم الفنون المختلفة، يبقى الأشخاص داخل مراكز التأهيل 6 أيام فى الأسبوع ويذهبون إلى منازلهم يومًا واحدًا يقضونه مع أسرهم.

روايات خريجى المعسكرات

التقينا خلال برنامج الزيارة ببعض ممن تخرجوا فى هذه المراكز وعرفنا أن الحكومة وفرت لهم فرص عمل ودعمتهم ماديًا لشراء منازل خاصة بهم، وفيما يرى البعض أن الحكومة الصينية تعمل على طمس هوية مسلمى الأويجوروتمنعهم من ممارسة الشعائر الإسلامية وتستغلهم داخل هذه المراكز بتشغيلهم فى صناعة الكثير من المنتجات، يرد المشرفون على هذه المراكز وبعض الأشخاص الذين تخرجوا فيها بأن هذه هى الطريقة المثلى لمكافحة الأفكار المتطرفة داخل الإقليم والحفاظ على وحدة واستقرار الدولة الصينية التى يراد تخريبها من الداخل خاصة ولدى الإقليم نوازع انفصالية.
التقينا داخل مكتبة أحد مراكز التأهيل بمدينة أكسو بإحدى السيدات (22 عامًا) من قومية الإيجور التى أكدت أنها كانت تعمل بإحدى شركات التوظيف وتأثرت ببعض الأفكار المتطرفة عن طريق الإنترنت دفعتها لطرد زملائها من قومية (الهان) من العمل، وأن والديها عندما لاحظا عليها هذه الأفكار قاما بتسجيلها بالمركز.
قالت السيدة إنها لا تريد أن تترك المركز لأن به نظامًا تعليميًا منتظمًا، كما أنها تدرس اللغة وتعلمت مهنة جديدة.
طالب آخر ويدعى سبلة 22 عامًا التقينا به فى مركز للتأهيل بمدينة خوتيان والذى افتتح فى إبريل 2017 قال إنه تأثر من معلمه بأفكار متطرفة دينيًا، وبعد فترة بدأ يفتعل المشكلات ولا يلتزم بالقوانين، لكنه التحق بالمركز والذى تعلم فيه القانون ومواد الدستور واللغة الصينية والرسم قال: كنت أعتقد بأنى لكونى مسلمًا يجب ألا ألتزم بالقوانين الحكومية.
أضاف: أدرس حاليًا بالمركز وأزور أسرتى كل أسبوع.
أما الشاب عبدالوالى عبدالجبار وعمره 25 عامًا - التقيناه فى منزله -وهو أحد الأشخاص الذين تخرجوا فى مركز التأهيل فى يناير هذا العام فقال: كنت أعمل فلاحًا مع والدى والآن بعد التخرج فى المركز أعمل فى مصنع أحذية وأتقاضى ألفى يوان شهريًا، مشيرًا إلى أنه استفاد من مركز التأهيل حيث درس الفنون والميكانيكا.
وأضاف أن المركز هو من رشحه لمصنع الأحذية وساعدته الحكومة هو وزوجته بشراء منزل قيمته 150 ألف يوان، حيث تكفلت الحكومة بدفع 100 ألف يوان من ثمن المنزل.
أكد أن التحاقه بالمركز كان بسبب تواصله عبر الويشات مع أحد الأشخاص المتطرفين الذى تبادل معه معلومات، وقام الشخص بإرسال تسجيلات له يحرضه فيها على قتل غير المسلمين وأنه بذلك سوف يذهب إلى الجنة، قائلا: لذلك أنصح الشباب بتحسين الدراسة وتطوير المهارات المهنية والتخلص من الأفكار المتطرفة.
لتحسين أحوال الفقراء، قامت الحكومة الصينية خلال السنوات الأخيرة ببناء العديد من المصانع داخل القرى الفقيرة التى يعيش بها المسلمون الإيجور وخلق فرص عمل لتوظيفهم.
‎وفى قرية يينغ اواتى وهى من القرى الفقيرة فى الإقليم أقامت الحكومة مشروعًا فى ديسمبر العام الماضى بتكلفة 40 مليون يوان لتوفير 400 ألف وظيفة وسوف يتم تشغيل مصنع آخر مجاور للمشروع فى ذات القرية خلال هذا العام، كما تعمل الحكومة على إقامة آلاف النوادى والحضانات أو روضة داخل الإقليم، ولذلك نجد الأطفال يقضون ساعات طويلة داخل الروضة لتعليمهم شتى أنواع الفنون تجنبًا لأى نشأة متطرفة.
كما أن اللغة المنتشرة بين السكان هى الأويجورية إلى جانب اللغة الصينية الرسمية التى نجحت الحكومة فى تعميمها فى الإقليم لتعزيز الشعور الوطنى ودمج الأويجورالمسلمين بالمجتمع الصينى.

الدستور يحمى حرية العقيدة

فى الوقت الذى تتوالى فيه تقارير الإعلام الغربى حول تعرض أقلية الأويجورلاضطهاد من قبل الحكومة الصينية، يرد الشيخ عبدالرقيب الذى سبق أن درس فى الأزهر لمدة 5 أشهر، وهو - الآن - عميد معهد شينجيانج الإسلامى، وإمام مسجده بمدينة أوروموتشى (من قومية الأويجور) على تلك التقارير الغربية التى تزعم منع السلطات الصينية المسلمين من الصلاة وممارسة شعائر الدين قائلاً: الحكومة الصينية تولى اهتمامًا بحرية الاعتقاد الدينى، ومنذ تأسيس الجمهورية نص الدستور الصينى على حرية الاعتقاد أو عدم الاعتقاد الدينى، حيث يسمح لكل مواطن بحرية اعتناق الدين أو عدم اعتناقه وقد أصدر مجلس الدولة لوائح تنص على أن لكل مواطن صينى الحق فى حرية ممارسة الأنشطة الدينية فى إطار القانون، ولكن يحظر أن تخرج الأنشطة عن نطاق الدين.
وأضاف: الدولة تحمى حرية الاعتقاد الدينى، وقد قامت بإنشاء المنشآت والمدارس الدينية وفى نفس الوقت تدعو المسلمين وغير المسلمين للتضامن والتعايش بصورة جيدة، مشيرًا إلى أنه منذ عام 1982 قامت الحكومة بتعزيز التضامن بين القوميات المختلفة فى البلاد.
وأكد على أن إقامة المنشآت الدينية وتنظيم عملها وعمل رجال الدين فيها يخضع للدستور، مشيرًا إلى أن التقارير الإعلامية التى تزعم اضطهاد المسلمين فى البلاد هدفها الحقيقى هو إثارة الضجة وبث الشائعات، ومن المعروف أنه وفقًا للدستور الصينى فإن شعائر الدين لا تُمارس فى المنشآت العامة، ولكن تمارس فقط فى أماكن العبادة وفى داخل البيوت.
وحول معهد شينجيانج للعلوم الإسلامية فى أورومتشى قال الشيخ عبد الرقيب مدير المعهد: إن الحكومة أولت اهتمامًا كبيرًا ببناء المعهد الذى تبلغ مساحته 150 ألف كيلو متر، وذلك من أجل إعداد متخصصين أكفاء فى علوم الدين، مؤكدًا على أن مهمة المعهد تتركز فى تعليم ثلاث مواد رئيسية هى: الدين والقانون واللغة.
الدراسات الدينية فى المعهد تشتمل على القرآن الكريم والحديث والصلاة والتفسير، والدراسات القانونية واللغوية تتناول: الدستور، مع تنظيم دورات فى تعلم اللغة الصينية.
داخل المعهد مبنى خاص بالدراسة ومبنى آخر للإقامة ومطعم ومبنى خاص بالألعاب الرياضية واللياقة البدينة ومسجد كبير بحديقة المعهد، كما يقوم المعهد بتحفيظ الطلاب القرآن الكريم وتلقين الدروس الدينية باللغات الصينية ولغة الإيجور وتقوم الحكومة بدعم الطلاب بـ 600 يوان شهريا لمساعدتهم.
وأوضح عبدالرقيب أن الحكومة تقدم دعمًا ومكافآت مالية أيضًا للطلاب المتميزين الذين يدرسون بالمعهد لمدة تمتد لـ5 سنوات، وأن الطالب يحصل فى نهاية الدراسة على ليسانس فى الشئون الإسلامية، ويتخرج ليعمل كإمام أو خطيب.

182 مسجدًا تقيم الشعائر بحرية تامة

بخلاف العاصمة أورومتشى تحتضن مدينة أكسو فى شينجيانج حوالى 182 مسجدًا ويتواجد بها 182 إمامًا، حيث أغلب السكان بها من مسلمى الأويجور، لاحظنا تجهيز المساجد بها بالسجاد الجديد وأجهزة التدفئة وغيرها من التجهيزات الحديثة.
داخل مسجد جستجاما جنوب المدينة التقينا بنائب إمام المسجد ويدعى الشيخ ماماتى احاتى الذى أكد أن المسجد تم إنشاؤه فى شهر مايو 2017 وتبلغ مساحته حوالى 1900 متر مربع به قاعة كبيرة للصلاة مساحتها 1400 متر مربع ومرفق بها جراج كبير للسيارات، لافتًا إلى أنه نظرًا لارتفاع مستوى المعيشة أصبح المصلون يأتون إلى المسجد الجديد بسياراتهم، ولهذا السبب أنشأت الحكومة موقف سيارات ملحقًا بالمسجد للتسهيل على المصلين.
وأشار إلى أن قاعة الصلاة مجهزة بأحدث التجهيزات للتكيف مع درجات الحرارة وحتى لمقاومة الزلازل، ومن أجل سلامة المسلمين وصحتهم تم تجهيزها بمصابيح لقتل الجراثيم، وأضاف: حالة المسجد القديم كانت سيئة للغاية حتى قامت الحكومة بإنشاء المسجد الجديد وبه أحدث التجهيزات، وخلال السنوات الأخيرة تولى الحكومة الصينية عناية بالمسلمين وتوفر لهم سبل الراحة داخل المساجد.
وأكد أن المسلمين يشعرون بالرضا تجاه الحكومة التى تدعم المسلمين فى ممارسة شعائرهم وتحمى الأنشطة الدينية وفقا للقانون، قال: نصلى الصلوات الخمس ونقيم شعائرنا الدينية فى رمضان كما نؤدى صلوات الأعياد ونلقى المحاضرات وتفسيرات للقرآن والحديث، ونفى تعرض المسلمين للاضطهاد أو منعهم من ممارسة شعائرهم، لافتًا إلى أن تحريض الشباب المسلم يمارس من قبل أطراف خارجية.
وفى أكبر مسجد داخل مدينة هوتان، خوتيان سابقًا وهو مسجد (جه مه يولى ) أو الجامع الكبير التقينا بالشيخ أبوالحسن خطيب المسجد الذى أكد على أن نشأة المسجد ترجع إلى العام 1848 وأن الحكومة خصصت 3 ملايين يوان لتشغيل المسجد خلال عام 1997، قائلاً: الحكومة الصينية كفلت حرية الاعتقاد لسكان شينجيانج وفقًا للدستور، وتولى اهتمامًا كبيرًا بالمسلمين وقامت بتوفير كل الخدمات لهذا المسجد من كهرباء ومياه ووسائل تدفئة، كما تقدم الدواء للمسلمين الضعفاء جسديًا لإقامة الصلوات ويتم تخصيص سيارة لرجال الدين المسنين لنقلهم للمسجد وتقديم الفواكه للمصلين بمناسبة الإفطار.
ولفت أبوالحسن إلى انتشار الإسلام فى هذه المنطقة قبل ألف عام، وأن الدين الإسلامى يدعو للسلام والتضامن، موضحًا أن المسلمين يتمتعون بالتأمين الصحى والفحص الطبى مجانًا ويتاح لهم عطلة فى الأعياد، حيث تلقى حرية الاعتقاد الدينى والمسلمون حماية من الدولة، كما أشار إلى أنه يوجد فى كل حى سكنى وقرية داخل المدينة مكان لممارسة الشعائر، وأنهم يقومون كرجال دين بإلقاء محاضرات تؤكد على أن الإرهاب يتعارض مع مضمون الدين الإسلامى. 