الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

والد الشهيد محمد الدرة لـ«روزاليوسف»: المسئولون الفلسطينيون خذلونى.. وتل أبيب لم تتخلَّ عن قاتل ابنى!

والد الشهيد محمد الدرة لـ«روزاليوسف»: المسئولون الفلسطينيون خذلونى..  وتل أبيب لم تتخلَّ عن قاتل ابنى!
والد الشهيد محمد الدرة لـ«روزاليوسف»: المسئولون الفلسطينيون خذلونى.. وتل أبيب لم تتخلَّ عن قاتل ابنى!


فى 30 مارس عام 2000 كان العالم على موعدٍ مع حادث استشهاد الطفل محمد الدرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى،  وهو الحادث الذى كان شاهدًا على ازدواجية العالم الذى لا يعرف الإدانة والشجب إلا ضد العرب، ويعرف التبرير مع الجرائم الإسرائيلية.
طفل فى حضن أبيه، أصابته رصاصة فى ركبته اليمنى، ولم يكن ذلك كافيًا ليُكمل جنود الاحتلال مهمته لتصفية الطفل جسديًا، ليصبح «الدرة» هو درة الشهداء ودليلًا على أن الحق فى الأرض لن يضيع.


«روزاليوسف» حاورت «جمال الدرة» والد الشهيد بمناسبة «يوم الأرض الموافق 30 مارس من كل عام، وقال «الدرة الوالد» إنه لا يُمكن أن ينسى لحظات استشهاد نجله بين أحضانه، وأنه بعد استشهاده رزقه الله بابنٍ آخر سماه محمد ليكون خلفًا لشقيقه، وبالفعل كان يحمل شخصيته أيضًا، وكأن الله أراد أن يعوضه عنه، ولديه من الأبناء 10، ستة أولاد وأربع بنات.
وأضاف أن جرائم الاحتلال ضد الأطفال لا تزال مستمرة والعالم يغض الطرف عنها.
واستنكر «الدرة الوالد» الانقسام الفلسطينى الداخلى، مؤكدًا أن سببه أصحاب المصالح الذين لا يريدون مصلحة الأمة الفلسطينية، رافضًا فى الوقت ذاته ممارسات حماس فى قطاع غزة، ويعتبرها السبب فى الفقر والبطالة الموجودين بالقطاع.
 احك لنا عن يوم استشهاد محمد وآخر كلماته؟
ــ يوم 30 سبتمبر عام 2000 كانت بداية انتفاضة الأقصى بعد دخول شارون بجنوده المسجد الأقصى ودنسه، واستشهد ابنى وأنا فى الطريق من غزة إلى مخيم البريج، وكان الطريق مغلقًا، فنزلت أنا وابنى من السيارة وأخذنا مكانًا يبعد عن طريق صلاح الدين كى نصل إلى المفترق ونكمل إلى البريج، وقبل أن نصل إليه تم إطلاق الرصاص علينا، فاختبأنا فى المكان الذى شاهده العالم عبر شاشات التلفاز، وأطلق علينا الرصاص فحاولت أن أحمى ابنى،  لكنه أصيب بأول رصاصة فى ركبته اليمنى، فصرخ وقال لى: «أصابونى الكلاب» 3 مرات، وقلت له: «لا تخف»، ستأتى سيارة إسعاف تأخذنا من هذا المكان، ومع استمرار الرصاص استشهد فتحسرت عليه والحمد لله أن أكرمنى بشهادته.
وفى ذكراه أتألم لأنه استشهد بين أحضانى ولا يُمكن بأى حال من الأحوال أن أنسى هذه اللحظات العصيبة.
 ماذا عن جرائم الاحتلال ككل ضد الأطفال؟
ــ هناك الكثير من الجرائم ضد الأطفال ارتكبها جنود الاحتلال، فهناك أطفال تم اعتقالهم وتفتيش حقائبهم المدرسية وهذا كله يدل على عنجهية وعنصرية ونازية الاحتلال وهو أمر يؤلمنى ويؤلم كل أصحاب الضمائر الحية، ولو فعلها جندى عربى لانتفض الغرب وهذا أكبر دليل على أن العالم ظالم ويكيل بمكيالين.
 كيف تحكى لإخوته عن استشهاده؟
ــ كان له إخوة قبل استشهاده يعرفون قصته، ومن رزقنى الله بهم بعد الحادثة حكيت لهم عما حدث، ومشهد الاستشهاد ما زال عالقًا فى ذهن كل أحرار العالم.
 كيف يحيى الفلسطينيون يوم الأرض؟
ــ كل يوم عندنا هو يوم الأرض، لأن أرضنا لا تزال محتلة، ونعتبره يوم هبة فى كل فلسطين، ولدينا احتفالات خاصة به نؤكد فيه أن مرور السنين لن يُنسينا الأرض مهما طال الزمن وأن كل طفل يُولد نزرع فى عقيدته التمسك بالأرض لأنها حقنا.
 هل زرعت فى أشقاء محمد روح المقاومة؟
ــ روح المقاومة مزروعة فى كل فلسطينى،  والدليل على ذلك عندما قال «بنقريون» رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى: يموت الكبار وينسى الصغار، وجد أن الصغار هم أكثر من يتصدى لهم، وما زالت المسيرة مستمرة حتى التحرير.
 كيف يتذكره أشقاؤه؟
ــ يتذكرونه فى كل مناسبة، لأنه أيقونة للانتفاضة والنضال الفلسطينى، وابنى محمد الذى رزقنى الله به بعد استشهاد البطل له نفس الشخصية وعمره الآن 16 عامًا.
 هل هناك متعلقات له تحتفظ بها؟
ــ كنت محتفظًا بكل متعلقاته، لكن حربي 2008 و2009 دمرت بيتى وراح كل شيء ولم يتبق سوى بعض ملابسه وأغراض بسيطة.
 استشهد محمد وهو ابن 12 عامًا.. متى أدرك معنى كلمة احتلال؟
ــ محمد وهو ابن 3 سنوات أثناء الانتفاضة الأولى دخل جنود الاحتلال علينا المنزل، فشد السلاح من الجندى الصهيونى.
 ما أحلامه التى كان يحدثك بها؟
ــ مثل أى طفل يريد أن يلتحق بمجال يخدم فيه أهله وقضيتهم.
 كيف تُحيى فلسطين ذكرى استشهاده؟
ــ الكل يحتفى بذكرى محمد فى 30 سبتمبر من كل عام، وأغلب القنوات العربية تحتفى به.
 هل تم إطلاق اسمه على شارع أو مدرسة؟
ـــ يوجد مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال فى غزة، ومدرسة الشهيد محمد الدرة فى خان يونس، كما توجد محلات باسمه فى فلسطين، ويوجد فى الدول العربية والإسلامية.
ما شعورك عند إذاعة لقطة استشهاده؟
ــ الواقعة تلازمنى لأننى أتألم من الإصابات إلى اليوم، وكلما رأيتها أزداد صلابة فى تمسكى بحقنا فى الأرض.
 هل فُتحت التحقيقات فى القضية مرة أخرى؟
ــ لم تُفتح لأنه لم يساندنى مسئول فلسطينى طوال أعوام وقوفى فى القضاء الفرنسى لوحدى ضد الكيان الصهيونى، ورؤساء الوزراء الإسرائيليون ساندوا القاتل فى المحكمة، ولم يتخلوا عنه، والقاتل سب ابنى الشهيد وقذفه والعالم وقف صامتًا وكأنه الطبيعى أن يتضامن مع الجانى لا المجنى عليه.
 كيف قابلت خبر الحكم لصالح إسرائيل فى محكمة الاستئناف الفرنسية؟
ــ حزنت بشدة، كما أننى ناديت الجميع أن يقف معى، لكن لم يستجب أحد، ومن المُفترض أن أستأنف على الحكم، لكن لا أحد يُساندنى.
 كيف ترى الانقسام الداخلى فى فلسطين؟
ــ انقسام بغيض دمرنا، وبعضهم يرى أن المصالح الفئوية والحزبية أهم من الوطن والشعب.
 كيف تدور الأوضاع داخل قطاع غزة الآن؟
ــ الأوضاع صعبة للغاية، وحكم حماس للقطاع زاد البطالة والفقر فيه، وكثرت السرقات والنصب والاحتيال والجريمة، وكثرت الضرائب على الشعب وهى ضرائب بغير وجه حق لا تعدو كونها ابتزازًا لشعب  فلسطين.
 ما نتيجة هذا الأمر؟
ــ الشباب أصبح يُهاجر، وهناك أسر أخذت البحر إلى أوروبا ومنهم من مات فيه، ولو كان عندنا عدل يجب محاكمة كل مسئول فلسطينى أوصلنا إلى هذا الوضع، فغزة الآن هى مقبرة للأحياء كل ما ينقصها بلاطة سقف.
 ماذا عن المقاومة؟
ــ أنا مع المقاومة بكل أشكالها ضد الاحتلال وهذا حق مشروع، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
 هل تشعر أن دم ابنك ذهب هدرًا؟
ــ دماء الشهداء جميعًا لن تذهب هدرًا ما دامت المسيرة النضالية مستمرة.
 كيف ترى إعلان «ترامب» ضم الجولان المحتل إلى إسرائيل؟
ــ هذا الإعلان حبر على ورق، فالجولان سورية عربية. 