الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

الهند.. «بلاد الأفيال» والإبل أيضًا!

الهند.. «بلاد الأفيال» والإبل أيضًا!
الهند.. «بلاد الأفيال» والإبل أيضًا!


تتميز الهند بتنوعها الثقافى، وهو ما ينعكس فى المهرجانات، سواء الدينية أو السياحية أو الترفيهية، التى تُعد جُزءًا من الحياة فى الهند، وهى أيضًا مروج سياحى لها.
الهند- بلاد العجائب- تعتمد على الروحانيات بشكل كبير، وتُعتبر هذه المهرجانات فرصة للتعرُّف على الثقافة والتراث الهندى، ومن أهم هذه المهرجانات، مهرجان الإبل «بوشكار»، الذى يُعد أكبر معرض للثروة الحيوانية فى العالم، ويتم الاحتفال به منذ أكثر من مائة عام على ضفاف بحيرة «بوشكار»  فى منطقة أجمر فى راجستان، ويستمر لمدة أسبوع خلال شهر Kartik حسب التقويم الهندوسى الذى يتوافق دائمًا مع شهر نوفمبر، بهدف جذب تجار الأبقار والجِمال من مناطق بعيدة مثل أفغانستان لشراء حيوانات لهم والإتجار فى نحو 30 ألف جمل وخيول وسلالات محلية ونادرة من الماشية.
وسَجل المهرجان العام الماضى حجم مبيعات بلغت 100 مليون روبية، وتجاوز المهرجان الجزء التجارى مع بداية الألفية الثانية بعدد كبير من الفعاليات والأنشطة التى نظمتها ولاية راجستان للسياحة، حتى حوّلته إلى استعراض ملون لأسلوب الحياة الريفية داخل راجستان بملابسها وفنونها الأدائية ومصنوعاتها اليدوية.
وبسبب غرابة المهرجان صُنف ضمن أكثر المهرجانات الآسيوية جذبًا للسياح، إذ يُعطى للسياح فرصة معايشة جوهر الحياة الريفية الهندية ومشاهدة سباقات الجِمال والخيول وعروض الرقص وارتداء العمائم الراجستانية، وملابس العرائس الهنديات والإقامة فى الخيام الفخمة الفارهة المعدة خصيصًا لهم، وتضم مرافق مثل سخانات مياه وأحواض استحمام ومطابخ منفصلة ووسائل أخرى للراحة، وتتراوح أسعار استئجار الخيم بين 10 آلاف إلى 70 ألف روبية فى اليوم، إلى جانب برامج التسلية والترفيه اليومية.
بدأت نسخة المهرجان هذا العام، فى 15 نوفمبر وتستمر لمدة 9 أيام، وافتتح المهرجان بماراثون هارمونى من دارغا شريف فى أجمر إلى معبد براهما فى بوشكار فى الساعة السادسة صباحًا، وجذب نصف مليون سائح فى أول أيامه مما أعطى الماراثون نوعًا من الحيوية، ومن المتوقع أن يبلغ المهرجان ذروته أثناء حفل الختام مع ألعاب نارية على جسر هاى ليفل على بحيرة بوشكار.
ويضم المهرجان هذا العام 6 برامج مختلفة، منها الترفيهى والدينى، وبدأ اليوم الأول بالبرنامج الترفيهى الذى يعتمد بشكل أساسى على المسابقات الغريبة مثل المنافسة على ربط العمامة وسباق ماتكا للجِمال ومسابقة زخرفة وتزيين الجِمال وأطول شارب فى العالم والزفاف بالملابس التقليدية، ومَلك جَمال الجِمال، إذ تتنافس الجِمال مع بعضها البعض وهى مزينة بزينات ملونة وترتدى لبادات سرج ملونة ومزخرفة.. ومن المسابقات الأخرى مسابقة للعدْو وأخرى للرقص بين الجِمال وغيرهما، إلى جانب برنامج سياحى خاص بالزوار يركبون فيه منطاد الهواء الساخن والاستمتاع بالمناظر الخلابة للمخيمات الغنية بالألوان والمزارع والمهرجانات المزينة.
وتقام مباراة كرة القدم للمحليين والسائحين المحبين لكرة القدم، بالإضافة إلى إقامة مباراة ساتوليا Satolia وهى رياضة محلية يلعبها الأطفال عادة فى Mohallas بالإضافة إلى الإبحار بالمظلات الملونة، ومن بين عناصر الجذب الأخرى جولة بطائرة مروحية لمدة 20 دقيقة مقابل 3 آلاف روبية، وفى اليوم الثالث تبدأ عروض الموسيقى الحية التى تجذب محبى الموسيقى والرقص، بالإضافة إلى برنامج خاص لمحبى التسوق فى بازار Shilpgram Handicrafts الذى أقامه الحرفيون المحليون فى الولاية، وهو مكان لشراء المجوهرات التقليدية اليدوية واللوحات والمواد الجلدية والدُّمَى.
ويُعد بوشكار واحدًا من أفضل المهرجانات للقيام برحلة تذوق للطعام الهندى التقليدى إلى جانب مجموعة متنوعة واسعة من الأطعمة فى الشوارع مثل Samosas (وهى حشو ملىء بالبطاطس المقلية والبصل وغيرهما)، وDal Ki Kachori (حار، محشو بالعدس والتوابل) يقدم مع صلصة التمر الهندى الحارة، وMalpuas  فطيرة محضرة من مايدا (طحين كيك) وسامولينا مغمس فى شراب السكر وتعلوها فستق.
وتختلف نسخة هذا العام عن الأعوام السابقة، إذ يقدم المهرجان لأول مرّة يوم الإطفاء، ويستحم فيه آلاف الحجاج الهندوس فى بحيرة بوشكار المقدسة وتطفو الشموع عبر سطحها، ويتوجه فيه السياح إلى البحيرة قبل طلوع الفجر لرؤية المؤمنين يمارسون طقوسهم الدينية على شواطئها؛ حيث تشرق الشمس فى الماء والكثبان المحيطة بالوردى والذهبى، كما يتنافس أيضًا فيه سحرة الثعابين والموسيقيون والصوفيون.
لم يكن مهرجان بوشكار الهندى للإبل هو النسخة الوحيدة فى العالم؛ حيث توجد نسخ عربية تقام سنويّا؛ حيث تُعتبر سباقات الهجن رياضة عربية أصيلة مشهورة فى الشرق الأوسط بين العرب؛ وبخاصة فى منطقة الجزيرة العربية وكذلك فى إفريقيا وأستراليا، وتحرص بعض الدول؛ وبخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وسلطنة عُمان ومصر على إقامة هذا السباق بانتظام وعلى تنظيم المهرجانات والاحتفالات الشعبية الكبيرة خلال فترات إقامته، فهى رياضة عربية أصيلة مارسها العرب فى الجاهلية والإسلام وتوارثتها الأجيال على مَرِّ العصور والأزمان، وهى تراث عريق تقدره الأجيال الحاضرة ويصفه الكثيرون بأنها الرياضة القديمة الحديثة أو رياضة الأجداد التى تثير الحماس والتنافس بين شباب الأبناء فى العصر الحديث.
تتسابق الهجن فى هذه الرياضة بسرعة تصل إلى 64 كم/س فى مضامير مخصصة لهذا السباق، تشبه هذه الرياضة إلى حد كبير سباق الخيل، إلا أن الاختلاف بين سباق الهجن وسباق الخيول هو الركبى الآلى الذى يوضع على الجَمل أو الهجن بينما فى الخيول يركبه فارس قد يخسر الكثير من وزنه مقابل الحفاظ على لياقته لكى يتحمله الحصان فى السباق، بينما فى سباقات الهجن يُستخدم الرجل الآلى الذى يصل وزنه 2 أو 3 كيلو جرامات فقط.