مصيفك السنة دى فى «بلوتو»!
آلاء البدرى
لم تعد فكرة الخروج فى رحلة سياحية إلى الفضاء الخارجى أمرًا خياليا، كما لم يعد التحليق خارج الغلاف الجوى للأرض حكرًا على رواد الفضاء وحدهم، فقد أصبح متاحًا للأشخاص الذين ملوا من الرحلات إلى الأماكن السياحية على كوكب الأرض أن يقضوا عطلاتهم فى الفضاء الخارجى بعد أن كان الذهاب إلى الفضاء والمكوث فيه مقتصرًا على أفلام الخيال العلمى.
رغم قابلية الفكرة للتنفيذ عمليا، فإنها لم تزل محدودة جدًا فى تطبيقها فهى اليوم متاحة، ولكن لذوى القدرات المالية العالية جدًا من الذين لم تعد أرجاء كوكب الأرض ومناظره الخلابة قادرة على إشباع رغبتهم فى السفر أو الترويح عنهم.
أعلنت شركة «بلو أوريجين» للصواريخ المملوكة للملياردير الأغنى فى العالم «جيف بيزوس» وصاحب شركة «أمازون» أنها تخطط لانطلاق أول الرحلات الفضائية فى بداية العام المقبل، وذلك بتكلفة ما بين 200 و300 ألف دولار للشخص الواحد كثمن لتذكرة السفر فقط بدون التحضيرات والتجهيزات على متن مركبة الفضاء الجديدة «نيو شيبارد» التابعة للشركة، ويتوقع أن تستغرق الرحلة 10 أيام.
كما تستعد شركة الفضاء الأمريكية «سبيس إكس» لإرسال سائحين فى رحلة حول القمر نهاية عام 2018 مستخدمة فى ذلك سفينة فضاء يجرى تصنيعها لحساب رواد فضاء إدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا، وصاروخا لم يختبر طيرانه بعد، وأكدت أن السائحين قد دفعوا بشكل مسبق دفعة كبيرة من المال من أجل تنفيذ الرحلة حول القمر.
وتجرى ناسا حاليًا بطلب من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دراسة لتقييم مخاطر السلامة والتكاليف والمزايا المحتملة للسماح لرواد فضاء بالطيران فى أول اختبار للطيران لصاروخ نقل ثقيل يحمل سياحًا مدنيين لمنظومة الإطلاق الفضائى وكبسولة الفضاء «أوريون».
دخلت شركة فيرجن جالاكتيك التى أسسها الثرى البريطانى ريتشارد برانسون، وتعتبر من أقدم شركات الفضاء فى العالم، أيضًا سباق التنافس على رحلات الفضاء وبدأت فى عمل الاختبارات التجريبية لكبسولتها استعدادا لانطلاقها فى رحلات سياحية إلى الفضاء، وتعرض الشركات على الزبائن الذهاب إلى مدار الأرض، بل رحلات تحت المدار يختبر فيها الركاب انعدام الجاذبية لبضع دقائق كرحلات تجريبية بتكلفة أقل.
تتسع مركبات سبايس شيب 2 فى إس إس يونيتى التابعة لشركة فيرجن جالاكتيك البريطانية لـ6 أشخاص وقائدين فيما يشبه الرحلة الخاصة، وستكون المركبة معلقة بطائرة وايت نايت 2 وحين تبلغ الطائرة ارتفاع 15 ألف متر، تشغّل المركبة محرّكاتها باتجاه الفضاء، وهنا يختبر الركاب شعور انعدام الجاذبية لبضع دقائق.
يعد هذا بخلاف الرحلات الاستثنائية التى ستقلع إلى الفضاء لقضاء عطلات كاملة والتى تستهدف الأثرياء مقابل ملايين الدولارات.. فيسافرون إلى محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 400 ألف متر عن الأرض على متن صواريخ سويوز الروسية وغيرها من الكبسولات الخاصة والمركبات المتطورة المجهزة والتى سيكون ثمن تذكرتها لايقل عن 3 ملايين دولار.
السؤال المهم هنا يتعلق بمستوى الأمان فى الرحلة فآخر رحلة تجريبية لنفس الشركة فى أكتوبر من العام 2014 انتهت بمأساة، فقد تحطمت المركبة بسبب خطأ بشرى وقتل أحد القائدين ونجا الآخر، بعد ذلك استؤنفت الرحلات التجريبية بمركبة جديدة.
ينتظر أن تجرى الرحلة على طائرة WhiteK night Two» يقودها طياران وبمقدورها الوصول إلى ارتفاع 114 ألفا و500 متر، ووفقًا لصحيفة ديلى ميل البريطانية فقد حجز نحو 700 من المشاهير بينهم الممثل الأمريكى براد بيت وكاتى بيرى أولى رحلات الفضاء التى ستجريها الشركة على الأرجح فى بداية العام المقبل.
ويعد قطاع «السياحة الفضائية» جديدًا نسبيًا، وفى تطور مستمر، وتسيطر عليه إلى حد الآن الشركات الغربية، وسبق للملياردير الكندى جى لاليبيرت، مؤسس سيرك دو سوليه الشهير، الذهاب فى رحلة سياحية للفضاء لمدة أسبوعين فى 2009، وكانت سيدة الأعمال الأمريكية من أصول إيرانية، أنوشه أنصارى، أول امرأة تذهب فى رحلة سياحية للفضاء عام 2006.