الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. سيد فليفل: سد النهضة لن يكتمل

د. سيد فليفل: سد النهضة لن يكتمل
د. سيد فليفل: سد النهضة لن يكتمل


«الإخوان وقطر وتركيا يحاولون الضغط على مصر بملف سد النهضة».. هكذا تحدث الدكتور سيد فليفل رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، والعميد الأسبق لمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة لـ«روزاليوسف»، وأكد أن السد لن يكون أبدا ورقة ضغط على مصر، لأن بناءه لن يكتمل.
 لماذا تراجع الدور المصرى داخل أفريقيا؟
- مصر ساهمت فى حركات التحرر الأفريقى من الاستعمار فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وهذا دور تاريخى مسجل لصالح مصر عند الأفارقة، لكن فى عهد الرئيس أنور السادات وبعد عقد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وتقاربه الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ يتراجع الدور المصرى، خاصة أن أمريكا كانت ضد حركات التحرر، ولكن لم يحدث انفصال كامل عن أفريقيا.. وفى عهد الرئيس حسنى مبارك كان فى بداية حكمه مهتما بأفريقيا، وترأس منظمة الوحدة الأفريقية عامى 1989، 1993، إلى أن جاءت محاولة اغتياله فى أديس أبابا عام 1995، فابتعد تماما، وتوقف عن زيارة الدول الأفريقية، وتوقف عن استقبال رؤسائها ولم يذهب إلى القمم الأفريقية، وهذا لم يكن فى صالح مصر.
 ما خسائرنا فى هذا الأمر؟
- ضاع التأثير السياسى لمصر داخل القارة، مما أتاح الفرصة للدول المعادية لمصر للتقارب مع الأفارقة على حسابنا، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية نتيجة عدم استغلال الفرص الاستثمارية بأفريقيا.
 كيف نستعيد دورنا الريادي؟
- الخلل الأساسى كان متعلقا برأس الدولة سواء فى عهد السادات أو مبارك، وعندما جاء المعزول محمد مرسى زادت العلاقات سوءا، خاصة بعد المؤتمر السرى المعلن الذى عقده وأذيع على الهواء وتم خلاله المطالبة بعمل عسكرى ضد إثيوبيا لبنائها سد النهضة، مما أدى إلى مشاكل مع الدول الأفريقية.. إلى أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فتغير الوضع والأداء تمامًا فى التعامل، وشارك فى جميع القمم الأفريقية، وعقد العديد من المؤتمرات للتواصل مع أبناء القارة، واستقبل عددا كبيرا من الرؤساء الأفارقة، وزار الكثير من الدول فاقت فى عددها ما فعله مبارك فى 30 عاما، كما سجلت وزارة الخارجية أكبر عدد من الزيارات المتبادلة منذ تولى الرئيس السيسى مع أنها فترة صغيرة، وتمت دعوة البرلمان الأفريقى إلى القاهرة للمشاركة فى الاحتفال بمرور 150 عامًا على تأسيس البرلمان المصرى، وبالتالى انتهى الجمود مع القارة الأفريقية، والثقة بدأت تسترد، ويجب استغلال ذلك بتأسيس برامج متبادلة مع القارة الأفريقية فى الصناعة والزراعة والسياحة، حيث إن 68 % من جينات المصريين أفريقية.
 ما المكاسب التى تحققت بعد عودتنا لأفريقيا منذ تولى الرئيس السيسي؟
- أكبر مكسب استعادة الرابطة الأخوية والتآلف مع الأشقاء الأفارقة، وهذا ما يفتح المجال لكل شيء، ومن خلالها يمكن زيادة الاستثمارات المصرية فى أفريقيا، فأرض أفريقيا هى أرض الفرص، حيث يتوافر فيها جميع الخامات، وأرضها صالحة للزراعة بسهولة، بالإضافة إلى استعادة التأثير السياسى داخل القارة الأفريقية.
 ما الآلية الأكثر فاعلية لزيادة التواصل الفعال؟
- يجب تعيين وزير دولة للشئون الأفريقية، وقد كان موجودا من قبل وزارة للشئون الأفريقية فى التشكيل الوزارى المصرى تولاها الدكتور بطرس غالى، وكان وقتها التعامل مع القضايا الأفريقية يتم بشكل فعال ومؤثر لصالح مصر، لكنها ألغيت.
 بعد فشل 17 جولة من المفاوضات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة على مدى 6 سنوات.. كيف ترى خطورة الوضع الحالي؟
- الوضع غير مقبول، والتصرفات الإثيوبية تدل على أنها تحتاج إلى تعديل مسار، وأستغرب من أن تعطى إثيوبيا لنفسها الحق فى تقدير هل سد النهضة يضر بمصر أم لا، فالمسئول هو الدولة المصرية، كذلك عندما بدأت إثيوبيا تتفاوض على بناء سد النهضة أعلنت أنه سيكون بحجم 9 مليارات متر مكعب، ثم أعلنت أنه سيكون 14.5 مليار متر مكعب، وبعدها أعلنت أنه سيصبح 74 مليار متر مكعب، وهذه مؤشرات تدل على أنها انتهزت فرصة الفوضى فى البلاد عقب ثورة 25 يناير 2011، وهذا ليس موقف شقيق أفريقى، وعلى إثيوبيا أن تعلم أنه لن يقبل عاقل فى مصر بالانتقاص من حصتها أو الإضرار بمصالحها فى مياه النيل، خاصة أن حصة مصر 55.5 مليار متر مكعب منذ الخمسينيات، وكان عدد سكانها لا يتعدى 29 مليون نسمة، فى حين أن عدد السكان الآن تعدى 100 مليون نسمة، وحصة مصر من مياه النيل كما هى لم ولن تتغير، وأصبحنا فى حاجة ماسة لزيادتها، فكيف نقبل بانتقاصها؟ فى حين أن إثيوبيا لديها 122 مليار متر مكعب من المياه الجارية، فضلا عن 900 مليار من الأمطار!
وبالمناسبة هناك خطر كبير يهدد استكمال بناء سد النهضة، فالتربة الإثيوبية أصلا لن تتحمل الـ74 مليار متر مكعب كسعة تخزينية، ومنطقة إنشائه هى منطقة فالق، وتحته ثقوب وفوالق كبيرة، ويبنى فى منطقة بين جبلين أحدهما أعلى ارتفاعا بشكل كبير عن الآخر، واستكملوا الجزء الآخر بمنشآت خرسانية، يعنى من الناحية الهندسية لغير المتخصصين سيؤدى استكمال بنائه إلى كارثة، خاصة للسودان، لأنه سيكون السد بهذا الوضع معرضا للانهيار، وإذا انهار السد فسوف تصل المياه إلى الخرطوم بالكامل وتغمر حتى الطابق التاسع من مبانيها!
 البعض يقول إن اتفاق المبادئ أعطى شرعية لسد النهضة؟
- هذا غير صحيح، فاتفاق المبادئ فيه اعتراف بالحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل.
كما أن اتفاق المبادئ لا يلغى الاتفاقيات الدولية السابقة التى تم توقيعها من قبل، ومنها معاهدة 1959 التى تحدد حصة مصر من المياه، فهى اتفاقيات شاملة.
 لكن إثيوبيا مازالت مستمرة فى استكمال بناء سد النهضة؟
- إثيوبيا تلعب على الوقت، وتتعمد تعطيل المفاوضات والأمور إلى أن تنتهى من بناء السد، ولكنها لن تنتهى أبدا من بناء السد لأن المشاكل القائمة فى العملية الإنشائية مشاكل ضخمة جدا، ويحاولون إخفاءها، وما تم الانتهاء منه فى بناء السد حتى الآن لا يتعدى 63% من الأعمال، وهذا ما يتحمل فقط الـ14 مليار متر مكعب كسعة تخزينية للسد، وهى السعة التى أعلنتها فى بداية إنشاء السد.