الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رؤساء وملوك «روزاليوسف»!

رؤساء وملوك «روزاليوسف»!
رؤساء وملوك «روزاليوسف»!


«اللى خلف مامتش».. ربما ينطبق هذا المثل على أبناء فاطمة اليوسف الذين استمروا فى قيادة هذه المؤسسة العريقة حتى تصل اليوم لعيد ميلادها الثانى والتسعين، وستندهش خلال السطور القادمة حين تعرف أسماء القامات الكبيرة التى قادت سفينة «روزا» حتى يومنا هذا.. ومؤسسة «روزاليوسف» لها إصدارات متعددة بخلاف المجلة الأسبوعية منها مجلة «صباح الخير» وجريدة «روزاليوسف» اليومية والكتاب الذهبى، ونكتفى هنا بالإشارة لمجلة «روزا» رغم الأسماء اللامعة التى تولت رئاسة تحرير «الصبوحة»، مثل أحمد بهاء الدين وصلاح جاهين ومحمود السعدنى ولويس جريس ومفيد فوزى وغيرهم.
 «روزاليوسف» «المديرة»
(1897 - 1958)
يوم الاثنين 26 أكتوبر 1925 صدر العدد الأول من مجلة «روزاليوسف».. قبلها بعدة أسابيع كانت فاطمة محمد محيى الدين اليوسف المولودة فى طرابلس الغرب  بلبنان تجلس فى محل حلوانى كساب - مكان سينما ديانا الآن - مع لفيف من الأدباء والفنانين، وألقى بائع الصحف أمامهم بمجلة «الحادي».. تصفحتها السيدة سريعا.. ثم طرحت على نفسها سؤالا عن الفنانين المظلومين الذين انهالت عليهم المجلة بالتجريح.. من يدافع عنهم.. وأين؟
خاطر سريع طاف بذهنها طرحته على الجالسين فورا هو: لماذا لا تصدر هى مجلة تدافع عن هؤلاء المظلومين؟
وتحمس زكى طليمات لأن الناس تتعطش إلى الأدب الرفيع، ولو صدرت مجلة باسم «الأدب العالمي» لتلقفتها الأيدى بسرعة!
وانتهى الحوار.. وخرج كل إلى بيته وقد نسوا الحديث تماما، أما فاطمة اليوسف فقد دخلت محل الحلوانى ممثلة وخرجت منه صحفية، هجرت التمثيل تمامًا، واتجهت إلى الصحافة.. وتصف فى مذكراتها هذه الليلة فتقول إنها لم تنم، وظلت تحلم بالمشروع، وتقلب صفحات المجلة.. مولودها القادم.
وبجهد فاطمة اليوسف وعزيمتها، وبقروش المشتركين، وبمعاونة عدد من كبار الأدباء والفنانين صدر العدد الأول من «روزاليوسف» كمجلة أدبية فنية.. ومنذ ذلك التاريخ استمرت فاطمة اليوسف تحفر صفحات فى تاريخ الحياة السياسية.
كان ثمن النسخة عشرة ملليمات، ثم بعد ذلك أصبح خمسة ملليمات فى الأعداد التالية.
وكان أمير الشعراء أحمد شوقى أول من ساعد السيدة «روزاليوسف» كما كان يطلق عليها لأنه كان اسمها المسرحى أيام الفن.. ساعدها شوقى بك بإعطائها شقة فى عمارته التى كان يملكها فى شارع جلال فى حى المنيرة لتكون أول مقر لإصدار مجلة «روزاليوسف» صدر منها أول عدد يوم الإثنين 26 أكتوبر سنة 1925 وظلت تصدر من شقة عمارة شوقى بك وتطبع فى مطبعة دار البلاغ فى شارع محمد سعيد «حسين حجازي» اليوم، وظلت تصدر من عمارة شارع جلال حتى استأجرت بيتًا من بابه فى شارع محمد سعيد وعامًا بعد عام بدأت تكون مطبعة وتستقل عن الطباعة فى دار البلاغ.. وظلت بهذه الدار حتى انتقلت إلى رحمة الله ولم يمهلها القدر حتى ترى مبنى «روزاليوسف» الحالى الذى اشترت أرضه بشارع قصر العينى وبناها أستاذنا الحبيب إحسان عبدالقدوس.
محمد التابعى «الناظر»
(1896- 1976)
عندما ولدت فكرة مجلة «روزاليوسف» فى محل حلوانى اسمه كساب تطرق الحديث إلى مجلة فنية وكان التابعى لا يزال يعمل فى قلم الترجمة فى «البرلمان» ويكتب نقدًا فنيًا لجريدة «الأهرام» بتوقيع «حندس» فيما كان زكى طليمات يكتب عن الأدب العالمى الذى لم يكف التابعى عن السخرية منه، ودعت «روزاليوسف» محمد التابعى للعمل معها فى المجلة واستجاب وحرص التابعى على أن يكتب فى السياسة.
وبدأ بباب نسائى يحرره هو بتوقيع «الآنسة حكمت» ثم باب «حواري» وبعض الموضوعات الأخرى.
وبعد نقل مقر مجلة «روزاليوسف» من 10 شارع جلال - قسم الأزبكية - بحى المنيرة  إلى مقر جديد يطل على ميدان التحرير لم يعد التابعى يأتى، وتقول شريفة التابعي- نجلته- إنه فى عام 1934 قرر التابعى أن ينفصل عن «روزاليوسف» بسبب خلاف فى العمل، ورغم هذا لم تتأثر صداقتهما، وبعد رحيل التابعى عن روزا أسس مجلة «آخر ساعة» لينضم إلى العمل معه تلميذاه مصطفى وعلى أمين.
ولكن قبل الرحيل كان التابعى يترأس تحرير مجلة «روزا» بالتعاون مع فاطمة اليوسف يقول مصطفى أمين فى مذكراته من عشرة لعشرين التى صدرت عام 1981عن فترة عمله فى «روزاليوسف»: عندما دخل (محمد التابعي) السجن بدأت السيدة «روزاليوسف» تدير لأول مرة مجلة «روزاليوسف»، وكان الفرق كبيرًا بين التابعى رئيس التحرير، و«روزاليوسف» رئيسة التحرير، «روزاليوسف» تحب الحرب والتابعى يحب المناورة، «روزاليوسف» تقاتل لتقتل والتابعى يقاتل ليناوش، وإذا اندفع تراجع، و«روزاليوسف» إذا اندفعت صمدت وفضلت أن تسقط شهيدة على أن تتراجع خطوة واحدة !
إحسان عبد القدوس «الأديب»
(-1919 1990)
نشأ إحسان عبد القدوس فى بيت جده لوالده الشيخ رضوان الذى تعود جذوره إلى قرية السيدة ميمونة زفتى الغربية، وكان من خريجى الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء فى عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب.
وفى الوقت نفسه كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة «روزاليوسف» سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.
وكان ينتقل وهو طفل من ندوة جده، حيث يلتقى بعض من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التى ارتضاها له جده وقبل أن يهضمها، يجد نفسه فى أحضان ندوة أخرى على النقيض تمامًا لما كان عليه.. إنها ندوة «روزاليوسف».
ويتحدث إحسان عن تأثير هذين الجانبين المتناقضين عليه فيقول: «كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبنى فى البداية بما يشبه الدوار الذهنى حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسى لتقبله كأمر واقع فى حياتى لا مفر منه».
بعد التخرج فى كلية الحقوق عام 1942 عمل محررا بمجلة «روزاليوسف»، ودخل السجن - أول مرة - عام 1945 وعقب الإفراج عنه كافأته والدته بأن عينته رئيسا لتحرير مجلة «روزاليوسف» وتولى رئاسة تحرير المجلة حتى عام 1964، تولى رئاسة مجلس إدارة «روزاليوسف» عام 1960 بعد تأميم الصحافة.. وكان رئيس مجلس الإدارة الوحيد من بين أصحاب الصحف.
أحمد فؤاد رئيسا لمجلس الإدارة وأحمد حمروش رئيسا للتحرير
ثمة علاقة بين كل من أحمد فؤاد وأحمد حمروش من ناحية وجمال عبدالناصر.
فى مايو 1960 صدر قرار تنظيم الصحافة، وأصبحت «روزاليوسف» مؤسسة مملوكة للاتحاد الاشتراكى، ويرأسها إحسان عبدالقدوس، ولم يغير ذلك من موقف «روزاليوسف» ولا من خطها السياسى.. مع الجديد ضد القديم.. مع التقدم.. مع العدل الاجتماعى.
وعندما صدرت القوانين الاشتراكية تتابع التطبيق وتتعقب أخطاءه ولم تتوقف عن النقد حتى وقف الرئيس جمال عبدالناصر فى اجتماع الهيئة البرلمانية « 19 فبراير 1965» يشكو من «روزاليوسف» التى ينقل عنها راديو إسرائيل ما تذيعه من أخطاء التجربة، وفى مؤتمر المبعوثين كرر عبدالناصر كلماته بأن «روزاليوسف» لها نقد مر للقطاع العام، وفى مؤتمر الإنتاج وقف بعض رؤساء مجالس الإدارة يشكون من هجوم «روزاليوسف».
وكان أحمد فؤاد رئيس مجلس إدارة بنك مصر هو ثانى رئيس لمجلس إدارة «روزاليوسف» وأكد أحمد فؤاد حقوق العمال، وسلطة المجالس المنتخبة، ولم يتدخل أبدًا فى الصحافة.. فهى ليست عمله ومهمته سياسية وليست صحفية!
ولكن من هو أحمد فؤاد حتى يأتى به عبدالناصر خلفا  لإحسان عبدالقدوس، يمكن أن نجد الإجابة بين سطور تاريخ الأستاذ أحمد حمروش الذى عين رئيسًا لتحرير مجلة «روزاليوسف» فى فترة الستينيات.
فى الكتاب المهم «ثورة يوليو والصحافة» يضعنا المؤلف رشاد كامل على حقيقة وضع الصحافة فى عهد عبدالناصر، قائلا: ليس سرًا أن جمال عبدالناصر، كان على علاقة وثيقة بنجوم الصحافة المصرية قبل 23 يوليو 1952، وليس سرًا أيضًا أن عددًا من أعضاء مجلس قادة الثورة كانوا يتصلون ويسعون إلى كبار الصحفيين ويمدونهم بالمعلومات والأخبار وأسرار الفساد المتفشى فى الجيش.
وأنور السادات نفسه سعت إليه الصحافة قبل 23 يوليو 1925، ونشرت مذكراته فى السجن، ثم ما لبث أن اشتغل فى «روزاليوسف» ودار الهلال لفترة من الوقت.
وفى فصل «الضباط يحكمون الصحافة» يقول رشاد كامل: أحمد حمروش أحد الوجوه العسكرية التى أثبتت نجاحها فى بلاط صاحبة الجلالة صحفيًا وكاتبًا ورئيسًا للتحرير فى جميع المجلات والصحف التى تولى مسئوليتها منذ مجلة «التحرير» حتى «روزاليوسف».
يقول أحمد حمروش عن فترة توليه رئاسة تحرير «روزاليوسف»: كان ذلك عام 1964، وكانت تلك الأيام فترة عصيبة، لأنه الفترة التى أعقبت مرحلة التأميم، وكذلك فترة انتقال الثورة لمرحلة جديدة، وصدر قانون عدم جواز الجمع بين وظيفتين فى وقت واحد، ولكن كنت أعمل صحفيًا فى جريدة الجمهورية وفى نفس الوقت مدير مؤسسة المسرح، آثرت أن أعمل بالصحافة، فذهبت إلى مؤسسة «روزاليوسف» وقابلت إحسان عبدالقدوس الذى رحب بى جدًا واتفق معى فى نفس الوقت على أن أكتب بضع مقالات أو أفكار فى مجال الثقافة، وبدأت بالفعل فى الكتابة. وحدث فى تلك الأيام أن قامت ثورة أكتوبر 1964 فى السودان، وأرسلتنى مجلة «روزاليوسف» لتغطية أحداث الثورة، فى نفس الفترة حدث تغيير فى «روزاليوسف» فتولى رئاسة مجلس الإدارة الأستاذ أحمد فؤاد (رئيس بنك مصر حاليًا) وهو صديق قديم وواحد من الذين تعاونوا قبل ثورة 1952.
المهم سافرت السودان وكتبت عدة تحقيقات صحفية عن حقيقة ما حدث فيما يبدو أن عبدالناصر قرأ هذه التحقيقات عندما نشرت فى «روزاليوسف» وأعجب بها، وفوجئت به يطلبنى ويبلغنى رغبته فى أن أترك المسرح وأمسك «روزاليوسف»، وأحرجنى ذلك العرض.
لأنه من غير المنطقى أن أصبح رئيس تحرير مكان صديق عزيز هو أحمد فؤاد، فلما وجدت إصرارًا وتصميمًا من عبدالناصر قبلت، خصوصًا أن مجال الثقافة أيامها قد صار ضيقًا.
السطور السابقة عن عهد أحمد فؤاد وأحمد حمروش يمكن أن تضع بين أيديكم إجابة السؤال السابق ذكره.
أحمد بهاء الدين (1927 - 1996)
إبان تولى أحمد حمروش رئاسة التحرير بعد إحسان عبدالقدوس عام 1964 تغير أحمد فؤاد رئيس مجلس الإدارة وجاء خلفًا له أحمد بهاء الدين يقول أحمد بهاء الدين فى كتاب «ثورة يوليو والصحافة»: فى حوالى عام 1966، وكنت رئيسًا لمجلس إدارة دار الهلال انتدب لأعمل رئيسًا لمؤسسة «روزاليوسف»، أما عن ظروف التحاقه بـ«روزاليوسف» ورئاسة تحرير صباح الخير فقال: كان هذا قبل ثورة يوليو بشهور قليلة فيما أذكر، تعرفت على السيدة «روزاليوسف» والأستاذ إحسان عبدالقدوس وعرضوا على أن أشتغل فى «روزاليوسف»، لكنى رفضت، فقد كنت فى مجلس الدولة وعلى وشك أن أسافر إلى فرنسا لإكمال رسالة الدكتوراه، لكنى كنت دائمًا أعمل فى فترة بعد الظهر، ثم زادت مسئوليتى فألغيت الرحلة إلى فرنسا ثم استقلت من مجلس الدولة.
وكان لدى السيدة «روزاليوسف» ترخيص قديم منذ سنوات طويلة باسم «صباح الخير» وكانت كما قالت لي: تتمنى أن تصدر مجلة أو جريدة باسم هذا الترخيص قبل أن تموت، وطلبت منى إصدار هذه المجلة، فتوليت عملية إصدارها وكنا جميعًا مترددين، لأن الوسائل المتاحة كانت بسيطة جدًا حتى أخرجت المجلة للنور.
كامل زهيرى (1927 - 2008)
حينما تلقى نظرة على ترويسة «روزاليوسف» فى عددها الصادر يوم الإثنين 9 نوفمبر 1970 بمناسبة الذكرى الأربعين لرحيل جمال عبدالناصر ستجد اسم كامل الزهيرى رئيسًا لمجلس الإدارة وأحمد حمروش رئيسا للتحرير وصلاح حافظ نائبًا لرئيس التحرير، ستدرك أن أحمد بهاء الدين لم يمكث طويلاً فى مجلة «روزاليوسف» لأنه تفرغ إلى رئاسة تحرير مجلة «صباح الخير» وستدرك قامة هؤلاء العظماء جميعا يوما ما.
تخرج  كامل الزهيرى - نقيب الصحفيين الأسبق - فى كلية الحقوق عام 1947، عمل محررًا فى «روزاليوسف» مشرفًا على باب «خارج الحدود»، ثم أسندت إليه كتابة عمود «حاول أن تفهم» خلفًا لأحمد بهاء الدين الذى تفرغ لتحرير مجلة «صباح الخير»، ثم أصبح رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة إلى أن ترك العمل بها فى 30 يونيه 1971.
عبدالرحمن الشرقاوى (1920 - 1977)
لنبدأ من النهاية إذن.. غلاف «روزاليوسف» يوم الاثنين 25 أبريل عام 1977 يحمل مانشيت «استقالة الشرقاوي»، حيث التحق بالعمل فى مؤسسة «روزاليوسف» رئيسا لمجلس الإدارة فى الفترة من 4 مارس 1972 حتى أول مايو  عام 1977، إذ صدر قرار جمهورى بتعيينه سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية فى 23 أبريل عام 1977.
كتب صلاح حافظ رئيس التحرير حينها معلقا على الاستقالة: وقف مع الرئيس السادات فى لحظة الخطر الحاسم يوم 15 مايو 1971 كاتبان فقط: هما موسى صبرى والأديب عبدالرحمن الشرقاوى.
كان مثيرًا أن يقدم الشرقاوى بالذات على هذا الموقف الفدائى، فهو خارج لعبة الحكم وصراع الكواليس، لم يكن مطلوبًا منه اتخاذ موقف وكان فى استطاعته أن ينتظر حتى ينجلى غبار المعركة، وما كان أحد ليلومه عندئذ، فهو ليس محترفًا سياسة، وإنما هو أديب.
وفيما بعد اعترف الشرقاوى بأنه اقتحم معركة مايو دون أى حسابات «سياسية»!
كان موقفًا عفويًا، وعلى أساس سؤال واحد: حكم أخلاقى أم حكم لا أخلاقي؟ والرد على هذا سؤال كهذا لا يحتاج إلى حسابات.
أى أن فدائية الشرقاوى فى 15 مايو كان جوهرها موقفًا أدبيًا، إذا صح أن الأدب ضمير الإنسانية وأن مهنة الأديب هى الأخلاق.
وفى الأسبوع الماضى كان الحافز الأدبى أيضا وراء قرار الشرقاوى - غير المفاجئ - بالتخلى عن رئاسة «روزاليوسف»!
ما سبق يحكى كيف جاء واستقال الشرقاوى عن «روزاليوسف» وإلى مرسى الشافعى ننتقل.. ولكن قبل الحديث عنه يجب الإشارة إلى القامتين الكبيرتين فتحى غانم وصلاح حافظ رئيسى تحرير «روزاليوسف» إبان عهد الشرقاوى.
فتحى غانم وصلاح حافظ
من المرات النادرة فى تاريخ الصحافة أن يشرف على مطبوعة رئيسان للتحرير، والأغرب أن العلاقة بينهما هى علاقة صداقة قبل أن تصبح علاقة عمل، عقب حرب أكتوبر إبان فترة تولى الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوى رئاسة مجلس إدارة «روزاليوسف» فكر فى الاستعانة بالأستاذ صلاح حافظ ليتولى مسئولية تحرير مجلة «روزاليوسف» وليس رئيسًا للتحرير وحصل نوع من المقارنة من جانب فهمى حسين ويوسف صبرى اللذين كانا يتوليان المسئولية الفعلية، وأحس بهذه المقاومة الأستاذ الشرقاوى، ويبدو أنه تكلم مع الأستاذ موسى صبرى ورئيس تحرير الأخبار بشأنى، وفوجئت بموسى صبرى يأتينى نادى الجزيرة، وطبقا للحكاية المنشورة بكتاب «ثورة يوليو والصحافة»، فإن موسى صبرى قال لفتحى غانم: لازم تقف مع الشرقاوى فقال لموسي: كيف؟ قال له: تبقى رئيس تحرير.
ويكمل فتحى غانم: المهم أننى أخذت أفكر فى هذا الأمر، وبعدها بيومين اتصل بى الأستاذ الشرقاوى عارضًا منصب رئيس التحرير، طبعًا من غير المعقول أن تكون هذه الاتصالات التى جرت عن طريق الأستاذين موسى صبرى والشرقاوى بغير موافقة من الرئيس السادات وقتها.
وبعدها بيومين اتصل بى الأستاذ الشرقاوى فأبلغته موافقتى بشرط أننى لن أكتب فى «السياسة» وألا يتم وضع اسمى فى ترويسة المجلة كرئيس تحرير قبل أن أقوم بالإعداد والتجهيز للعمل، ووافق الأستاذ الشرقاوى، ثم اتصلت بالأستاذ صلاح حافظ وفتحى خليل، مقترحًا أن يتم تشكيل لجنة تضمنا نحن الثلاثة مهمتها إعداد أفكار وموضوعات لتطوير المجلة.
وعدد بعد عدد بدأ توزيع «روزاليوسف» يرتفع ويزيد، إلى أن جاء شهر مايو 1975، وبدأ السادات يدعو لفكرة المنابر التى تحولت إلى أحزاب فيما بعد، واقترح الشرقاوى أن يصبح صلاح حافظ رئيسا للتحرير ليكتب فى السياسة.
ثم جاءت أحداث 18و 19 يناير 1977، وبعدها بأسابيع حدث التغيير الصحفى الذى شمل جميع المؤسسات، فخرجت أنا وصلاح حافظ من رئاسة تحرير «روزاليوسف».
مرسى الشافعى
تولى مرسى الشافعى رئاسة مجلس إدارة وتحرير «روزاليوسف» مجتمعين فى الفترة من مايو 1977 وحتى وفاته  فى 12 أغسطس 1979 ثم خلفه الأستاذ عبد العزيز خميس الذى تولى أيضا رئاسة مجلس الإدارة والتحرير خلفًا لمرسى الشافعى وعاصر فترة اغتيال السادات وبداية عهد مبارك، ثم الأستاذ محمود التهامى، محمد عبدالمنعم، كرم جبر، الراحل عبدالله كمال، محمد جمال الدين، أسامة سلامة، عبدالصادق الشوربجى، الراحل عصام عبدالعزيز، وإبراهيم خليل ثم هانى عبدالله.