خُمينى الإخوان

مرفت الحطيم
مُصنف إرهابيا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين وتأويه الدوحة وجل فتاواه تحريض على سفك الدماء ويدعو المسلمين للانضمام للجماعات الإرهابية.
يوسف القرضاوي داعية الإرهاب أرسلته قطر ليؤم المصلين في ميدان التحرير ويخطب فيهم محرضا فى 2011، فى مشهد أراد منه أن يكون «خمينى مصر» كما عاد زعيم الثورة الإيرانية من باريس ليخطب فى الحشود المنتفضة على الشاه فى طهران. وأدى الداعية المتطرف يوسف القرضاوى، دورا محوريا فى ترويج سياسات قطر القائمة على نشر الفوضى فى المنطقة. واستقبله أمير قطر تميم فى نهاية رمضان على مأدبة إفطار رمضانية، وقبل رأسه على مرأى من الكاميرات فى خِضَم الأزمة التى تعصف بعلاقات الدوحة مع جيرانها العرب. وتظهر البرقيات المسربة من إدارة الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، أن المسئولين الأمريكيين كرروا شكاواهم من منظمات خيرية قطرية، وأشخاص بمن فيهم القرضاوى نفسه. رغم أن القرضاوى، الذى يعتبر مركز الخلاف الدبلوماسى بين قطر وجيرانها، والذى أصبح غير قادر على الوقوف، إلا أن الرجل البالغ 91 عاما، يعتبر ضالعا فى الإرهاب بشكل خطير.
فى نوفمبر 2009، حذر السفير الأمريكى بالدوحة الحكومة القطرية، فى حينها، من تعيين القرضاوى فى هيئة استشارية عليا لأحد البنوك، مشيرا إلى «دوره العلنى والإقليمى» كداعم للإرهاب والمجموعات الإسلامية، خاصة جماعة الإخوان، وحركة حماس كما أرسل برقية لوزارة الخارجية الأمريكية، حصل عليها موقع ويكيليكس. وفى تلك الفترة، تم منع القرضاوى من السفر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب تهم موجهة تتعلق بدعم الإرهاب. واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا منظمة «اتحاد أعمال الخير»، وهى تضم جمعيات خيرية، ويترأسها القرضاوى، منظمة إرهابية أجنبية.
المسئول السابق فى مكافحة الإرهاب، بمكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة الخزانة الأمريكية، ماتيو ليفيت، الذى يراقب شبكات التمويل فى الشرق الأوسط، يرى أن القرضاوي ليس معتدلا كما تعتقد قطر، ويقول ليفيت: «القرضاوي أكثر الأشخاص شهرة من الجناح اليمينى المتشدد فى تنظيم الإخوان المسلمين وأضاف ليفيت: «تريد الدول الخليجية، التى قطعت علاقاتها مع قطر، أن تقوم هذه الدولة، ليس بوقف تمويل الجماعات الإرهابية، وإنما وقف الدعم عن المتطرفين الإسلاميين، الذين ينشرون التطرف فى كل مكان جهارا، دون محاكمتهم، أو وضع حدود لسلوكهم».
قطر رفضت التهم الموجهة ضد القرضاوى، وبدأت فى الدفاع عنه، كما أنها رفضت التهمة الموجهة ضدها، وهى أنها تؤوى لديها المتطرفين، ورفض الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وهو المنظمة الدينية التى أنشاها القرضاوى فى قطر، والتى تتحدث غالبا باسمه، اتهام القرضاوى بأنه إرهابى، واعتبر التهمة بلا أدلة.
السفير الإماراتى فى واشنطن، يوسف العتيبة كتب، فى مقال نشر فى «وول ستريت جورنال» يقول: «كان القرضاوى يروج ويشجع العمليات الانتحارية، وقتل الجنود الأمريكيين فى العراق، باعتبارها واجبا دينيا». وبغض النظر عن مدى التأثير، الذى كان يتمتع به القرضاوى، سواء على الصعيد الشعبى أو الرسمى فى المنطقة، إلا أن ذلك تناقص كثيرا فى هذه المرحلة. وقد تقاعد من برنامجه التليفزيونى، كما أن ظهوره على الملأ أصبح قليلا، ونادرا ما يمكن أن تسمع أقواله وفتاواه، إلا أن وضعه باعتباره الإمام الأكثر أهمية فى قطر لم يتأثر، كما أن منظمته علماء المسلمين لاتزال كما هى. وهى التى تتحدث باسمه حاليا، وربما تنشر أى فتاوى، باعتبارها صادرة عنه.
ويقول ديفيد واينبيرج، الذى كان يعمل سابقا فى لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، والمتخصص بالخليج العربى فى منظمة الدفاع عن الديمقراطيات الفكرية فى واشنطن: «كان تميم والقرضاوى الاثنان يشعران بالرضا عندما يجلسان سويا كأنهما يتبادلان الرقصات». وأضاف واينبيرج: «كان القرضاوى يشعر بالفخر، ويجلس إلى جانب الأمير الذى احتفى به وقبله، وبالنظر إلى أنه كان بقرب الأمير، فقد كانت الكاميرات مركزة عليه». وبعد أربعة أيام من ذلك، نشرت دول الخليج المجاورة لقطر قائمتها بالأشخاص الضالعين فى الإرهاب، وكان القرضاوى من الذين يهدفون إلى زعزعة أمن المنطقة.