«الديلى ميل» تتهم صحفاً أمريكية بتجاهل أحداث أحد السعف

آلاء البدرى
أدانت صحف عالمية، حادثى تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وكنيسة مارجرس بطنطا، اللذين راح ضحيتهما عشرات الشهداء والمصابين، واعتبرته الأسوأ الذى استهدف مصر منذ تفجير كنيسة القديسين 2010، وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن العمل الإرهابى لم يكن يستهدف أقباط مصر فقط، بل كان هدفه الأساسى إلغاء زيارة بابا الفاتيكان لمصر لأسباب أمنية، إلا أن بابا الفاتيكان أعلن بعد ساعات قليلة من التفجيرات أنه لا تغيير فى موعد زيارته، لافتا إلى أن الحادثين جعلا الزيارة ضرورية، لنقل رسالة سلام لكل دول العالم.
كما أشادت الصحيفة بجهود أجهزة الأمن المصرية لتحديد الجناة المتورطين فى التفجيرات الدامية، وإلقائها القبض على عشرات المشتبه بهم فى أعقاب الانفجار، رغم تلقى المنظومة الأمنية المصرية ككل انتقادات شديدة، واتهامات بالتقصير الأمنى فى الأيام الأخيرة، مضيفة أن المنظومة الأمنية تواجه تحديات بالغة الصعوبة، خاصة بعد إصرار «الفاتيكان» على إتمام زيارة البابا فرانسيس، نهاية الشهر الجارى إلى جانب إصرار مسيحيى مصر على احتفالات وصلوات عيد القيامة.
ولفتت إلى أهمية الموافقة الفورية للبرلمان على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، بفرض حالة الطوارئ لمدة 3 شهور، وإصرار رئيس البرلمان على عبدالعال، على توضيح خطورة الأمر للعامة، وأن حالة الطوارئ لن تمس حياة المواطن المسالم، ولن تستغل فى تقييد الحريات ولا المساس بحقوق المواطن، لكنها تستهدف الإرهابيين.
وتناولت الصحيفة قرار السيسى بتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب، موضحة أن الأمر خطوة ضرورية هدفها الأول وضع استراتيجية لمواجهة الإرهاب والتطرف الدينى فى كل المحافظات ليس فقط فى سيناء، مشيرة إلى أن الأقباط فى مدينة الناصرة بالأراضى الفلسطينية المحتلة، صلوا على أرواح شهداء الحادثين الإرهابيين، بمشاركة رؤساء الطوائف والكنائس المسيحية بعد أن قامت الكنيسة الكاثوليكية فى حيفا بخطوة مماثلة.
واهتمت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، بمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى الإدانة الدولية لتفجيرات الكنائس فى مصر، حيث قال إنه من المحزن أن نسمع عن هجوم إرهابى ضد الحليف الجديد للولايات المتحدة، كما عبر عن مساندته للسيسى وثقته التامة فى السلطات الأمنية المصرية ومسئوليها.
كما نصحت الصحيفة قراءها بالسفر إلى مصر خلال العطلات وتجاهل العمليات الإرهابية، وذكرت أن الهجمات الإرهابية تقع فى كل مكان بالعالم.
ونشرت صحيفة «ذا صن»، البريطانية، فى صفحتها الأولى بيان التنظيم الإرهابى «داعش»، الذى تبنى فيه الحادثين، من وكالة أخبار «أعماق» التابعة له، ولفتت إلى أن البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، كان حاضرا أثناء مراسم القداس داخل الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، لكن لم يتأذ، كما نقلت تعازى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذى أعرب عن حزنه وتعازيه للشعب المصرى وللبابا تواضروس الثانى.
وهاجم رئيس تحرير صحيفة «ديلى ميل»، البريطانية، بيرس مورجان، الصحف ووسائل الإعلام العالمية، خاصة الأمريكية، واتهامها بتجاهل حادثة الكنيستين فى مصر، لافتا إلى أن وسائل الإعلام العالمية أعطت الاهتمام لهجمات إرهابية أخرى لم يقع فيها كل هذا العدد من الضحايا فى حين لم تعط الاهتمام للأحداث الأخيرة فى مصر.
وأشارت صحيفة «لو فيجارو»، الفرنسية إلى أن حادثى التفجير جاءا بعد أربعة أشهر فقط من حادث تفجير الكنيسة البطرسية، وقبيل زيارة بابا الفاتيكان لمصر، وتزامنا مع الحملات الترويجية التى قامت بها مصر والشباب الواعى لاستعادة السياحة العالمية، خاصة عقب زيارة السيسى للولايات المتحدة، ومحاولة استعادة السياحة الأمريكية لمصر.
ونشرت صحيفة «لاستامبا»، الإيطالية تصريحات خاصة للسفير البابوى فى مصر المونسنيور برونو موسارو، حيث قال إن الجميع فى مصر كان ينتظر مجيء البابا فرانسيس بحماس كبير، وأن بابا الفاتيكان يعتبره الجميع رسولاً للسلام والمصالحة، ولديه القدرة على الحوار مع الأديان الأخرى ومع الإسلام بشكل خاص، وإدانة العنف والإرهاب الذى يمارس باسم الدين، ولذلك فإن زيارته إلى مصر فى هذا التوقيت حدث مهم جدا، كما أن لقاءه بفضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر، سيكون مهما للغاية فى نشر رسالة السلام للعالم، مشيرة إلى أن الهجمات الإرهابية اللإنسانية تسببت فى إلغاء الاحتفالات بعيد الفصح، واقتصر الاحتفال المقدس بتخصيص هذا اليوم للصلاة والدعاء للشهداء.