الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اليمين المتطرف يحكم أمريكا

اليمين المتطرف يحكم أمريكا
اليمين المتطرف يحكم أمريكا


الملمون بالشأن  الأمريكى لن يكونوا فى حاجة  لانتظار  إعلان  الرئيس  الأمريكى  المنتخب «دونالد ترامب»  بعد  أيام  القائمة  الكاملة  للمرشحين لتولى الحقائب  الوزارية فى إدارته، فيكفى جدا الأسماء التى أعلن  ترشيحه لها  لتأكيد  شكل وهوية ومن ثم  السياسات  المتوقعة  تحت إدارته على الأقل للسنوات  الأربع المقبلة، وقيل إن  بعض الأسماء  التى رشحها أو يعتزم ترامب ترشيحها وهى بلا استثناء تنتمى إلِى أقصى  اليمين المفرط فى  يمينيته  أو  تمثل  وول ستريت!  نعم  تمثل  رأس المال  أى ذات الجهة التى طالما كال لها ترامب  الانتقادات خلال حملته الانتخابية  متهما  إياهم بدعم  الخصم الديموقراطى  هيلارى  كلينتون ! قبل ذلك نتوقف عند السياسات المتوقعة لهذه الإدارة  لاسيما  مايتعلق بالسياسة الخارجية والدفاع و التجارة ومكافحة الإرهاب :
- تفعيل سياسة  خارجية  تعتمد على  توقيف  مجانية  قيام الولايات المتحدة  بدور شرطى العالم ،  وإنه على الحلفاء سواء فى أوروبا- حلف شمال الأطلسى - أو  فى اليابان أو كوريا الجنوبية وكذلك كافة دول  العالم العربى وتركيا - باستثناء جزئى لإسرائيل على كل هؤلاء من الآن وصاعدا أن  يكونوا مستعدين  للمساهمة بشكل فعلى وجدى ماليا  و عمليا - أى بمشاركة قواتهم على الأرض فى أى عمليات مطلوبة.
- إدارة ترامب  تميل إلِى إعطاء دور أكبر لروسيا  بالنسبة للملف السورى وسيصبح  ملف المعارضة  السورية دون أهمية تذكر مع ترشيح تنفيذ نقل للسلطة متوافق عليه مع  الجيش السورى النظامى  وبمساعدة موسكو فى إطار إخراج ديموقراطى، والتقرب مع  الدول  «السنية» فى الخليج مع تحجيم التعامل مع  إيران ومع ذلك فالمتوقع  عدم حدوث أى تغيير جوهرى فى اتفاق واشنطن مع طهران  بشأن النووى الإيرانى.   
- إنه فى ظل توقع ممانعة الكونجرس حتى مع أغلبيته الجمهورية  من  إنزال المزيد من القوات الأمريكية البرية واقتصار  الدور العسكرى الأمريكى فى  محيط الشرق الأوسط  فى حربها  على تنظيم الدولة الإسلامية فى  محيط العراق وسوريا وليبيا «داعش» على تقديم الدعم اللوجستى والقيادة عن بعد، فإن إدارة ترامب تنظر بجدية نحو الاستعانة بمساعدة على الأرض من دول صديقة ومنها مصر والأردن والإمارات. بينما سيتم نقل رسالة  مفادها «إن دول المنطقة عليها أن تعمل أكثر وتدفع أكثر»!
- اهتمام إدارة ترامب بإعادة الدفء للعلاقات مع تركيا.
- الابقاء على جوانتانمو والتغاضى عن أساليب الاستجواب - استئناف أساليب استجواب قاسية - وتوسيع أنظمة التجسس على الأشخاص.
  السياسات  المتوقعة فى ظل إدارة ترامب نجدها متوافقة وتصريحات ترامب نفسه السابقة  حين  انتقد  عدم استيلاء الولايات  المتحدة على نفط العراق بعد الغزو  على أساس مبدأ غنائم الحرب، كما تأتى الأسماء  التى رشحها  حتى الآن متوافقة مع المبدأ نفسه وتشكل  حكومة أشرس بمراحل من حكومة حرب «بوش - تشينى»  بامتياز بل وتضم أسماء سبق أن عملت فى حكومة جورج بوش الابن.
 وللمفارقة فإن حتى هؤلاء نجدهم  فى إدارة ترامب أشبه  بالحمائم إذا ما قورنوا  بباقى القائمة وأمامنا على سبيل  المثال لا الحصر أسماء عدة منها :
المرشح كوزير للدفاع  الجنرال «جيمس ماتيس»  القائد السابق  للقيادة المركزية الأمريكية أو   الراهب المحارب، وهى ألقاب معروف بها  فى البنتاجون، وكان قد خدم فى أفغانستان والعراق، ومعروف عنه  جملته الشهيرة فى خطابه لجنوده بالعراق طالبهم فيها بأن يكونوا مؤدبين ومحترفين لكن عليهم أن يخططوا لقتل كل شخص يقابلوه! 
ماتيس القادم أصلا من البحرية الأمريكية لديه أساس أيديولوجى بحكم دراسته الأساسية للتاريخ إضافة لتميز خريجى المارينز الأمريكى بدراسات العلوم الاستراتيجية، معروف أيضا  بشراسته ومعارضته الشديدة لسياسات أوباما فى العراق عندما سحب القوات الأمريكية من هناك. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على ترشيحه ولكن ليس قبل  استجوابات طويلة حيث  يشترط القانون الأمريكى أن يكون وزير الدفاع مدنيا أو مر سبع سنوات  على تقاعده من الخدمة  العسكرية .
ستيف بنون - منصب بالتعيين ولا يشترط موافقة  الكونجرس- عين ككبير الاستراتيجيين فى البيت الأبيض  وهو معروف بيمينيته ودعم  جماعات عنصرية ويمينية  له.
مستشار مجلس الأمن القومى  منصب بالتعيين ولا يشترط موافقة  الكونجرس - العميد المتقاعد «مايكل فلين» والذى طردته إدارة أوباما من الخدمة قبل أشهر من موعد تقاعده الرسمى  بسبب آرائه المتشددة،  وهو من وصف الإسلام بأنه سرطان.
مدير  وكالة الاستخبارات المركزية   الأمريكية - يشترط موافقة  الكونجرس-  المرشح  لهذا  المنصب النائب الجمهورى عن كانساس   «مايك بومبيو»  وهو ضابط سابق  وعضو لجنة الاستخبارات بالكونجرس، وكان من أشد المعارضين لهيلارى كلينتون أثناء التحقيق فى الكونجرس فى هجوم 2012  على المجمع الدبلوماسى الأميركى فى بنغازى، ليبيا، ويتوقع  تمرير ترشيحه.
 «بيتسى  ديفوس»، النائبة السابقة لرئيس الحزب الجمهورى، وهى مليارديرة  نشطة فى مجال دعم  تحمل الحكومة تكاليف تعليم الأطفال فى مدارس خاصة لاسيما المدارس الدينية، وهى شقيقة صاحب ومؤسس شركة المرتزقة «بلاك ووتر»!
وزير الخزانة  - يشترط موافقة  الكونجرس- رشح  للمنصب  «ستيفن منشن»  وكان قد تولى رئاسة  التمويل فى حملة ترامب الانتخابية وأصلا  هو المسؤول التنفيذى السابق فى منظومة «جولدمان ساكس» المالية له ، خبرته فى  هوليوود ليست لديه أى خبرات  سابقة فى العمل الحكومى ! 
اختار ترامب الثرى «ويلبر روس» أحد المستثمرين وتقدر ثروته  بـ 2.9 مليار دولار لتولى وزارة التجارة.. ومعروف عن «روس»  قوله بأنه يجب على الولايات المتحدة تحرير نفسها من «عبودية»  اتفاقيات التجارة.. ودعا إلى فرض ضرائب جمركية مرتفعة على الصين.
«نيكى هيلى»  حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية، هى مرشحة ترامب لتولى منصب سفيرة الولايات  المتحدة لدى  الأمم المتحدة ، ليست لها أى خبرة فى الشئون الدولية  وهى  ابنة مهاجرين من الهند وكانت من أبرز المنتقدين  لترامب وأيدت الجمهورى اليمينى «ماركو روبيو».