السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يعبدون إبليس ويرتدون الجلباب!

يعبدون إبليس ويرتدون الجلباب!
يعبدون إبليس ويرتدون الجلباب!


لا شك أن دولة رسول الله قد ورد عليها كل أخلاط البشر كى يعلمنا الله كيف يكون التصرف مع كل الفئات، لهذا قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلا قَلِيلا «60» مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً «61» سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا«62»} «الأحزاب» فهذه هى شريعة الله التى يجب تطبيقها لأمن وأمان مصر قبل قطع يد السارق وحد الحرابة وتخفيض سن الزواج.
 
ولكم شاهدت بالتلفاز قوافل المستهجنين لتحذير اللواء مختار الملا أن القوات المسلحة ووزارة الدفاع خط أحمر من يقترب منه لا يلومن إلا نفسه، فهل كفرت القوات المسلحة كما كان يصيح البعض بميدان العباسية قائلا لرجالها «قتلاكم فى النار وشهداؤنا فى الجنة»، أو ذلك الذى يطلقون عليه لقب شيخ الذى صاح قائلا «حى على الجهاد»، أيمكن أن يسعى أهل الوطن الواحد بين بعضهم البعض ليكون خطابهم مسلحا، أهكذا أمر الإسلام أم هو أمر وعقيدة إبليس الذى يرتدى الجلباب ويطلق اللحية ويتلثم أحيانا، والحقيقة أنه لا يتلثم ليخفى وجهه إنما هو يتلثم ليخفى كآبة ما فى قلبه من حب لسفك الدماء.
 
إن إنذار اللواء مختار الملا إنذار شرعى أمر الله به فى سورة الأحزاب ضد كل المرجفين الذين يشيعون النعرات الدينية والطائفية وغير ذلك مما يتكدر به أمن البلاد.
وأعلم تماما أن من يقرأ هذه الآيات لن ينتبه لقوله تعالى «مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا»، يعنى ذلك بأن كل من يمشى لإشاعة الفوضى بالبلاد سواء بالكلمة أو الخطب الرنانة أو لعدم الإيمان السياسى أو العقائدى فهو ملعون أينما كان، سواء أكان منافقا أم كان من الذين فى قلوبهم مرض أم من المرجفين، حتى وإن دخل المسجد وتدثر بسجادة أو حصيرة منه، لأننا بمصر عندنا توقيتات محددة لرحيل المجلس العسكرى، فحقن الدماء أولى، وطهارة الدم أفضل من طهارة سجاد المساجد.
 
والذين يؤججون المشاعر لدخول قوات الجيش بالأحذية داخل مسجد النور، أو قل مسجد الفتنة، أو على الأحرى مسجد الضرار، أليس هذا المسجد هو الذى نشبت به معركة للاستيلاء عليه بواسطة السلفية بمصر، وإخراج وزارة الأوقاف منه بالعنوة، أليس هذا المسجد هو الذى قامت منه فتنة المناداة بتكفير المسيحيين، أليس هذا المسجد هو الذى انطلقت منه رصاصات الغدر «بالأحداث الأخيرة» لتقتل مجندا بالقوات المسلحة من المجموعة 777 التى تعتبر مفخرة التدريب والاستعداد بقواتنا المسلحة للنيل من أعداء الأمة، وهو المسجد الذى اعتلى القناصة المتأسلمون سطحه لقتل الجندى الشهيد، فأى حرمة يتلصص بها المتفيقهون وأصحاب اللحى الذين لا يجدون أى حرمة فى قتل أهل الوطن الواحد بينما يرون الحرمة فى أن تطأ الأحذية الثقيلة سجاد المسجد.
 
إن جيشنا ليس جيش نابليون الذى دخلت خيوله المسجد الأزهر، لكن أقدام جنودنا طاهرة حتى وإن ارتدت النعال، ودماؤهم طاهرة رغم أنف من ينادون بالغباء ويسمونه إسلاما، ولا تقف نظافة سجاد المسجد فى وجه القصاص والقبض على القتلة.
 
نعم أقولها بكل الصوت العالى بأن المجلس العسكرى لا يفهم كيف يدير شئون البلاد، وظهر بمظهر المتواطئ، لكن هل يعنى ذلك أن نصيح ونقول «حى على الجهاد»، وكيف تكون الحرب الأهلية إن لم تحملها صيحة آثمة كتلك، إننا على مرمى حجر من 6/30 الذى وعدكم به المجلس العسكرى أن يرحل، فهل تسفكون الدماء كى تغنموا ببضعة أيام قلائل قبل هذا التاريخ!.
 
إن استغلال بساطة فكر شعب مصر باسم الإسلام جريمة فى حق الإسلام، وفى حق مصر، فليس من حق أبو اسماعيل ولا من حق جماعات الجهاد، ولا الإخوان أن يثيروا حماسة الجهلاء ليضرموا النار بمصر، والمسلم له حرمة عند الله أكبر من حرمة الكعبة، ودماء المسيحى لها حرمة عند الله أكبر من قدسية الكتدرائية، فلا يتنطع متنطع يتصور بأنه ينادى باسم الله بينما يتبرأ الله من فعله وقوله، وهو من المرجفين الذين وجب قتلهم بنص آيات كتاب الله.
 
وماذا يعنى سقوط وزارة الدفاع فى فقه الحمير، ألا يعنى أنه سقوط للدولة، إن سقوط كل وزارات مصر لا يعادله سقوط جدار واحد من أسوار وزارة الدفاع المصرية فى يد عابث ليكتب عليه ما يشاء من عبارات الخبل.
 
والذين تنطعوا ضد إنذار مختار الملا وتلمظوا وقد سقطت منهم عقولهم وهم يتكلمون فى التلفاز، ألا يرون بأن ما دفعوا الناس للاستهانة به سبب آلاما للجرحى فضلا عن دماء القتلى من البسطاء الذين فتنوا بتلك الاستهانة من الذين تجمهروا أمام وزارة الدفاع قبلها وبعدها، فهل يدفع الغباء ثمن دماء القتلى وآلام الجرحى.
 
إن شبابنا هم زينة شباب العالم بحق، وهم الذين سعوا لنصرة أولاد أبوإسماعيل فى الجمعة التى قُتِلَ فيها تسعة من أبناء أبو اسماعيل من المفتونين بخطاب الشريعة الإسلامية، لقد كانوا شبابا غير ذلك الفصيل المتأسلم، ومع هذا ذهبوا لنصرة إخوانهم من أبناء أبوإسماعيل الذى أعتبره جذر الفتنة بمصر، وأنا أحيى فيهم نصرة إخوانهم الذين نزفت دماؤهم على أرض العباسية، لكن ألم تسألوا أنفسكم لماذا الوقوف بالعباسية وترويع أهلها ووقف نشاط تُجَّارها ووسائل المواصلات بها، ثم الزحف إلى شارع الخليفة المأمون، ألم يسمع أو يرى أحدكم تحذيرا بكل بلاد العالم على أسوار المنشآت العسكرية مكتوباً عليه «ممنوع الاقتراب أو التصوير» فما بالكم وأنتم تهددون السلم والسلام، بدعوى طلب رحيل العسكرى الذى سيرحل فعلا لكنكم لا تصبرون، وتريدون فرض هيمنة لا قِبَلَ لكم بها، تماما كابن لادن الذى أقام معركة خاسرة وصنع منه دعاة الخبل الإسلامى بطلا.
 
ألا يدرك الشباب مشاعر شباب جنود القوات المسلحة الذين تسبونهم بأقذع الألفاظ بينما هم صامتون، فمن الذى أخرس لسان الجندى أن يرد السباب بالسباب، بل من الذى منعه أن يستخدم السلاح ضدك، إنه ضبط النفس، ألا تنضبطون مثلهم حتى 30/ 2012/6حتى نحقن الدماء، أليس منكم شاب رشيد.
 
إن المحاكمات العادلة تنتظر كل من أخطأ سواء أكان من المجلس العسكرى أم من المتأسلمين أو غيرهم، لكن الانتهازية السياسية التى شحنت تلك النفوس لتقف فى وجه المجلس العسكرى لا يحدوها إلا إسقاط الوزارة كى تحل هى محلها، فأصل المعركة هو أكل أكبر قدر من كعكة السلطة، فتلكم هى الانتهازية السياسية التى يدفع الشباب دماءهم ثمنا لها وهم لا يدرون، بل ويجدون مخبولا يُصَوّر لهم الغباء أنه جهاد فى سبيل الله بينما هو جهاد فى سبيل إبليس.
 
وأظن أن شعب مصر الحبيب قد أخذ ووعى الدرس جيدا، فلا يستنفركم بعد اليوم متاجر بالسلطة وطامع لها، ليدفع بدماء شبابكم ووقته وجهده فى أتون معركة من صنعه لتحقيق أهدافه بجيوش المتحمسين من الشباب.
 
وأحذّر من معركة ما بعد انتخابات الرئاسة، فهذا الفصيل الخائب قد لاح بالأفق خسرانه لتلك الانتخابات القادمة، كما خسر تعاطف الشعب وندمه على اختيار نوابه، فلا يستنفركم لمعركة ما بعد الانتخابات الرئاسية لتكون اشتباكات بالأيدى والدماء، لكن لتكن معركة قانونية، فكفانا استغلالا لعواطف طاهرة تجاه دينها الإسلامى العظيم الذى يتنادى به كل متنطع.