السعودية تحجب موقع العربى الجديد وتتبرأ من «خاشقجى»
صبحى شبانة
اتخذت السلطات السعودية خطوات جادة وحاسمة لتهيئة الأجواء وتمهيد الميادين أمام نجاح التحالف الإسلامى الذى أعلن عنه ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، فقد كثفت المملكة مؤخرًا من إجراءاتها الحازمة تجاه صحف ومواقع وإعلاميين ومثقفين سعوديين اعتادوا الترويج لسياسات وفكر الإخوان وداعش والتطبيع مع إسرائيل، تلك الإجراءات بدأتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية بحجب موقع صحيفة «العربى الجديد» بنسختيه العربية والإنجليزية، داخل المملكة، التى يترأس تحريرها الإخوانى وائل قنديل، ومجلس إدارتها الإسرائيلى من أصل فلسطينى عزمى بشارة الذى يعمل مستشارًا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، كما أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا تبرأت فيه من الكاتب الصحفى جمال خاشقجى الذى يعتبر نفسه منظرًا لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو الذى اعتاد الهجوم على الدولة المصرية بعد 30 يونيو، كما شمل البيان نواف عبيد وأنور عشقى مؤكدًا أنه ليس لهم علاقة بأى جهة حكومية، ولا يعكسون وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن آراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية.
جمال خاشقجي، صحفى سعودى جاهد فى أفغانستان قبل أن يعود إلى المملكة ليترأس تحرير جريدة الوطن الذى تمت إقالته منها مرتين، عمل لفترة مستشارًا إعلاميًا للسفارة السعودية فى الولايات المتحدة الأمريكية إبان تولى الأمير تركى الفيصل منصب السفير السعودى فى أمريكا بعد تركه رئاسة الاستخبارات السعودية، جمال خاشقجى لم يحقق نجاحًا يذكر، سوى التسلق والتملق وإشاعة أكاذيب حول نفسه بأنه قريب من دوائر الحكم فى المملكة، وآخر تجاربه الفاشلة هى غلق قناة العرب التى توقفت بعد دقائق من عملها قبل بضعة أشهر، وذلك بسبب عدم مراعاتها لخصوصية وسياسة مملكة البحرين التى كانت تبث من أراضيها، وتسبب فى أن يتكبد الأمير الوليد بن طلال صاحب القناة أموالاً طائلة، وتشريد المئات من الكوادر الإعلامية والإدارية التى كانت تعاقدت معهم القناة، لدى خاشقجى رغبة عارمة فى أن يتصدر المشهد الإعلامى السعودى رغم فقره للمقومات التى تدفع به إلى هذه المكانة، قدراته المهنية بالكاد تضعه فى نهاية طابور طويل من الإعلاميين والصحفيين السعوديين المتمرسين الذين لديهم إدراك عال، ووعى كامل بأهمية الاصطفاف الوطنى فى هذه المرحلة الحاسمة التى تمر بها المنطقة بأسرها وتخيم على العالم العربي.
قال الكاتب السعودى فى صحيفة عكاظ محمد العصيمى: «جمال خاشقجي» ، من وجهة نظري، تدخل فى الشأن المصري- الداعشى بنصائح كان يجب أن يحتفظ بها لنفسه، لأن مصر ليست فى وارد سماع آراء مرسلة عن كيفية التصرف حيال ما يحيط بها من مهددات الإرهاب الذى يقع تقريبًا على مرمى حجر من كل حدودها، وأضاف: «كان يجب على خاشقجى أن يصمت على الأقل تقديرًا للحالة المصرية الحرجة فى الداخل والخارج، بل وتقديرًا للحالة العربية الصعبة التى لا تحتمل نصائح المترفين البعيدين عن مواقع الخطر وجرائم الحرق والذبح التى ترتكبها داعش فى كل مكان «عربي» تطاله يدها، وإذا لم يصمت فإننى أفترض أنه سيقدر لمصر، ولو من باب المشاركة العاطفية، فعلها العسكري.
الإجراءات السعودية الأخيرة تجاه إعلام الإرهاب سوف تؤسس فى تقديرى لميثاق شرف إعلامى يتعامل مع القضايا الوطنية بمسئولية، فهل يستوعب إبراهيم عيسى على الضفة الأخرى من البحر الأحمر الدرس.