8 نجوم مصريين فى السينما الإيطالية
مروة سلامة
إذا كان عمر الشريف أشهر المصريين الذين وجدوا الشهرة فى السينما العالمية فإنه لم يكن الوحيد فحقيقة الأمر أن بعض نجوم الزمن الجميل الذين أثروا السينما المصرية بأعمال مميزة اقتربوا من العالمية، لكنهم لم يحظوا بما حظى به النجم عمر الشريف، أمثال: رشدى أباظة، عماد حمدى، أحمد خميس، عمر الحريرى، ولولا صدقى. جاء طلب المخرجين العالميين لهؤلاء النجوم لنجاحهم الذى حققوه فى مصر، فتمت الاستعانة بهم فى أفلام عالمية لتلمع أسماؤهم على أفيشات الأفلام الأجنبية.. عشق مخرجو إيطاليا مصر فكانت مصدر إلهام لأعمالهم، ولم يجدوا خيراً من نجومها ليجسدوها على الشاشة.
ربما كانت فترة الخمسينيات والستينيات، التى شهدت مولد الكثير من كبار نجوم السينما المصرية أكثر انفتاحاً على السينما العالمية من أى وقت آخر، العديد من العوامل ساهمت فى اشتراك نجوم مصر فى أفلام أجنبية منها إتقان بعضهم لأكثر من لغة، كما ساهم الإنتاج السينمائى المشترك فى تزاوج السينما المصرية بالعالمية، وبالتحديد السينما الإيطالية.
وشارك رشدى أباظة فى أعمال مهمة لكنه لم يحترف بالخارج فبعد فترة قصيرة من دخول رشدى أباظة عالم السينما، الذى بدأ بأدوار صغير فى أواخر الأربعينيات، تعرف على المخرج الإيطالى جوفريدو السندرينى، بإحدى حفلات الجالية الإيطالية فى مصر، وأسند إليه دور البطولة فى فيلم La Peccatrice Biance المعروف تجارياً باسم «أمينة»، الذى تم إنتاجة عام 1951 تدور أحداثه حول زواج شاب مصرى بفتاة أجنبية.
توالت مشاركة «أباظة» فى العديد من الأعمال العالمية، ولكن فى أدوار ثانوية ففى عام 1954 شارك فى دور صغير فى الفيلم الأمريكى «وادى الملوك».
قدم فيه أغنية «يا عزيز عينى» من الفلكور المصرى، وهو يرتدى زى صعيدى وسط المجاميع بين أبطال الفيلم، وشاركت النجمة الاستعراضية سامية جمال، برقصة شرقية أمام الأهرامات.
أهم المحطات السينمائية العالمية للنجم رشدى أباظة، كانت فى عام 1956 حيث شارك فى بطولة فيلم «الوصايا العشر»، للمخرج سيسل ديميل، والذى نال جائزة الأوسكار عام 1957 لأفضل مؤثرات بصرية، ورشح لجائزة أفضل إخراج سينمائى.
وعلى الرغم من إتقان رشدى أباظة، لأربع لغات أجنبية (الإيطالية، الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية)، إلا أنه لم يحترف التمثيل بالخارج، فكان للسينما المصرية والعربية نصيب الأسد من موهبته وأدائه الفذ.
وساهم التعاون السينمائى فى الخمسينيات والستينيات بين مصر وإيطاليا فى فتح أبواب النجومية والتألق للفنانين المصريين كى يكونوا سفراء لبلادهم فى الخارج، لتكتب أسماؤهم على أفيشات السينمات الأجنبية ويمثلوا السينما المصرية فى العالم، صحيح أن بعض هذه الأفلام لم تكن ذات شهرة كبيرة، إلا أنها كانت دعاية جيدة لمصر والسياحة المصرية فى تلك الفترة، لتظهر جانباً من عادات وتقاليد الشعب المصرى كى يتعرف عليه العالم .
النجم عمر الحريرى أيضاً كان له نصيب من المشاركة فى السينما الأجنبية، حيث عرض عليه المخرج أمبرتو لانزى، دور البطولة أمام النجمة الإيطالية دينا دى سانتيس، فى فيلم «العملية الأخيرة 008» تدور أحداثه فى إطار بوليسى، وتم تصويره فى مصر.
حالة العشق التى انتابت المخرجين الإيطاليين بمصر وأماكنها السياحية الرائعة كانت حاضرة فى العديد من أعمالهم السينمائية فكان العديد من أحداث الأعمال تدور فى مصر، مما يستلزم الاستعانة بنجوم مصر مثل فيلم «كيف سرقنا القنبلة الذرية؟» للمخرج لوشيوفولكى، الذى اشترك فى إخراجه الرائع نيازى مصطفى، وشارك فى بطولته النجوم: يوسف وهبى، فى دور «دكتور سى»، والفنان الكبير عادل أدهم، فى دور «جيمس بومب»، ونجم الكوميديا عبد المنعم إبراهيم، وتدور الأحداث فى إطار كوميدى.
ولإجادتها اللغات الأجنبية كالفرنسية والإيطالية والإنجليزية كان للفنانة «لولا» نصيب فى السينما العالمية، ففى أوج شهرتها هاجرت لإيطاليا واحترفت التمثيل هناك، لكن الأمر لم يكن يسيراً، فلم تنل الشهرة ولم يحالفها الحظ فقدمت أدوراً ثانوية فى بعض الأفلام الإيطالية مثل «أبناء بلا آباء»، «أصدقاء الصمت»، «شارع الضباب».∎