الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

داعش أداة أمريكا لتقسيم السعودية إلى 5 دول

داعش أداة أمريكا لتقسيم السعودية إلى 5 دول
داعش أداة أمريكا لتقسيم السعودية إلى 5 دول


تتبوأ السعودية صدارة المشهد منذ بداية العام الجارى بفعل الأحداث والتطورات المتلاحقة التى جرت فى المملكة التى تشكل مساحتها 80٪ من جغرافية الجزيرة العربية، تحديات جسام تواجهها تختلف عما مر بها خلال سبعة عقود، لأول مرة تجد  السعودية نفسها مضطرة لخوض حروب عسكرية  فى اليمن وسوريا،  وأمنية فى مواجهة توحش داعش  داخليا وخارجيا وإرهاب وتطرف القاعدة  داخليا،  وهما التنظيمان اللذان يمتلكان  رصيدا وافرا من القدرات البشرية والمالية واللوجيستية. كشفت عنها وزارة الداخلية السعودية الأحد الماضى فى أعقاب عملية نوعية قام بها صالح بن عبدالرحمن صالح القشعمى أحد أفراد داعش الذى قام بتفجير نفسه داخل مسجد الإمام على بن أبى طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف الشيعية (شرق المملكة) وهو العمل الإرهابى الذى خلف 22 شهيدا ونحو 90 مصابا.
أهداف داعش هى نفسها المخططات الأمريكية المعلنة لتقسيم المملكة إلى خمس دول أيضا، التاريخ يسجل فى دواوينه  أنه فى عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكى بالإجماع فى جلسة سرية على مشروع برنارد لويس الذى وضع مشروعاً تستطيع أمريكا من خلاله تعديل حدود اتفاقية سايكس بيكو التى أبرمت عام ,1916 والتى كانت عبارة عن تفاهمات سرية بين فرنسا وإنجلترا بمصادقة روسية، ويقضى هذا المشروع بتفكيك البنية الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية على أسس دينية ومذهبية، لتتحول بعدها إلى مجموعة من الدويلات لتتناحر فيما بينها حتى تصل إلى التدمير الشامل دون تدخل عسكرى من الدول الكبرى، وهو ما حدث بالفعل فى العراق وسوريا وليبيا والسودان، ونجت منه مصر بفضل حنكة وقوة الجيش المصرى الذى انحاز إلى إرادة الشعب المصرى فى سيمفونية بطولية رائعة، توجت فى 30 يونيو .2013
تسعى أمريكا منذ مدة طويلة إلى إحداث قلاقل واضطرابات تساعد على خلخلة المملكة من الداخل عبر سيناريوهات محكمة، وخطط طويلة الأمد، وهى تبدو  فى صورة الحليف الحريص على أمن المملكة واستقرار الشعب السعودى والمدافع عن قضاياه، الأمريكيون يجيدون حبك المؤامرات، وصناعة الأحابيل واللعب بالمتناقضات،  فبرغم  اتفاقهم النووى المرتقب مع إيران قبل نهاية يونيو المقبل، وعودة العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى سابق عهدها إبان حكم الشاه الراحل رضا بهلوى، فلا تزال أمريكا ترفع فى وجه دول الخليج الفزاعة الإيرانية لتسويق صفقات السلاح الراكدة، وتأجيج الصراعات الطائفية والنعرات القبلية، عبر استخدامها لقطيع التنظيمات المتطرفة من داعش والقاعدة والإخوان لتحريك الشارع وإحداث الاضطرابات فى المناطق ذات الأقليات الشيعية  المرتبطة عقائديا وأيديولوجيا بحبل سرى وسرى مع (قم) فى إيران.
والإخوان وداعش والقاعدة والنصرة والطوائف والأقليات وبعض الدول مثل تركيا وقطر وإيران تؤدى الآن بمهارة الدور المطلوب منها للانقضاض على دولنا العربية وتفتيتها إرضاءً للطاووس الأمريكى، ولن يكون من قبيل المفاجأة أن يستغل موسم الحج المقبل من تنظيم داعش لإحداث تفجيرات واضطرابات تنتهى بمطالبات تركية إيرانية بعدم أحقية السعودية منفردة بإدارة المقدسات الإسلامية على أن تصبح تلك المقدسات تحت إشراف هيئة دينية يتم تشكيلها من الدول الإسلامية لتصبح مكة والمدينة مدينتين مقدستين منزوعتى السلاح مثل الفاتيكان تماماً تمهيدا لأن تصبح دولة مستقلة  فى  الحجاز غرب الجزيرة العربية، لتشكل مع وهابستان  فى (نجد) وسط الجزيرة العربية، وثالثة تمتد من أبها لتشمل نجران وجيزان جنوب المملكة، ورابعة نفطية فى شرق السعودية، وخامسة فى الحدود الشمالية للمملكة. 
تسعى واشنطن إلى تنفيذ خطط تتبناها داعش والقاعدة  وهى تفكيك المملكة من الداخل وتبقى هى بعيدا عن الصورة، وما يجعل هذا السيناريو قابلاً للتنفيذ هو وجود موالين للقاعدة وداعش بكثرة داخل المملكة.
الحقيقة أن العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز يرث تركة كبيرة  وأحمالا تئن منها الجبال،  لكن  هذا الرجل الذى خبر  حنكة دهاليز السياسة وفنون إدارة الحكم فى بلاط الديوان الملكى،  وإمارة منطقة الرياض التى شغلها لمدة 55 عاما، قادر على مجابهة الخيانات الإقليمية والغدر الأمريكى، والإرهاب الذى يعشش فى أوكاره بالداخل، لقد نجح خادم الحرمين الشريفين فى أربعة أشهر فى توطيد حكمه وترسيخ أقدام أسرته فى حكم المملكة  للقرن القادم،  وعمل على تماسك القوام الخليجى، وواصل سياسة المملكة فى دعم مصر لمساعدتها على استعادة دورها الريادى لتعود ثقلاً ديموغرافياً وعسكرياً فى موازين القوى الإقليمية، يدرك السعوديون أن المملكة بدون مصر لن تستطيع وحدها مواجهة التحديات الإقليمية والمخاطر المتعددة التى تحيط بكل حدودها الجغرافية شمالا وجنوبا وشرقا، لكن فى المقابل على مصر أن تتفهم خطورة المرحلة التى تمر بها إدارة الحكم الجديدة فى المملكة وحجم الضغوظ الإقليمية والدولية التى تمارس عليها.
فى إطار تنفيذ المخططات الأمريكية، يعتمد الغرب  استراتيجية التدويل، لتحويل كل أزمة أو قضية أو خلاف عربى إلى مؤتمر دولى فى واشنطن أو كامب ديفيد أو باريس أو جنيف، يترسخ من خلاله التدخل الأجنبى وتتعمق فيه الأزمات، وتطمس فيه الهوية القومية لصالح الطائفية والقبلية، ففى يوم الثلاثاء سوف تحتضن العاصمة الفرنسية باريس مؤتمرا حول سوريا والعراق يحضره وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، يبحث المؤتمر طبقا لما أعلنه لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا الأزمة فى سوريا والعراق، خصوصا فى ظل التهديدات المتزايدة التى يمثلها تنظم داعش الذى أطبق مؤخرا على الرمادى ويتمدد فى اتجاه العاصمة بغداد، وتمكن من الاستيلاء  على مدينة تدمر السورية الأثرية، وأصبح على مقربة من احتلال سوريا بكاملها، فى حال سقط الأسد فى سوريا، ووفقا لحاييم تومر، رئيس قسم الاستخبارات فى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، من الممكن أن يحدث هذا السيناريو قريبا، أى العام الحالى وإن من تبعات هذا التطور هو أن إسرائيل قد تجد الدولة الإسلامية على حدودها الشمالية، إلا أنها لن تمثل خطرا يذكر على إسرائيل.
داعش رغم مرور عام على الحرب التى يشنها عليه تحالف دولى مكون من 60 دولة تقوده أمريكا يتمدد بشكل سريع ولافت فى سوريا والعراق  التى هما طبقا لمخططات أمريكا ستتحولان إلى 15 دويلة، عشرة فى سوريا وحدها، وفى نفس السياق تقود الأمم المتحدة فى اليمن سيناريوهات تؤدى إلى تفتيت اليمن إلى ثلاث دول، دولة فى الشمال، وأخرى فى الجنوب، ودولة ثالثة للحوثيين فى صعدة.
الغرب الأمريكى والأوروبى يتاجر بأمننا القومى، فلقد استلهم فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسى الشعارات التى ترفعها مصر لحماية الأمن القومى العربى، وتقمص شخصية السيسى ورفع أمام قمة الخليج التشاورية شعارات مثل (الأمن القومى الخليجى خط أحمر، نشارك دول الخليج القلق من المشروع النووى الإيرانى) ففاز بعقود تسليح بالمليارات وباع طائرات الرافال لقطر والإمارات والكويت، رغم أن الكويت والإمارات سبق لهما رفض صفقات الرافال التى عرضت عليهما عام 2011 لتدنى قدراتها سواء الهجومية والدفاعية.∎