المستشارون الإعلاميون يحكمون مصر

محمد الجزار
حكومة محلب أنواع: وزراء لا يحبون الأضواء ويبتعدون عنها مثل اللواء عادل لبيب، ووزراء يجيشون الرجال والنساء للوصول إلى الأضواء ويهدرون المال بحثًا عن مصالحهم الخاصة لدرجة أنهم أصبحوا مثل ظل الوزير خاصة وزراء التموين والنقل والتعليم العالى.
منذ تولى محلب تشكيل الحكومة فى 16 يونيو 2014 وهو يؤكد العمل فى الشارع ووسط الجماهير ويدعو إلى التقشف وتوفير النفقات بل ورفع الدعم عن الوقود لتوفير الميزانية، وضبط الأسعار، إلا أن بعض الوزراء لا علاقة لهم بما يطالب به رئيس الوزراء ومن قبله رئيس الجمهورية.
ومن هؤلاء الوزراء وزير النقل د.هانى ضاحى الذى كان يشغل رئيسًا لهيئة البترول وبعد خروجه على المعاش تولى رئاسة إحدى شركات المقاولات ثم وزيرًا للنقل، وجاء معه للوزارة أيمن الشريعى وهو جوكر الوزارة وكان مع ضاحى فى هيئة البترول حتى أصبح يد وعين الوزير والمسيطر على كل قطاعات الوزارة بمن فيهم المستشارون ويصل عددهم إلى خمسة وعشرين مستشارًا يكلفون الدولة مئات الألوف من الجنيهات شهريًا.
والجوكر هو المشرف على كل إصدارات وبيانات الوزارة بل وهو مانح الانفرادات الصحفية لعدد من محررى النقل، وعلى رأسهم مندوب إحدى الصحف المستقلة بجانب الصحف القومية، وهو المتحكم فى سفر المحررين داخل وخارج مصر، وقد ألغى الوزير دور المكتب الإعلامى الذى كان يرأسه أحد الموظفين المنتدب من إدارة جهاز المترو وهو محمد عز الذى سبق أن عينه المستشار الإعلامى السابق للوزارة محمد الشحات الذى يعمل الآن مستشارًا لوزير التموين د.خالد حنفى وله قصة سوف نذكرها لاحقًا.
الشريعى الذى يعتبر «ولى النعم» فى وزارة النقل ومعه محمد عز، المستشار الإعلامى على الورق- الطريف أن عز يعاونه ست مساعدين كلهم محمد وقد لمع مؤخرًا سكرتير خاص للوزير وهو المسئول عن تنظيم لقاءات الوزير مع الصحف والقنوات الخاصة وكلهم حسب الهوى وهو العميد محمد سعيد، والملاحظ أن لقاءات الوزير التليفزيونية تشهد حضور الجميع سواء جوكر الوزير أيمن الشريعى أو المستشار الإعلامى محمد عز وبعض معاونيه من المكتب الإعلامى، وأيضًا معاون الشريعى وكأنهم فى سباق ليثبتوا للوزير أنهم جميعًا فى الاستعداد وفى خدمة وراحة الوزير ومرافقته أينما ذهب ضمن حاشية قوامها أكثر من ستة أفراد بل ويحاولون التدخل فى كل شىء، ومحاولة التعرف على أسئلة الوزير والمطالبة بعدم إحراج الوزير ورفض المداخلات التليفونية، وكأن عملهم أصبح إنتاج وإخراج اللقاءات وليس العمل بالمكتب الإعلامى فقط، وهو الأمر الذى جعل الوصول إلى الوزير أسهل من الوصول لرجاله ولمكتبه الإعلامى، لأن الجميع يحاول إقناع الصحفيين ومعدى البرامج، وهم أصحاب القرار فى إجراء أى حوار صحفى أو تليفزيونى مع الوزير، وهذه الحاشية المتحركة لا تترك مسيرة أو لقاءً إلا وتتواجد فيه وهو ما يؤدى أحيانا كثيرة إلى إعاقة العمل بدلاً من تسهيله، ولا أحد يعرف ما هو دور كل فرد فى الحاشية أو راتبه لأنه فى الأصل لا يعتمد على المرتب الرسمى من الوزارة بل يدخل فيه بدلات ومكافآت وحوافز لا يعلمها إلا جوكر الوزارة أيمن الشريعى ومحمد عز المستشار الإعلامى والوزير هانى ضاحى نفسه، وأن هؤلاء الأفراد جاءوا على عمل موظفين رسميين بالوزارة، إلا أن الشللية والأصدقاء هى التى حكمت القصة وأصبحوا يتحركون فى فلك الوزير ورجاله.
ومن حاشية النقل المتحركة إلى حاشية وزارة التموين والفتى المعجزة محمد الشحات الذى يعمل مستشارًا للوزير بعد أن كان مستشارًا لوزير النقل السابق، الفتى المعجزة بدأ عمله موظفا فى إعداد التقارير بالتليفزيون ثم مساعد مخرج، وبعدها معدًا بالقناة الأولى ولا أحد يعرف هل ما زال يتقاضى راتبه حتى الآن أم لا!!
ويرجع سبب تولى الشحات لمناصب المستشار الإعلامى للمسئولين من النقل ثم التموين وبعض الوقت لمحافظ القاهرة د.جلال السعيد لدور شقيق الفتى المعجزة فى قطاع الأخبار بالتليفزيون وترشيحه للمسئولين.
أما واقعة عمله لمدة ثلاثة أشهر مستشارًا لمحافظ القاهرة فجاءت عندما بدأ العمل مستشارًا لوزير التموين خالد حنفى، ولم يكن لديه وقت كاف للجمع بين محافظة القاهرة ووزارة التموين ولكفاءة المستشار الإعلامى لمحافظة القاهرة خالد مصطفى الذى يعمل بمحافظة القاهرة منذ مدة طويلة، الشحات أنشأ وحدة تقارير بوزارة التموين مسئولة عن إعداد التقارير للوزير ويعمل بها اثنان هما رضا ومحمد فتحى لمتابعة القنوات الفضائية لنقل دبة النملة بوزارة التموين بدلا من إنجازات عمل الوزارة وتحسين المواد التموينية ونجاح منظومة الخبز وغيرها من أعمال الوزارة.
وبجانب الفتى المعجزة الشحات هناك المتحدث الرسمى لوزارة التموين وهو الزميل محمود دياب وقد جاء للوزارة لعمله مع اللواء محمد أبوشادى كمندوب لجريدته وجاء به أبو شادى عندما تولى مسئولية الوزارة وقت الثورة لرد الجميل له باعتباره من الصحفيين الملتزمين فى متابعة أخبار الوزارة وهناك صراع ديوك بين دياب والفتى المعجزة على من يتولى الدور الإعلامى بالوزارة ومع تصاعد مسئولى التقارير والمكتب الإعلامى والعلاقات العامة للسيد الوزير وهو فريق ضخم يؤدى دوره ويدور فى فلك الوزير فى جولاته ولقاءاته الصحفية والتليفزيونية ونفس الأمر بدأ يصل إلى عمل مساعدى الوزير الذين تم اختيارهم مؤخرا ونفس السيناريو فريق خالد حنفى يسبقه إلى القنوات الفضائية للإعداد للقاء ومتابعة التفاصيل دقيقة بدقيقة وكأن عملهم تحول من الوزارة إلى مدينة الإنتاج الإعلامى، وهو ما يحدث أزمة فى دخول هذا العدد الضخم قبل الوزير رغم أن التصريح يكون خاصا بالوزير فقط والحرس الخاص به وتزدحم القنوات التى يحل عليها حنفى ضيفا من رجاله وهو نفس الأمر الذى يحدث مع هانى ضاحى الفتى المعجزة بوزارة النقل وله موقف سابق عندما كان مستشارا لوزير النقل وحاول منع صحفية من العمل لتغطية جولة بالمترو.
ومن وزراء الحاشية إلى المستشار الإعلامى الحديدى والحاكم بأمره فى وزارة التعليم العالى د.عدلى رضا الذى يتولى عمل المستشار الإعلامى منذ تولى د.مفيد شهاب وزارة التعليم العالى، فى عام 1997 وحتى سيد عبدالخالق حيث عمل عدلى رضا مع كل من الوزراء هانى هلال وعمرو عزت سلامة الذى تولى الوزارة مرتين ود.أحمد جمال موسى ود.وائل الدجوى ود.مصطفى مسعد، ود.حسين خالد وحسام عيسى وأخيرا سيد عبدالخالق.
وبجانب المستشار الحديدى هناك مكتب إعلامى وعلاقات عامة ورغم وجود عدد كبير بالوزارة لخدمة الوزير إعلاميا إلا أن الخيوط كلها فى يد د.عدلى رضا ومن يتمكن من الوصول للوزير دون التنسيق مع مستشاره الحديدى لا يمكن أن ينفذ إلى الوزير إلا بالرجوع إلى المستشار ويصل عدد رجال الوزير فى الإعلام والعلاقات إلى قرابة خمسة عشر فردا وفى لقاءات الوزير لا يتواجد إلا د.عدلى رضا ومدير مكتب الوزير.
ومن المستشار الحديدى إلى مستشارى الوزير أبناء جامعة المنصورة التى جاء منها الوزير لاعتماده على أهل الثقة لا أهل الخبرة وهو ما حدث عندما جاء الوزير الدكتور سيد عطا بدلا من د.أحمد فرحات الذى استطاع حل مشاكل كبيرة فى عام ونصف العام لم تتمكن الوزارة من إنجازها فى 30 عاما مضت نفس الوضع مع المستشار د.صلاح فوزى لدرجة أن الوزير رغم وجود مستشار حديدى معه منع أى تصريحات إلا باسمه ومسئوليته حتى لا يقع فى أزمات أخرى بعد أن جاء بالمستشارين من جامعة المنصورة ومن المقربين له معتمدا على أهل الثقة وتبقى هذه الوزارة نموذجا قويا فى وجود فريق إعلامى وعلاقات عامة إلا أن المستشار هو الرجل الأقوى وهو المتحكم فى إدارة هذا الفريق ولا يمكن أن يتحرك أحد خلف الوزير إلا بتكليف شخصى من المستشار لدرايته بالعمل الإعلامى والتليفزيونى.
ثم نأتى إلى المستشار الفنان هانى كمال المتحدث الإعلامى فى وزارة التربية والتعليم الذى شارك فى فيلم الطريق إلى إيلات وصاحب مقولة «ياريتنى كنت معاهم» فى تدمير إيلات الذى كان يعمل أصلا مدرسا متميزا فى اللغة الإنجليزية وجاء به محمود أبو النصر بعد رحيل الوزير الإخوانى إبراهيم غنيم ومستشاره المحبوس حاليا محمد السروجى ويحتفظ الوزير بفريق عمل ضخم أيضا لمتابعة سير العمل بالوزارة ما بين مكتب فنى وإعلامى وعلاقات عامة ومستشارين وهو الأمر الذى جعل الجهاز المركزى يكتشف صرف 1140 جنيها بدل وجبات يومية لهذا العدد من العاملين بمكتب الوزير والموضوع بالكامل بمكتب النائب العام للتحقيق إلا أن ذكاء وزير التربية والتعليم يجعله يعمل بعيدا عن ظهور هؤلاء المعاونين سواء فى الإعلام أو العلاقات العامة ويعتمد على المتحدث الفنان هانى كمال الذى تربطه علاقات جيدة بجميع الإعلاميين ولا يسير أبو النصر فى مواكب وحاشية بل يقتصر الأمر على هانى كمال ومدير مكتب الوزير ومسئول علاقات عامة فقط.
وفى النهاية لابد من إعادة النظر فى أمر هذه الحاشية وجواكر العمل بالوزارات وأطفال المعجزة لأن الدولة بحاجة إلى تقليل نفقات الوزارات خاصة أن أغلب هؤلاء لا يعملون من داخل الوزارات وأجورهم تصرف من مكتب الوزير مباشرة وكذلك أجور المستشارين التى تتعدى العشرين ألف جنيه شهريا للمستشار الواحد.∎