الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
وهم الجزيرة المستحيل

وهم الجزيرة المستحيل


لم يجد أعضاء أسرة آل ثانى أصحاب التاريخ الطويل فى المؤامرات والخيانة وسفك الدماء سوى مصر صاحبة التاريخ والحضارة والثقافة للإساءة إليها وإلى شعبها حتى يتمكنوا من تحقيق حلمهم الخاص بزعامة المنطقة
 
 
أعلم كما يعلم غيرى أن قناة الجزيرة الإخبارية تصدر من دويلة قطر، وأعلم أيضا كما يعلم غيرى أن هذه القناة هى لسان حال هذه الدويلة حينما تخاطب العالم، فلا وزير خارجية نافع ولا حتى حاكم شافع، فالقناة هى الدولة، والدولة هى القناة، لذلك لم يكن مستغربا أن يتوهم قادة هذه الدويلة أن بإمكانهم احتلال مقعد الزعامة فى المنطقة العربية عن طريق هذه القناة الفضائية للوصول إلى كل بيت عربى، ولتنفيذ ذلك الوهم كان على القائمين عليها إزاحة مصر عن طريقهم باعتبارها الدولة الأم فى المنطقة، التى توفر لها مقعد الزعامة فى الأمة العربية بحكم التاريخ والثقافة والتعليم وعناصر أخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى، حتى يتمكن أعضاء أسرة آل ثانى أصحاب التاريخ الطويل فى الخيانة والمؤامرات وسفك الدماء والعمل لصالح القوى الاستعمارية الكبرى من زعامة المنطقة، ولهذا لم يجد القائمون على هذه القناة الذين هم فى الأساس حكام هذه الدويلة سوى الإساءة لمصر ولتاريخ شعبها وللتضحيات التى قدمها هذا الشعب لرفع شأن الأمة العربية.
ومن أجل الحصول على مكانة مصر قدمت هذه الدويلة ملايين الدولارات، بل المليارات لجماعات الإرهاب ووفرت الدعم والتأييد لمخابرات الدول الاستعمارية لنيل هذا الشرف بدلا من صرفها على الشعب القطرى الشقيق الذى يرى عائد ثرواته ينفق ببذخ على حلم أسرة آل ثانى دون أن يستفيد من هذه الثروة، ولكنه للأسف لا يستطيع أن يتحدث وإلا كان مصيره السجن مدى الحياة، مثلما حدث مع الشاعر القطرى محمد راشد حسن العجمى الملقب «بابن ذيب» الذى كانت كل جريمته كتابته لقصيدة شعرية عن ثورات الربيع العربى رأت فيها الأسرة الحاكمة أنه ينتقد سياستها فى إدارة البلاد، ثم يعودون ويطالبون عبر قناتهم العميلة بحرية الرأى الآخر، وهذا تحديدا الادعاء الكاذب الذى برعت فيه الجزيرة لخدمة أهداف خاصة هى والأجهزة المخابراتية التى تتعامل معها أدرى بها.
وإذا كانت قناة الجزيرة برعت فى الكذب والتضليل ونقل الصورة غير الحقيقية على أنها الحقيقة المطلقة فأنها برعت أيضا فى استقطاب ضعاف النفوس ليطلوا علينا عبر شاشتها سواء كانوا ضيوفاً أو مذيعين، وللتدليل على ذلك يكفى أن أقول إن هذه القناة تضم بين جنباتها مذيعاً ادعى على غير الحقيقة أنه مفجر ثورة 52 يناير من خلال عمود صحفى يكتبه يدعى «أحمد منصور» ويشارك فى نفس المهمة والإساءة إلى مصر كاذب آخر يدعى «أيمن عزام» فى حين أنه هو وزميله ينعمان سويا بأموال الشعب القطرى، وكلاهما أثبتا أنهما ضد مصر وجيشها، وتناسيا عن عمد شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة والمواطنين الذين لقوا حتفهم على يد الجماعة الإرهابية التى يؤيدونها ويسبحون بحمدها ليل نهار، وكان آخر هؤلاء الشهداء سائق تاكسى المنصورة الذى ذبح بدم بارد، فى الوقت الذى لا يستطيع فيه «منصور» أو «أيمن»  من توجيه أى انتقاد لسياسة ولى النعم حاكم قطر، أو حتى توجيه انتقاد مهنى لمدير القناة، وإلا كان مصيرهما الطرد والخروج من جنة هذه الدويلة العميلة، صنيعة القوى الاستعمارية والتى تحتمى بالقواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها.
وبما أنه ليس بغريب على قناة تضم كاذبين بين العاملين لديها، فلم يكن بغريب أيضا أن تستعين بضيوف كاذبين ومضللين تتناسب أفكارهم واتجاهاتهم مع ما تريده ويخدم أهدافها وأهداف حكامها فنجد من بينهم طبيباً يدعى محمد الجوادى، يعرف نفسه بأنه مؤرخ سياسى وهو بعيد كل البعد عن هذه الصفة، فما هو سوى ناقل من المراجع والكتب وحصل على جائزة من جوائز الدولة، بعدما أرتمى فى أحضان قادة الحزب الوطنى البائد و«تمحكه» فى رجال الإعلام وباتصالاته التليفونية مع اللجنة التى تحدد الفائزين بجوائز الدولة، بالمناسبة هذا مالا يستطيع أن ينكره المؤرخ السياسى المزعوم صاحب فكرة حكومة المنفى لأنى كنت شاهد عيان على أحد اتصالاته.
وتضم قائمة الضيوف الصحفى وائل قنديل الذى فشل فى أن يثبت جدارته فى التعيين بمؤسسة صحفية قومية فتنقل بين العديد من الجرائد الحزبية والعربية والخاصة، وعندما استقر به الحال فى جريدة خاصة تقرب إلى مالكها الذى ينتمى للجماعة المحظورة فعينه فى منصب قيادى دون أن يكون له دور يذكر فى دولاب العمل، ثم توطدت صداقته بأعضاء الجماعة المحظورة الذين غازلهم فى مقالاته فعين من خلالهم فى المجلس الأعلى للصحافة السابق، وتمت دعوته لحضور اجتماعات الرئاسة فى قصر الاتحادية بعد أن أصبح من المهمين فتوهم أنه أصبح مناضلاً سياسيا يشار إليه بالبنان، ولذلك كان من الطبيعى أن يهرب مع من هربوا إلى دويلة قطر بعد سقوط النظام الإخوانى الذى كان يؤيده ويستفيد أيضا مجموعة من الهاربين استفادوا من زمن الإخوان، ولم نكن نسمع عنهم شيئا إلا فى عهد المحظورة مثل حاتم عزام وجمال نصار وحمزة زوبع والكاذب الأكبر يوسف القرضاوى والأسد المزعور عاصم عبدالماجد وغيرهم كثر، ويضاف إليهم سليم عزوز ومحمد القدوسى جميعهم يجرح ويسب فى وطنه ويحرض عليه مقابل حفنة دولارات ملوثة بدماء الأبرياء من أبناء الشعب المصرى.
قناة مثل هذه بمذيعيها وضيوفها هى التى يريد من خلالها أبناء أسرة آل ثانى أن يحكموا الوطن العربى، قناة دأبت على نشر الفتنة بين جموع الشعب المصرى وإذاعة كل ما هو غير حقيقى عنه، قناة تتلقى التكذيب تلو الآخر ولكنها لا ترتدع وتستمر فى غيها.. قناة لا تجيد سوى القذارة والعمالة وتتفنن فى اتباع أساليب الكذب والخداع ورعاية الإرهاب ثم تعود وتدعى أنها ضد الإرهاب ورجاله رغم رعايتهم له ولرجاله فى بلدها.