
هناء فتحى
مصر تبحث عن مؤلف
عندما ألبس «البلتاجى» أولاد الناس أكفاناً داخل اعتصام «رابعة العدوية».. ولما سار الصغار بأكفانهم أحياءً وسط الأحياء.. مستلبين مساقين مصطفين جماعات.. سقطت «ابنته أسماء» ملفوفة فى كفن حقيقى!.. وفى نفس المكان وتواً.. وتلك ليست العبرة الوحيدة ولا الموعظة الأخيرة فى كتاب «الإخوان» الجديد.. ثمة عظات أخرى كثيرة مسطورة فى الكتب القديمة:
1- مشهد عودة «مرسى» وعصابته للقفص.. إلى المكان الدائم والأثير والمريح لهم.. فالجماعة سوابق ولا ترتاح للعيش حرةً وتعشق الظلمة وتهوى المذلة وإلاذلال.. وعليك أن تتخيل فى السجن حواراً- يصلح فصلاً فى رواية - بين جماعة الرئيس المخلوع وجماعة الرئيس المعزول حينما يلتقى الجمعان.
2- مشهد مذبحة ضباط «سجن كرداسة» الأكثر بشاعة فى تاريخ المجرمين والساديين على مستوى الخيال وليس فقط على مستوى واقع عتاة الإجرام.. فالحكاية الدامية تصلح للكتابة الأدبية والسينمائية.
3- مشهد ذبح شيعة «أبوالنمرس» بأوامر مرسى وأهله والسلفيين - الذين يشاركون الآن فى كتابة دستور ثورة 30 يونيو- وهو مشهد لا يقل بشاعةً وترويعاً عن مشهد كرداسة.. حيث الدماء التى تلطخ سمعة المسلمين بأيدى المتأسلمين.
4- مشهد سلخانة «الاتحادية» واستشهاد الحسينى أبوضيف وصحبه.. وتحويل حجرات قصر الرئاسة إلى معتقل للثوار.. وهو الفصل الأقوى فى الرواية -التى لم تكتب بعد- الذى رد جماعة الإخوان كلهم من جديد بتنظيمهم إلى سجونهم.. ثم خلع رئيسهم من السلطة.
5- مشهد مذبحة «استاد بورسعيد» والذى لم يخرج من يد الإخوان أبداً وهو ذات المشهد الذى تلى مذبحة «محمد محمود» 2,. وهو ليس ببعيد عن موقعة الجمل.. هل يستطيع أحدكم أن يقيس بحر الدماء والأشلاء الذى سببه حكم الإخوان للبلد؟.. طيب هل يستطيع أحدكم أن يصنع من تلك الدماء فيلماً أو رواية؟
6- أضف إلى ذلك مشاهد الخيانة العظمى بدءاً من دخول مرسى وادى النطرون ومروراً بالبرادعى ونور والغريانى والبشرى والآخرين.. ولا أدرى لماذا يجد المصريون دائماً العظم فى الكرشة؟ ولماذا يجد «أدهم الشرقاوى» فى كل طريق يمشيه «بدران»؟ يا خوفى يا بدران.
لكل «أدهم شرقاوى» فى بلدنا هتلاقى فيه «بدران».. واحد مش ممكن تصدق أبداً يا أخى إنه ممكن يطلع فى يوم من الأيام «بدران».. ويضربك بالخنجر فى ظهرك غدر .. آااه.. ولكل ثورة بنعملها هتلاقى نذل.. هتلاقى بدران.. وهتلاقى ناس كانت فى يوم معانا ثوار.. آه.. يا خوفى يا بدران!