الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
اعترافات إلهام وحميدة فى نايل سينما

اعترافات إلهام وحميدة فى نايل سينما


سوف تظل المرأة المصرية هى المدانة وحدها قبل الرجل فى تلك الطريقة المعوجة والتربية السيئة والمسيئة التى يتسم بها الرجل المصرى فى مفهومه وسلوكه تجاه النساء حتى تجاه أمه التى أرضعته ذلها واحتقارها لذاتها.. وأعتقد جازمةً أن سلوك رجال جماعات الإرهاب المنتسبة للإسلام -زوراً- خاصةً فى نظرتهم الجارحة وغير البريئة وسلوكهم المنحط تجاه المرأة هو نتيجة منطقية لتربية «أم» تنقصها التربية.. وهذه ليست شتيمة لكنها حالة رصد منطقية لما آلت إليه تلك العلاقة الأزلية الملتبسة والمغلوطة والجارحة بين المرأة والرجل مما انعكس سلباً على مفهوم الاثنين معاً للدين والحياة.
 
عندما يأتيك ذلك الرأى من إمرأة متمردة فهذا عادى! وربما لن يثر أعصابك ''المفقودة'' كثيراً ودائماً.. فماذا لو أتاك ذاك الرأى يا رجل من رجل؟ بل وهو فى ذات الوقت فنان متميز ومثقف موسوعى؟ يعنى رجل لرجل وعينى فى عينك بقى.
 
ففى الحوار النادر والرائع والمثمر الذى دار بين «محمود حميدة» و«إلهام شاهين» على قناة «نايل سينما» الأسبوع الماضى ومباشرةً بعد تكريمهما من مهرجان الأسكندرية السينمائى الدولى وفى سابقة حوارية متميزة ليست لها شبيه.. حيث جلس الاثنان قبالة بعضهما البعض وأجريا حواراً يتبادلان ويتباريان فيه الأسئلة والأجوبة والبوح والاعترافات المذهلة.. حيث لا ضيف ولا مذيع.. كلاهما الضيف وكلاهما المذيع: حكى وقص وشرح «محمود حميدة» كيف أن النصف الأول من عمره كان رجلاً فظاً قاسياً ويسىء دوماً معاملة النساء أجمعين.. وبرر ذلك لأن أمه وعماته هن من أرضعنه الرعونة واحتقار النساء وزرعن فيه الزهو والاستعلاء بكونه قد خلقه الله رجلاً وليس أنثى!.. لكنه حين أنجب ابنته الأولى «أسماء» ولحظة أن حملها وأنامها على صدره تحول وصار رجلاً غير الذى كان ودفن نظرته المتدنية للنساء إلى الأبد واستبدلها بنظرة إجلال وتقدير.. بل اعترف أن النساء هن قوة الكون وروعته وهن أذكى من الرجال وأقوى منهم بدناً وعزيمةً.. وتحدى «حميدة» أن يستطيع أى رجل فى الكون كله احتمال انتفاخ بطنه لليلتين فقط من ليالى «حبل» النساء التى تمتد لتسعة أشهر.. سوف يموت الرجل.. (قال محمود حميدة)
 
قالت له إلهام شاهين إنها ليست نادمة كونها لم تنجب أبداً لكنها لا ينقصها شعور وسلوك الأم الذى تمارسه كل لحظة وأنها لم تحب طوال حياتها رجلاً بمقدار حبها للفن وأن شخصية فوزية فى فيلم «خلطة فوزية» هى الأقرب لشخصيتها.. وأن صراحتها الجارحة لم ولن يحتملها غرور وضعف الرجل.. وتمنت «إلهام» لو كان «محمود حميدة» هو والدها بدلاً من ذاك الذى أنجبها ومنحها اسمه فقد كانا دائمين العراك.. (أنظر إلى روعة وعذوبة ووجع البوح بين الفنانين الكبيرين).
 
هل تحتاج الآن إلى أى تأكيد أن الثورات الكبرى يبتدؤها ويشعلها إلا الفنانين؟