
هناء فتحى
درويش «ميتر»!
أخبرنا سيد درويش قديماً أن الغناء هو ترمومتر المزاج العام ومقياس درجة حرارة الدماغ والعواطف.. ومؤشر دقيق لقياس نسبة الحالة المعنوية والاجتماعية والسياسية للوطن والناس.. وعلى ذلك النهج لا ينبغى عليك أن تأخذ بعض الأغنيات على محمل الجد ولا حتى الهزل بل هى الهزيمة والجريمة مكتملة الأركان خاصةً لو كان ما نقصده هو تلك الأغنيات المصاحبة لأفلام عيد الأضحى المبارك الحالى.. تقدر تقول كده إنها مجرد أفعال-وليست غناء- ضد مسار 25 يناير و30 يونيو.. وكان ممكن نعدى ونطنش هذه الأغنيات لو صاحبت وواكبت أفلام عيد الأضحى الماضى حيث الخرفان كانت أكثر من كده بكثييييييييير.
وعلى مقياس سيد درويش الغنائى نستطيع أن نقرر حقيقة أن ثمة فروقاً واضحة وكبيرة بين نوعية ومزاج هذه الأغنيات التى واكبت ثورة 25 يناير وتلك التى صاحبت 30 يونيو.. ومن معطيات ونتائج ذلك المقياس سوف ندرك يقيناً أن ثمة فروقاً واضحةً أيضاً وكبيرةً بين الثورتين العظيمتين.. فالأغنيات التى أوجدتها 25 يناير كانت حزينة تبكى الشهداء والثورة معآً.. الثورة التى لم تحقق مطالب الشهداء والأحياء.. الثورة التى سرقها منا الإخوان المحظورون، لذلك كانت هناك أغنيات أو قل مرثيات على غرار «فلان الفلانى».. و«يا الميدان» لـ «عايدة الأيوبى» وغيرها.. بينما سوف تكتشف أن ثورة 30 يونيو قد استعادت أغنيات ثورة يوليو وانتصار أكتوبر 73 معا وأضافت لهما من إنجازها الخاص المزيد كأوبريت احتفالية أكتوبر الأسبوع الماضى.. كذلك رسخت أغنيات 30 يونيو لحقيقة استعادة الثورة الأولى من الإخوان وعودتها لحضن الشعب، (إحنا شعب وانتو شعب) .. بل أرخت ورسخت لعودة الشعب إلى ذاته وهو الذى كان متشرذماً ومتفرقاً أيام حكم مرسى «السودة الهباب».
لهذا ليس عليك إلا أن تفهم أغنيات عيد الأضحى هذا على أنها أعمال رديئة خارج الإطار الثورى.. بل هى ردة على الثورتين معا.. أو بصريح العبارة تقدر تقول أن هناك أغانى ثوار وأغانى بلطجية فلا تمنح عقلك ووجدانك وضميرك أغانى أفلام السبكى : لمحمد رمضان و«ابن محمود عبد العزيز» وأوكا وأورتيجا والذى منه.