الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رصيف وزارة الثقافة

رصيف وزارة الثقافة


يبدو أننا تناسينا سريعاً دور المثقفين فى معركة 30 يونيو وصرنا نتحدث الآن عن أدوار الآخرين أو نبحث للآخرين عن أدوار.. فهى لم تكن فقط ثورةً على حكم الإخوان بل معركةً وحرباً حاميةً داميةً مع الإرهاب الدولى. .وقد كان مثقفو مصر مدعومين بوزارة الثقافة هم أول فيلق وأول طلقة وأول تكبيرة وأول علم وأول نفير.. من مقاومتهم لمنع وزير ثقافة الإخوان من دخول عتبة الوزارة. .من تأكيدهم نسيان اسمه البغيض.. من إصرارهم على اعتصامهم المفتوح حتى رحيل الوزير ورحيل النظام..هنا ابتدأ المثقفون والفنانون حرب 30 يونيو.. إلى أن قلبها المصريون إلى ثورة شعبية عارمة.. هذا للتذكير حتى لا ننسى. . لماذا؟
 
أقول لك..لأنه حين نصرح وندعى بأنه قد وجب علي الدولة المصرية الجديدة الآن قيادة معركة بناء مصر والتى لن تكون ولن تصح إلا لو أطلقت اول شرارتها ثقافياً وفنياً.. ولو أدركت لماذا كان يصر أعضاء التنظيم الإرهابى الدولى للإخوان فى مصر على احتلال «دار الكتب والوثائق» وعلى أخونة وزارة الثقافة وعلى إرهاب الكتاب والفنانين والإعلاميين لعلمت قيمة الدور الذى لعبته وزارة الثقافة فى حرب وثورة 30 يونيو.. ولو تساءلت لماذا ابتدأ الإخوان معركتهم بحرق الدولة وانهيار الوطن من أرضية الفكر والفن لعلمت لماذا استمات الفنانون والمثقفون أمام وداخل وزارة الثقافة قبل يونيو الماضى.
 
 
فلماذا غاب دور وزارة الثقافة الآن وماذا يفعل وزير الثقافة فى هذه الأثناء لأسكت الله له حساً؟ ما هى خطة الوزارة فى تنظيف وإحياء ما تخرب فى مصر خلال فترة حكم «محمد مرسى مبارك» وعلى مدى 40 عاماً من الصدأ والتهميش؟.
 
 
أتخيل أن دور وزارة الثقافة الآن هو ذات الدور الذى لعبه ''ثروت عكاشة'' وزير الإرشاد فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى. .من إحياء لسلاسل الكتب ودور النشر وتسفير لبعثات كتاب وفنانين خارج مصر..بل وخارج البلاد الأوروبية والأمريكية التى إحتضنت التنظيم الإرهابى الإخوانى الدولى. . بعثات لدول تذدهر بزخم ثقافي مختلف.. لدول تحترم الإنسان وإرادته وعقله وعلمه وموروثه الحضارى وعقيدته..وأيضاً ترميم «الفكر المسرحى»وليس جدران وخشبة المسرح وحدها.. وإحياء دور مسرح الأقاليم والصعيد بالذات وتحديداً فهى أكثر أماكن مصر احتياجاً للنور والحلم.. وأن نصلح وبنى دور السينما وقاعات العروض الصغيرة وننتصر لأفلام التسجيلية لأهمية دورها فى اللحظة الراهنة.. وأن نعظم دور الشعر والشعراء ونبحث عن المواهب ونطورها ونصعدها.
 
 
فعلى وزارة الثقافة أن تستعيد وتسترد دورها الوطنى الواجب والملح الآن وهو الدور الذى تلعبه عادةً كل وزارات الثقافة فى أى بلد هام بعد حروب أو ثورات أو كوارث إنسانية وطبيعية كبرى ..وهو يتلخص وينحصر فى تنقية العقل من الأوساخ والرواسب والنفايات العقيمة..و أتخيل انه الدور الذى لابد أن يواكب ويلازم ويجاور الدور العظيم الذي يلعبه الجيش والداخلية الآن.