الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
من فقد الإنسانية لا يسأل عنها!

من فقد الإنسانية لا يسأل عنها!


فى كلمات مؤثرة لإحدى القنوات الفضائية التى يعف قلمى عن ذكر اسمها تحدث أب مكلوم عن ابنه المفقود الذى لا يعلم عنه شيئا منذ تم التحفظ عليه من قبل رجال الأمن - حسب قوله - أثناء فض اعتصام مجموعة من شباب جماعة الإخوان فى «مسجد الفتح».. لوعة الأب على ابنه وخوفه عليه أمر طبيعى ومشروع، ولكن غير المشروع من وجهة نظر الكثيرين أن يكون هذا الأب هو الدكتور «سعد عمارة» أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وكيل لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى السابق والذى راح فى عهده وعهد مجلسه وجماعته وعشيرته العديد من شباب مصر ممن فقدوا أو لقوا مصرعهم ووضعت جثامينهم الطاهرة فى ثلاجات مشرحة زينهم دون إبلاغ ذويهم، ومن هؤلاء ولتنشيط ذاكرة سعد عمارة الملتاع على ابنه «صهيب» الذى نرجو من الله أن يفك أسره، الشاب محمد الجندى، الذى لم تعرفأسرته مكانه سوى وهو ملقى على سرير فى أحد المستشفيات مصابا فى جميع أجزاء جسده من جراء حفلات التعذيب التى تعرض لها هو وغيره من شباب مصر.
 
نسى أيضا سعد عمارة مشهد والدة محمد الجندى وهى تبكى بجانبه وتدعو له بالشفاء دون أن يشعر بها لدخوله فى حالة غيبوبة حتى لقى وجه ربه، بعدها خرجت والدة الشهيد محمد الجندى وهى تطلب من رب العالمين بأن يرى قادة جماعتك ورئيسك المعزول فى أولادهم ما حدث لابنها، ويبدو والله أعلم يا دكتور سعد أن الله قد استجاب لها فتعرض قادة جماعتك وعشيرتك لبعض وليس كل ما تعرض له شباب مصر من فقد وقتل وإرهاب وتعذيب.
 
وعلى الرغم من أن الموت علينا حق إلا أن ما تعرض له شباب مصر وكذلك شباب جماعة الإخوان من فقد أحد منهم أو قتل بعضهم لا يرضينى ولا يرضى أى مصرى، لأنه لا يوجد بيننا من يسعد لموت أو إصابة أو مرض أحد.
 
ولكن للأسف يا دكتور سعد أن ما تعرض له شباب مصرجميعا بمن فيهم شباب جماعتكم، أنتم و«ليس أحدا غيركم» المسئولون عنه بخطابكم التحريضى والإقصائى نتيجة للسياسة التى اتبعتموها فى حكم مصر والتى فى النهاية انقلبت عليكم كما ينقلب السحر على الساحر.
سعد عمارة عندما تحدث عن فقد ابنه فى القناة العميلة التى تفتح استوديوهاتها واتصالاتها لكل ما هو ضد ثورة 30 يونيو، تخلى عن صفته الحزبية والسياسية وقال إنه يتحدث كأب وذكرنا بأن ما يحدث لابنه ليس له أدنى علاقة بالإنسانية «التى هو عنها بعيد» بعد أن سمح مع جماعته بإرهاب وتعذيب شباب مصر، ولهذا أسأله: أين كانت الإنسانية عندما قتل زهرة شباب مصر وهم يتناولون طعام الإفطار فى رمضان قبل الماضى؟
 
وأين كانت الإنسانية عندما قتل المتعاونون مع جماعتك 26 جنديا منذ أيام بعد أن تم طرحهم أرضا وربطت أيديهم من خلف وأطلق عليهم الرصاص بدم بارد ولم تخرج أنت أو جماعتك بتصريح يدين مثل هذا الفعل الإجرامى الذى لا يقره أى دين أو منطق أو حتى إنسانية كما تقول؟
وأين كانت الإنسانية وأتباعك يعتدون على ضباط وجنود قسم كرداسة ويسحلونهم وهم عرايا، ثم يقومون بذبح بعضهم بعد أن لفظوا أنفاسهم الأخيرة، وللتذكرة أيضا رفض بعض أتباعك الإرهابيين طلب أحد جنود القسم بشرب الماء قبل أن يقتله، ونفس الأمر حدث مع نائب مأمور مركز شرطة مطاى الذى تم التمثيل بجثته بعد أن قتله أبناء جماعتك!
 
وأين كانت الإنسانية والشهامة وشباب مكتب الإرهاب «الإرشاد» وهم يصفعون فتاة على وجهها، وأين كانت أيضا هذه الإنسانية عندما تم إلقاء الشباب من فوق أسطح العمارات فى الإسكندرية، وأين كنت وقيادات جماعتك تعذب المتظاهرين داخل وخارج قصر «الاتحادية» بعضهم لقى وجه ربه، ورئيسك المعزول يقيم ولائم الطعام للأهل والعشيرة، وبالطبع كله على حساب صاحب المحل «الشعب المصرى»؟!
 
وأخيرا أين كانت هذه الإنسانية وقيادات جماعتك «التى تعد واحدا منهم» تسببت عن عمد وقصد وإصرار وترصد فى قتل جنود مصر يوميا سواء كانوا من الجيش أو الشرطة لتعانى «مصر» وأسرهم من فقدان أعز ما يملكون؟!
 
الإنسانية التى تحدثت عنها فى القناة العميلة وتطالبنا بوضعها فى الحسبان والأخذ بها أنتم وليس أحدا غيركم أول من تناساها وأغلق عليها بالضبة والمفتاح حتى تتاح لكم الفرصة لتنفيذ أحلامكم، وللحقيقة يجب أن أقول أطماعكم لأنها الكلمة الدقيقة والصحيحة لما كنتم تنتوونه لمصر حتى تنفردوا بشعبها وليتسنى لكم فيما بعد تقسيمها ومنح أجزاء منها لمن تشاءون!
 
دكتور سعد عمارة.. أرجو بل أتمنى أن تفهم ما سطرته فى السطور السابقة جيدا، فأنا ومعى جميع المصريين لم ولن نشمت أبدا فيما وصل إليه أمر ابنك، لذلك أطلب من العزيز القدير أن يعيده إليك سالما، مثله فى ذلك مثل جميع شباب مصر حتى يعودوا سالمين إلى أحضان أسرهم، كما أدعو بالرحمة لكل شهداء مصر دون تفرقة، فجميعهم مصريون، وما قلته وذكرته فى هذه السطور قد ينفع لنستفيد منه فى وقت لاحق، لأن شباب مصر هم من سيبنونها، ورحم الله محمد الجندى ومينا دانيال وجيكا والحسينى أبوضيف وعمار وأسماء وغيرهم كثر من شباب هذا الوطن العظيم.