الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الثـلاثـة يحـرقـونهــا

الثـلاثـة يحـرقـونهــا





 
 
 
 
قبل أن تقرأ تفاصيل أى مبادرة، انظر أولا من أطلقها، وعندها ستعرف
 ودون جهد الهدف منها، ولمصلحة من، وما الغرض من ورائها؟
 
 
 
 
 
مبادرة الثلاثى المستشار طارق البشرى ود.محمد سليم العوا ود.محمد عمارة ومن والاهم وتبعهم، هدفها إنقاذ الإخوان على حساب الوطن، ودون أن نتطرق لبنودها وهى كلها سيئة ومرفوضة، يجب أن نعود إلى تاريخ وأفعال الثلاثة، وعندها سندرك أنها محرقة جديدة للبلد.
الأول: المستشار البشرى هو الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن، وهو المسئول الأول عن محاولة إجهاض ثورة يناير العظيمة، والتى تم إنقاذها بفضل  الشباب الذين قاموا بموجة ثورية جديدة فى 30 يونيو، البشرى هو صاحب الإعلان الدستورى عقب ثورة يناير، والذى استعان فيه بلجنة ضمت المحامى الإخوانى صبحى صالح الذى لم يعرف له أى إسهامات دستورية ولا قانونية ولا اجتهادات فكرية، فكان من الطبيعى أن يأتى الإعلان مفصلا على مقاس الإخوان ولصالحهم، والأخطر أنه الإعلان الذى بدأ تقسيم البلد إلى مؤمنين وكفار، حتى إن الإسلاميين أطلقوا على الاستفتاء عليه غزوة الصناديق، وكان طبيعيا فى ظل هذا الإعلان  المعيب أن تفوز الجماعة بأغلبية البرلمان وبكرسى رئاسة الجمهورية، ويتحكم أعضاؤها فى لجنة إعداد الدستور والتى أنتجت دستورا فاسدا، وتتابعت الأحداث حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
الثانى: د.العوا والذى فشل  بجدارة فى الانتخابات الرئاسية، وهو المدافع الأول من خلال مكتبه للمحاماة عن الفاسدين من رجال أعمال مبارك، وقد تولى قضايا العديد منهم مثل رءوف غبور المتهم بالاستيلاء على أراضى الدولة، ولكن العوا يرى أن غبور مجرد مستفيد من قوانين الدولة وليس مستوليا على أراضيها، كما أنه قاد عمليات المصالحة مع عدد من رموز مبارك، الأهم أن وفد حقوق الإنسان الذى حاول لقاء الرئيس المعزول، قالوا إن د.مرسى رفض لقاءهم إلا فى حضور د.العوا، وهو ما يعنى أنه يدافع عن مصالح المعزول أولا، وقبل أى شىء آخر.
الثالث: د.محمد عمارة والذى شكا الأقباط أكثر من مرة بأنه يهين عقيدتهم، بل إن هناك بلاغا قبل الثورة ضده من محامين مسيحيين يتهمونه بازدراء المسيحية، هؤلاء هم الثلاثة أصحاب المبادرة، كل واحد منهم له تاريخ أسود فى حق البلد فكيف نطمئن لنواياهم ومبادرتهم.
 أما إذا نظرنا لبنودها فيكفى أنها تريد إعادة مرسى إلى موقعه بطريق غير مباشر، حيث تطرح أن يقوم بتفويض رئيس وزراء فى صلاحياته، وإجراء انتخابات برلمانية خلال 60 يوما، وبهذا يكون مرسى هو صاحب التفويض باعتباره مازال رئيسا وليس معزولا، بل ويمكنه اختيار رئيس وزراء حسب مزاجه، لقد استهان الثلاثة بالملايين التى خرجت إلى الشوارع وخلعت مرسى، ونسوا أن هذه الملايين ستعود إلى الشارع أكثر وأقوى مما كانت، لو تمت الاستجابة من أى جهة لهذه المبادرة، وبالتالى فإنها مبادرة لإنقاذ الجماعة ومحاولة لنجاة الإخوان من مأزقهم مهما كان الثمن، هؤلاء الثلاثة لا يقدمون حلا، وإنما يعودون مرة أخرى لممارسة هوايتهم القديمة فى حرق البلد.