الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فعلاً.. لم يخطئ السيسي

فعلاً.. لم يخطئ السيسي





لم يخطئ الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، عندما طلب من جماهير الشعب المصري النزول إلي ميادين مصر لتفويض القوات المسلحة والشرطة لمواجهة أي إرهاب أو عنف محتمل وقوعه من قبل بعض التيارات التي تحاول جاهدة تعريض أمن مصر وشعبها للخطر.
ما طلبه السيسي ليس غريبا علي المؤسسة العسكرية التي دائما ما تضع نصب أعينها مصلحة البلاد.. فكل التصريحات والتسريبات وكذلك الأفعال التي صدرت مؤخرا من قبل قادة الجماعة المحظورة تنذر بالخطر، لذلك كان لابد من مواجهة هذا العنف والإرهاب، الذي سيدخل البلاد في مرحلة الخطر واللاعودة.
 
 
لهذا جاءت دعوة السيسي الأخيرة لشعب مصر، لأنه لم يكن من اللائق أن يترك الجيش وحيدا في مواجهة هذا الإرهاب والعنف الذي تنتهجه الجماعة المحظورة وأتباعها الذين هم علي أتم الاستعداد لاستمرار هذا العنف أو إيقافه بمجرد عودة الرئيس المعزول لسدة الحكم مرة أخري «حسبما قال أحد قادة المحظورة» الذي يجب أن يقدم للمحاكمة بسبب ما قاله لأنه يؤكد أن جماعته لها دخل فيما يحدث من أعمال عنف وإرهاب في سيناء وأغلب محافظات مصر.
لم يخطئ السيسي بعدما انتهجت هذه الجماعة الإرهابية أساليب جديدة في التصعيد لإدراكها أن جل ما قامت به من مظاهرات مصحوبة بأعمال عنف وإطلاق أعيرة نارية وخرطوش لم تؤت ثمارها، بعد أن فطن الشعب ورجال القوات المسلحة والشرطة أن هذه المظاهرات الهدف منها «جر» الجيش والشرطة للدخول في مواجهة معهم، ليبدو الأمر وكأن الجيش والشرطة يترصدون أصحاب هذه المليونيات ليتاجروا بها «الجماعة» في الإعلام الخارجي، وحتي يظهروا للعالم أنهم ضحايا.. لذلك كان أسلوبهم الجديد المتمثل في إلقاء القنابل شديدة الانفجار علي المنشآت الحيوية مثلما حدث في تفجير قنبلة أمام مديرية أمن الدقهلية التي أودت بحياة جندي في مقتبل العمر وأصابت ثمانية وعشرين آخرين، وبالطبع سيتبع ذلك استخدام السيارات المفخخة، هذا بخلاف استخدام طرق إجرامية أخري مثل حرق بعض المؤسسات والهيئات الدبلوماسية وغيرها من المنشآت الخدمية.
لم يخطئ السيسي عندما شاهد بنفسه رئيس مصر لا يلتزم بأي عهد أخذه علي نفسه أمام شعبه، ويكذب ليل نهار ويخالف ما اتفق عليه مع أركان حكمه لخدمة الوطن ومصلحته، ولم يفهم المعني الحقيقي لثلاثة تقارير استراتيجية تبين له تدهور الحال في البلاد، ويكابر ويعاند لمجرد أن مكتب إرشاده يقول له «لا».. في الوقت الذي يأمر فيه القوات المسلحة بإيقاف استكمال الحملة العسكرية «نسر» لتأمين بعض الخارجين علي القانون من الذين يتعاونون معه ومع جماعته ويري فيهم السند والعون، حتي لو كان هذا العون ضد مصلحة وطنه، وسيضيع بسببه العديد من شهداء مصر.. «وهذا تحديدا ما يحدث في سيناء الآن».
لم يخطئ السيسي وهو يري ثروات بلده تذهب للغير في الوقت الذي يعاني فيه شعبه من عدم استفادته من هذه الثروات، هذا جزء من كل مما كان يفعله الرئيس المعزول الذي استخدم نفس المنطق ليحرم مصر من خيرة أبنائها عندما دخل في صدام مع مؤسسة القضاء ليزج بمن يدينون له ولجماعته بالولاء والسمع والطاعة، ولكي يضمن أن تعمل هذه المؤسسة لصالحه ولصالح جماعته.
وبنفس الطريقة دخل في صدام مع الإعلاميين ليأتي بمن يدينون له ويسبحون بحمده وحمد جماعته التي أرادت السيطرة علي مفاصل الدولة، التي ستظل عصية عليهم وعلي أتباعهم من القتلة والإرهابيين من شاكلة المدعو «عاصم عبدالماجد» العقل المفكر والمنفذ لمذبحة مديرية أمن أسيوط صبيحة عيد الأضحي الذي راح بسببه 115 شخصا من جنود وضباط الشرطة عام .1981
لم يخطئ السيسي بعدما تبين له ولشعب مصر أن وطنه أصبح علي حافة الهاوية بفعل سياسة جماعة كاذبة ومدعية دعت أتباعها لحضور حفل احتفال مصر بنصر السادس من أكتوبر وتغافلت عن قصد عدم دعوة أصحاب النصر الحقيقيين، ولأنها جماعة كاذبة كما سبق أن قلت فإن الوطن لا يعني لها شيئا، لذلك لم يكن غريبا عليها وعلي قادتها أن يستقووا بالخارج.. في الوقت الذي يغتالون فيه كل يوم جنديا مصريا، كل ذنبه أنه يحمي بلده وحدوده من أي معتدٍ، ثم يشرع قادتهم من فوق منصة إشارة رابعة العدوية إلي تخوين المؤسسة العسكرية، التي لم يثبت عليها طوال تاريخها أنها خانت أو غدرت بأي مصري، ويشهد علي ذلك الرئيس المعزول ومن تم تكليفهم بإبلاغه رسائل الجيش المتوالية للنجاة بالبلاد من التدهور الحاد الذي تميز به حكمه.
وأخيرا لم يخطئ الفريق أول عبدالفتاح السيسي وهو يطالب شعب مصر الذي هو منه بتفويض قواته المسلحة ورجال الشرطة في التصدي للإرهاب والعنف الذي ارتكبته جماعة محظورة، فهددت وروعت به وطنها الأم، صاحب الفضل عليها وعلي كل مصري يقف علي أرضها الطيبة، التي لم تقبل أبدا أن يقف فوقها من يخون عهده بها لتحقيق أهداف ومصالح خاصة، علي حساب أبناء هذا الوطن.
من أجل كل هذا وغيره كثير ستكشفه الأيام حتما، كما كشفت من قبل خطايا هذه الجماعة منذ بداية تكوينها عام .1928 لم يخطئ الفريق السيسي عندما فضل مصلحة وطنه وشعبه علي مصلحة جماعة محظورة.