الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يا ولدى..هذا عمك جمال

يا ولدى..هذا عمك جمال


أعطت فنزويلا درسا قاسيا للإخوان المسلمين فى كيفية التعامل مع الزعماء.. فى الوقت الذى أقامت فيه الجماعة «مندبة» فى ذكرى نكسة ,67 حيث ألصق أعضاؤها كل نقيصة بالزعيم جمال عبدالناصر.. قامت السلطات الفنزويلية بوضع تمثال ناصر فى أحد ميادين العاصمة كاراكاس، وخصصت قاعة فى البرلمان لعرض فيلم بعنوان «ارفع رأسك يا أخى» تضمن مقتطفات من خطب الرئيس الراحل.

فنزويلا أقامت تمثال عبدالناصر حتى تعرف الأجيال الجديدة - هناك - إنجازاته الكبيرة.. فهو - حسب ما قاله المسئولون - زعيم وطنى حرر بلاده من الاستعمار، وكان له أثر كبير فى حركات التحرير فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، كما عمل على توحيد جهود دول العالم النامية من خلال تأسيس حركة عدم الانحياز.. هذا ما أرادت كاراكاس أن تعلمه لأطفالها.. وسيكبر الجيل الجديد هناك وهم يرون تمثالا لرجل أجنبى.. وعندما يسألون عنه يعرفون تاريخه وأمجاده.. أما الإخوان ورغم أن عددا غير قليل منهم استفاد من القرارات والقوانين التى أصدرها، فإن همهم الأول مهاجمته وتشويه صورته وإلقاء الوحل على ثوبه الأبيض.
مثلا الرئيس محمد مرسى استفادت أسرته من قانون الإصلاح الزراعى وساهمت الخمسة فدادين التى تم منحها للأسرة بموجب هذا القانون فى تعليم أبنائها وحصول أحدهم على الدكتوراه.. ووصوله إلى منصب رئيس الجمهورية.
ولكن الدكتور مرسى عندما يذكر الزعيم ناصر يقول مهاجما ومتحفزا: وما أدراك ما الستينيات!
درس فنزويلا للإخوان عنوانه كيف يمكن أن تكون زعيما عالميا ورئيسا وطنيا تحرر بلدك من الاستعمار، وترفع شأنه عاليا حتى يتردد اسمها على كل لسان، لا أن تجعلها ولاية فى دولة الخلافة، وكيف تجعل شعبك يشعر بالعزة والكرامة، وأن تجعله يرفع رأسه، لا أن تحاول أن تطأه أقدام الأهل والعشيرة.
كيف يمكن أن يكون لك تأثير عالمى فتقدرك الدول وتحترمك لا أن تهينك وأن تذهب فى زيارات خارجية فيستقبلك فى المطار أكبر القيادات.. وتخرج الجماهير لتحييك فى الطرق وتهتف باسمك.. قارنوا بين استقبال عبدالناصر في روسيا وكيف اصطفت الجماهير لرؤيته، وبين المعاملة غير اللائقة برئيس مصر التى وجدها د. مرسى عندما زار موسكو، ارجعوا للوراء واقرأوا كيف كان رؤساء أفريقيا كلهم يتمنون لقاء الزعيم، وكيف أطلق الآلاف فى الدول المختلفة اسم جمال على أولادهم.
وتذكروا كيف أرسلت إثيوبيا وزيرة التعدين لاستقبال د. مرسى وكيف قطعوا عنه الميكروفون حتى لا يكمل كلامه خلال مؤتمر منظمة القمة الأفريقية.
هذه المنظمة التى ساهم عبدالناصر فى إنشائها من أجل مساعدة الدول الأفريقية فى التحرر من الاستعمار، وللمساهمة فى تنميتها بعد استقلالها، الآن تضع رئيس مصر فى الصف الخامس بين الرؤساء عند التقاط الصورة التذكارية للاجتماع، وهو ما يكشف عن مكانتها الحالية كانت الزعيمة لأن رئيسها زعيم وتدنت مرتبتها لأن رئيسها مكلف ليس من شعبه ولكن من مكتب إرشاد جماعته.
درس فنزويلا يقول: تعلموا كيفية الإخلاص للوطن والانتماء للشعب، والصدق مع المواطن.. والوفاء بالعهد.. وإنجاز الوعد، أما إذا ضحيت بكل هذا من أجل الأهل والعشيرة فقد حكمت على نفسك بعدم الشرعية.. فنزويلا أرادت أن تقول لأجيالها الجديدة من هو عبدالناصر.. ولكنها بعثت رسالة أسف إلى الإخوان وإلى المصريين عموما عنوانها «يا ولدى هذا عمك جمال».