الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
الصمت المريب

الصمت المريب


أعلنت وزارة الثقافة، ومعها كل الحق، رفضها التام لمشروع نقل مسرح البالون والسيرك القومى من موقعهما الحالى فى العجوزة إلى إمبابة، وردت نشوى الديب عضو مجلس النواب وصاحبة الاقتراح بنشر أوراق تفيد موافقة هيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان على المشروع، ولكن رغم الضجة المثارة خاصة بعد اعتراض عدد كبير من المثقفين والفنانين والأدباء والمعنيين بالأمر على نقل الكيانين الفنيين، لم نسمع صوتا لوزارة الإسكان أو هيئة المشروعات العمرانية التى استعانت بها الديب، ولم ترد على وزارة الثقافة، ولم تشرح للرأى العام ما علاقتها بالأمر، خاصة أن الأوراق التى نشرتها الديب تتضمن عبارات ملتبسة مثل «نقل السيرك والمسرح للاستفادة من موارد وممتلكات الدولة، و حيث إن قطع الأراضى بالعجوزة تتميز بأعلى سعر ويمكن استثمارها» وهى عبارات توحى بملكية الأرض لوزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية، فهل هى صاحبة الأرض المقام عليها السيرك والمسرح وتريد أن تستردها وتعطى بديلا لها؟، الواقع يقول إن الأرض ملك لوزارة الثقافة والدليل أن الوزارة ممثلة فى قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية أقامت على جزء من هذه الأرض قاعة صلاح جاهين عندما كان فاروق حسنى وزيرا للثقافة ولم تعترض أى جهة على إنشاء هذه المبانى، وبالتالى ليس هناك علاقة للهيئة بالأرض، وإن كانت تريد تخصيص أرض لإقامة سيرك ومسرح بأرض المطار بإمبابة كنوع من الترويج الاستثمارى لهذه المنطقة فليس من حقها الاستيلاء على أرض السيرك والمسرح فى العجوزة، ولا يمكن لها أن تستغلها أو تتصرف فيها، أما إذا افترضنا أن لديها أوراقا تثبت ملكيتها لها - وهذا غير صحيح - فلماذا لم تظهرها حفاظا على حقوقها؟، صمت هيئة المجتمعات مريب للغاية ومن الواضح من الأوراق التى نشرتها الديب أنها تطمع فى أرض السيرك ومسرح البالون بسبب موقعها المميز على النيل، حيث أسعار الأراضى المرتفعة، الصمت أيضا كان نفس موقف رئيس الوزراء الذى لم يعلق على قضية تشغل المثقفين والفنانين والرأى العام، وإذا كان هناك تنازع بين وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية ووزارة الثقافة، فإنه بحكم منصبه يجب أن يكون حكما بين الوزارات المختلفة، والأهم عليه أن يحدد موقفه من الثقافة والفنون، وهل يراها أقل أهمية من الاستثمار فى الأراضى؟ أم أنه يعرف أهميتها لمصر؟ نتحدث كثيرا عن قوة مصر الناعمة، فهل يوافق على هدم مسرح وسيرك ونقلهما مقابل بيع أرضهما؟ وإذا كانت الحجة أنه سيتم بناؤهما فى المكان الجديد على أحدث طراز، فإن الرد على ذلك أننا نحتاج مسرحا فى كل حى وفى كل مدينة، ونريد سيركا فى كل محافظة، ودور سينما فى كل مركز، وأوبرا فى أماكن متعددة فى الصعيد والدلتا ومدن القناة وسيناء، وإذا كان  أهالى إمبابة من حقهم أن يكون بالقرب منهم مسرح وسيرك كما وعدتهم نائبة الدائرة، فإنه من حق أهالى العجوزة الاحتفاظ بالمسرح والسيرك اللذين تم إنشاؤهما فى منطقتهم منذ سنوات طويلة ولا يجب حرمانهم منهما لصالح أهالى منطقة أخرى، ولا أدرى ما هو موقف نواب دائرة العجوزة والدقى، التى يمثلها الآن نائب وحيد هو الزميل الصحفى والكاتب عبد الرحيم على، بعد أن تعنت مجلس النواب فى تنفيذ الحكم القضائى الصادر للزميل الصحفى والكاتب عمرو الشوبكى بأحقيته فى المقعد الثانى بالدائرة، معالى رئيس الوزراء اخرج إلى الناس وتكلم عن هذه القضية، طمئن المثقفين وهم الظهير الشعبى للنظام أن الدولة مع الإبداع، وأنها لن تبيع الفن والثقافة بحفنة جنيهات مهما كثرت، تكلم يا رئيس الوزراء فالصمت هنا ليس من ذهب، وإنما يفتح الطريق أمام الاحتمالات وهو أحد أبواب الشيطان.