الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رسائل مباراة السوبر الأوروبى

رسائل مباراة السوبر الأوروبى


لا أدرى هل شاهد أعضاء اتحاد كرة القدم المصرى والقائمون على اللعبة مباراة كأس السوبر الأوروبى أم لا؟ وإن شاهدوها هل قرأوا رسائلها أم اكتفوا بمتعة المشاهدة دون أن  يتعلموا منها؟  المباراة التى جمعت بين فريقى ليفربول وتشيلسى الإنجليزيين يوم الأربعاء الماضى قدمت للاتحاد المصرى نموذجًا لكيفية الإدارة، ورسائلها كانت واضحة لمن يريد إصلاح مسار الكرة المصرية.
أولاً: كانت المباراة التى يشرف عليها الاتحاد الأوروبى بين فريقين من دولة واحدة، والاثنان لعبا قبلها فى الدورى الإنجليزى المحلى، ليفربول لعب يوم الجمعة الماضى وتشيلسى لعب يوم الأحد بفارق يومين، ثم التقى الفريقان فى السوبر الأوروبى يوم الأربعاء، لم يحتج فريق تشيلسى على الاتحاد الإنجليزى ولم يملأ الدنيا صراخًا حول تكافؤ الفرص، وأنه مظلوم لأن منافسه حصل على فترة راحة أكبر وأن لاعبيه سيكونون أكثر إجهادًا من لاعبى ليفربول، ورغم أن مدرب تشيلسى أبدى هذه الملاحظة عقب خسارة فريقه فى المباراة بركلات الترجيح، ولكنه لم يحتج ولم تطلب إدارة النادى من الاتحاد الإنجليزى تعديل موعد مباراته بدعوى أنه يمثل إنجلترا فى مسابقة أوروبية، أو أن الاتحاد ينحاز إلى ليفربول على حسابه، ولم يهدد بعدم لعب المباريات لأنه يدرك أن هناك اتحادًا قويًا وعقوباته صارمة، وأن جدول مباريات الدورى ما دام تم وضعه وتحديد المباريات لكل فريق قبل بداية المنافسة لا يمكن تعديله أو تأجيل مباريات إلا للضرورة القصوى مثل المناخ المستحيل اللعب فيه أو لعمل إرهابى، وهم يدركون أن نجاح المنظومة تبدأ باتحاد قوى وجدول للمسابقات محدد مسبقًا ومنتظم تمامًا دون تدخلات تشوهه.
ثانيًا : أدارت المباراة سيدة لأول مرة فى تاريخ اللعبة ولم يحتج أحد ولم يقلل من كفاءتها أو يشكك فى قدراتها، بل عاونها الجميع والتزم اللاعبون بقراراتها دون احتجاج، بل ساعدوا التجربة والتى يبدو أنها ستتكرر كثيرًا، ولم يطالب أحد باستبعاد الحكم بدعوى الانتماء أو تشجيع فريق آخر، الجميع انصاع لقرار الاتحاد الأوروبى، وهذا معناه أن الاتحاد لا ينجح إلا إذا أملى إرادته على الجميع، ولكن هذا يتطلب اختيار حكام يمتازون بالكفاءة والشجاعة والعدالة والبعد عن الشبهات مثل أن يكون عاملا أو محللا فى قناة تليفزيونية تنتمى لنادٍ معين.
ثالثًا: كان جمهور الفريقين يملأون المدرجات دون فاصل بينهم، ولم تحدث أى مشاحنات داخل الاستاد، بل شجع كل متفرج فريقه بحماس دون أن يتعرض للآخر، وهو ما يعنى أن النظام وتطبيق القانون الصارم وإشاعة الروح الرياضية أمر مهم قبل عودة الجماهير إلى الملاعب، وهى ليست مسئولية أجهزة الأمن وحدها، والعبء الأكبر يقع على عاتق اتحاد الكرة ورؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية والقائمين على البرامج الرياضية فى الفضائيات والذين يبحث بعضهم عن الإثارة وزيادة نسب المشاهدة ولو على حساب اللعبة والمجتمع، ولهذا يجب أن تكون هناك عقوبات صارمة على من يخرج عن الروح الرياضية أو يتجاوز فى حق الآخرين أو يشيع الفتنة بين الأندية، وعلى جميع أجهزة الدولة أن تقوم بدورها فى هذا الشأن لو كانت هناك إرادة حقيقية لإصلاح أحوال الكرة المصرية.
رابعًا: استضافة أحد الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة لتقديم الكأس للفريق الفائز لفتة إنسانية رائعة، ويمكن تطبيقها فى مصر مع فئات مختلفة، وهى رسالة قوية بعدم التفرقة فى المجتمع والانحياز إلى الفئات الأكثر ضعفا أو تعانى من عدم الحصول على بعض حقوقها.
هذه رسائل مباراة السوبر الأوروبى فهل قرأها أعضاء اتحاد الكرة المصرى أم أنهم لا يجيدون القراءة؟!