الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
ادعموا هؤلاء الشباب

ادعموا هؤلاء الشباب


كان المشهد  مبهجا ورائعا، شباب ينظفون المدرجات عقب مباراة منتخبنا مع زيمبابوى الأسبوع الماضى، رئاسة الجمهورية وجهت لهم  الشكر على صفحتها الرسمية، ولكن الوزارات المصرية بكل تخصصاتها لم تلتفت إلى الحدث وأهميته، وأصيبت جميعا بالخرس، ولكن ما الذى دفع هؤلاء الشباب إلى القيام بهذه المبادرة؟ حسب تقرير نشر فى موقع ياللاكورة، «جاءت الفكرة، حينما كتب محمد العيوطى - أحد المشاركين - عما يفعله شعب اليابان بعد انتهاء المباريات  وقال: «بيلموا بنفسهم  القمامة  وينضفوا»، وقتها فكر هو وثلاثة زملاء له لماذا  لا يتم تطبيق المبادرة فى مصر «خاصة إننا كدة كدة رايحين نتفرج ونشجع؟».
أدوات بسيطة  استخدمها  الشباب «جبنا 15 كيس قمامة كبير وجوانتيات»، حين وصلوا الاستاد فى الدرجة  الثالثة  يمين ورأى أحمد نجاح - أحد المشاركين فى المبادرة - حالة الحماس لدى الجماهير واهتمام المنظمين بالنظافة «قلت مش هنلاقى زبالة خالص والناس مش هترمى أصلا»، حتى إنه قال لمن معه «إحنا جبنا الحاجة على الفاضى»، لكن بعد انتهاء المباراة تبدل شعور الطالب فى جامعة الأزهر «لمينا كتير جدا لدرجة إن الأكياس مكفتش وخدنا أكياس كبيرة كانت واقعة فى الأرض لمينا فيها».
قبل العمل على جمع القمامة، اعتقد الشباب أنهم سيغطون الاستاد بأكمله «للأسف متحركناش أكتر من عشرين متر فى محيط منطقتنا»، لم يستطيعوا توفير المزيد من الأكياس، حاولوا الحصول عليها من القائمين على الاستاد  لكن  قوبل  طلبهم بالرفض «كانوا فاكرين إننا من فريق التنظيم بس لما عرفوا إننا مشجعين خرجونا عشان مينفعش نفضل كل ده»، ظل الشباب يعملون حتى أطفئت الأنوار «ساعتها خدنا الأكياس ووديناها للمنظمين بره عشان يتعاملوا معاها».
رغم أن ما بدأه الأصدقاء الأربعة  لم يكتمل، لكن ردود الفعل التى جاءت بعد نشر الصور كانت ضخمة « تلقى أحمد  وزملاؤه  الكثير من رسائل الشكر والتشجيع، فيما تمنّى لو استطاع حضور أى مباراة قادمة «حتى لو مش للمنتخب» كى يقوم الأصحاب بنفس الأمر «حاولنا نجيب تذاكر للماتشات الجاية بس لقيناها غالية جدا علينا»، انتهى التقرير ولكنه طرح كثيرا  من علامات الاستفهام، لماذا لم يستوعب المسئولون الفكرة ، وبدلا من تشجيع مثل هذه المبادرات تجاهلوها، وأخشى أن يكونوا رفضوها تحت دواع  مختلفة، لم أجد تعليقا من وزير الشباب والرياضة وكنت أتصور أنه سيلتقى بهؤلاء الشباب ويشجعهم على الاستمرار فى مهمتهم، كنت  أعتقد أن اللجنة المنظمة للبطولة ستساعدهم وتمنحهم تذاكر مجانية  وتمدهم بالأدوات اللازمة وأكياس الزبالة وتنشر  صورهم على موقعها وتتصل ببرامج الرياضة فى القنوات المختلفة وتدعو الشباب  للاقتداء بهم والاشتراك فى هذه المبادرة، كنت أتخيل أن هؤلاء الشباب سيكونون محل تقدير من وزارات وهيئات عديدة، مثل وزارة التعليم التى  يمكنها أن تتخذ منهم مثلا لتعليم التلاميذ كيف ينظفون مدارسهم ويحافظون عليها، وأيضا وزارة الصحة التى تستطيع  أن تدعو من خلالهم إلى تنظيف المستشفيات بل الشوارع والأماكن العامة والخاصة باعتبار أن النظافة هى أولى خطوات الحفاظ على الصحة، المحليات المعنية بنظافة الشوارع هى الأخرى وضعت أذنًا من طين وأخرى من عجين ولم تبد أى اهتمام  وكان يمكنها استغلال هذه المبادرة  فى تنظيف الشوارع من القمامة المتراكمة فى كل مكان، وزارتا السياحة والآثار واللتان لا تخجلان من القمامة التى تحيط بالأماكن السياحية والأثرية سكتتا أيضا، كان يمكن لكثير من الهيئات الاستفادة مما فعله هؤلاء الشباب ولكن للأسف الجميع اكتفى بالمشاهدة  والصمت.