الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
ارحموا محمد صلاح!

ارحموا محمد صلاح!


إن صحت التقارير التى نشرتها وسائل الإعلام حول نية نادى ليفربول التعاقد مع لاعب إسرائيلى فى الانتقالات الشتوية، فإن لاعبنا محمد صلاح سيكون فى مأزق، ماذا يفعل؟ وكيف يتصرف؟ وما هو المطلوب منه؟ أسئلة نحن الذين وضعناها فى مصر والعالم العربى، ونطالب اللاعب بالإجابة عليها، وهى أسئلة إجبارية وليست اختيارية!
والمشكلة أن كل واحد منَّا يريد الإجابة التى تعجبه وترضيه، ولهذا لن يتفق عليه أحد، منا من سيطالبه بالضغط على إدارة ليفربول لعدم إتمام الصفقة والتهديد بالبحث عن فريق آخر وترك ناديه الحالى الذى تعشقه جماهيره ويتغنون باسمه فى المدرجات، وآخرون سيقولون له استمر وأكمل مشوارك، وإذا جاءتك فرصة الانتقال لنادٍ آخر ارحل ولا تتمسك بالاستمرار، وفريق ثالث سيهونون من الأمر ويقولون إنه أمر عادى ولا توجد مشكلة.
وإذا انضم اللاعب الإسرائيلى إلى صفوف ليفربول فعلا، فستكون كل مباراة لدى قطاع منا سياسية وليست رياضية، إذا مرر صلاح له الكرة وصنع له فرصة سيقولون لماذا أتاح له فرصة التسجيل والنجومية، وإذا أعطى الكرة للاعب آخر فسيفسرونها دينيًا خاصة لو أعطاها للاعب مسلم مثل مانى، وإذا لم يمرر له اللاعب الإسرائيلى فهذه مؤامرة إسرائيلية ضد اللاعب المصرى، وإذا منحه فرصة للتسجيل فهى محاولة لتجميل وجه إسرائيل.
وقد يشطح الخيال ببعضنا إلى درجة وصف ما يحدث بأنه محاولة لتجنيد لاعبنا وحثه على التطبيع مع الإسرائيليين!
لا أبالغ فيما أقول.. فقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بمناقشات حادة حول هذا الموضوع، ولم تهدأ حتى بعد أن كتب محمد فايز مترجم هكتور كوبر المدير الفنى السابق للمنتحب أن اللاعب من أصول عربية ومسلم واسمه مؤنس دبور، ورد البعض بأنه يلعب للمنتخب الإسرائيلى وليس الفلسطينى، وأظن أن حدة المناقشات ستزداد إذا تمت الصفقة بالفعل، وهى أمر يحدث عند كل مواجهة رياضية بين الفرق المصرية والإسرائيلية.
 ومنذ سنوات ليست بعيدة كان الرياضى المصرى يفضل الانسحاب عن اللعب خاصة فى الألعاب الفردية، وأحيانًا وخوفًا من توقيع العقوبات من قبل الاتحادات الرياضية العالمية كان يضطر رياضيونا إلى المواجهة التى تتحول إلى ساحة حرب فى وسائل الإعلام، وكأن الهزيمة فى مباراة رياضية من إسرائيلى تختلف عن الهزيمة أمام أى جنسية أخرى، والتى نعتبرها عارا لا يمحى.
الأمر مع محمد صلاح مختلف فلن تكون مباراة عابرة ولكنه سيزامل اللاعب الإسرائيلى وسيتدربان معًا وسيلعبان سويًا ويحضران المعسكرات ويتناولان الطعام فى مكان واحد.
صلاح قد يتهم بمعاداة السامية إذا صدرت منه كلمات يفهم منها رفضه لليهود، وقد تتأثر صورته أمام الأندية الغربية وجماهيرها إذا خلط الرياضة بالسياسة.
لذا أرجو أن نحنو على صلاح وأن نتركه يقدر المسألة بنفسه ويتخذ قراره بهدوء، ولابد أن نثق فى وطنيته.
كما أرجو ألا يتهمنى أحد بالدعوة للتطبيع فأنا أبعد ما يكون عن ذلك وأرفضه تمامًا، ولكنى لا أفضل الانسحاب من أماكننا فى المحافل والمؤسسات الدولية بسبب وجود إسرائيليين فيها.
ومن المفترض أن نستغل هذه الفرص لعرض قضايانا العادلة ولا نترك الساحة ونعطى لأعدائنا الفرصة للانفراد بالعالم.
محمد صلاح يعانى بسببنا.. وحتى إذا لم يتعاقد ليفربول مع اللاعب الإسرائيلى فسيظل فى مرمى نيراننا، نضغط عليه إذا أحرز أهدافًا، أو إذا توقفت ماكينة التسجيل لعدة مباريات، نعلق سلبيًا أو إيجابيًا إذا ظهرت زوجته أو اختفت عن وسائل الإعلام ، ننتقد أو نمدح أى تصرف له!
كل هذا يسبب له ضغوطًا كبيرة وتصيبه بالتوتر، مما يجعله مشتتًا وغير متفرغ للعب والإجادة.
أعرف أنها ضريبة النجومية.. ولكن أرجوكم ارحموا محمد صلاح، وحافظوا عليه إن كنتم تحبونه.