
أسامة سلامة
إهدار مال عام
عندما أمر بشارعى الشيخ ريحان ومنصور أنظر بدهشة لتلك المبانى التى تشغل مساحة كبيرة وهى خالية وغير مستغلة، كانت حتى وقت غير بعيد تشغلها وزارة الداخلية وعدد من إداراتها، ولكن منذ تركتها الوزارة والتى ذهبت إلى مقرها الجديد فى التجمع الخامس، وهذه المبانى تكاد تكون مهجورة، ربما يشغل بعض حجراتها إدارات قليلة تتبع الوزارة، ولكن معظم المبانى المتعددة شاغرة، الأرض تتبع محافظة القاهرة ومن المفترض أن تعود إليها، وبقاء هذه المبانى والأرض دون استغلال هو إهدار للمال العام، ولكن كيف تستغلها المحافظة ويستفيد منها المواطنون ؟ ، عدد غير قليل من أهالى المنطقة يتمنون هدم المبانى وإنشاء حديقة كبيرة على أرضها، لتكون متنفسا لهم، ولتقليل الازدحام فى المنطقة وتخفيض حدة التلوث بها، وهو اقتراح يبدو وجيها وحضاريا، ولكننى أقترح أن تتم الاستفادة من المبانى الموجودة بوضعها الحالى وعدم هدمها، على أن يتم تعديلها وتحويلها إلى مدارس أو مستشفى كبير يخدم المواطنين، قد يقول البعض إن المنطقة مزدحمة، ووجود مدارس جديدة أو مستشفى كبير بها يزيد من مشكلة الزحام ويعقدها، ولكننى فى الحقيقة أفكر فى أبنائنا الطلاب الذين يتكدسون فى الفصول وبعضها يضم 80 تلميذا، وهؤلاء يجب أن نرحمهم فى طفولتهم ونمنحهم فرصة للتعليم والتربية الحقيقية والتى تعيقها وتعرقلها علب السردين التى نطلق عليها مجازا اسم الفصول المدرسية، لقد قال وزير التعليم إن مشكلة التكدس فى الفصول لن تحل قبل عشرة أعوام وهو ما يجعلنا نفكر فى حلول مؤقتة تقلل من حدة الأزمة حتى تمر هذه السنوات العشر العجاف، وقد يقول البعض وهل تحل هذه المبانى مشكلة التكدس فى الفصول ؟ والإجابة لا، ولكن أن نبدأ بحل جزء صغير للغاية منها أفضل من البقاء والانتظار، كما أن إنقاذ عدد ولو قليل من أطفالنا أحسن من تركهم جميعا لمصيرهم المؤلم، وإذا كان من الصعب فنيا تحويل هذه المبانى إلى عدة مدارس فيمكن تحويلها إلى مستشفى عام، تخدم المرضى الغلابة وتحد من مشكلة قوائم الانتظار، وعلى سبيل المثال أمامنا عدة سنوات لكى يتم الانتهاء من بناء مستشفى الأورام الجديد فى مدينة 6 أكتوبر، وحتى يتم افتتاحه فإن أعداد المرضى الذين يحتاجون للعلاج ولا يجدون أسرة فى ازدياد، ولو تم تجهيز هذه المبانى الشاغرة وأمكن استغلالها لأنقذنا حياة عدد غير قليل من المرضى، كما يمكن تحويل جزء من هذه المبانى إلى مستشفى متخصص فى جراحات القلب، وفى كل الأحوال إذا كان من الممكن فنيا تحويل هذه المبانى إلى مستشفى فإننا نكون قد أنقذنا آلاف الأرواح والتى ستعالج فى الغرف التى تحتلها الأشباح حاليا، هذه مجرد اقتراحات، ومن المؤكد أنها تحتاج إلى دراسات من شركات متخصصة لكى نعرف كيف يمكن الاستفادة منها وفى أى المجالات ؟، ولكن ترك المبانى على وضعها الحالى إهدار للمال العام وهو أمر لا يرضى وزارة الداخلية ولا محافظة القاهرة ولا أى جهة من جهات الدولة .