
طارق مرسي
«أربعين» القاهرة السينمائى فى رقبة «حفظى»
أطلقت وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم أول «ضربة» سينمائية وهى كما وصفها السينمائيون أنفسهم من النوع الثقيل.. ضربة أصابت الهدف المنشود، وأنهت الجدل حول إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى التوقيت المثالى بإسناد المهمة الصعبة إلى السينمائى الواعد «محمد حفظى»، وهو من الأسماء التى فرضت نفسها على الساحة السينمائية بإبداعاته مؤلفًا ومنتجًا.
«حفظى» الرئيس الجديد ورقم 8 فى قائمة رؤساء المهرجان الدولى العريق، الذى أطلقه الناقد كمال الملاخ منذ 43، وهو نفس عمر رئيسه الجديد وهذا ما يعكس وعى المنظومة الثقافية بأهمية إسناد المهمة لجيل من الشباب يتحقق فيه المواصفات الكفيلة بإدارة مهرجان دولى كبير بكفاءة، رغم أن كل التكهنات كانت تسير فى اتجاه أسماء أخرى لكن «د. إيناس» قضت على الفتنة وحققت الهدف لتؤكد أن أزمات السينمائيين فى أيد أمينة بعد سنوات من التخبط والعشوائية والفوضى، رغم الجهود التى بذلها الرؤساء السابقون بعد رحيل سعد الدين وهبة، وهم النجم حسين فهمى والإعلامى شريف الشوباشى وعزت أبوعوف والناقد الراحل سمير فريد ود. ماجدة واصف وهؤلاء طاردهم شبح «ضربات» سعد وهبة التى أسهمت فى الشهرة العريضة للمهرجان، وجميعهم تأثر أداؤهم بالميزانية المحددة فى سوق سينمائية متوحشة، وطلبوا الرحيل فى هدوء.. لكن هذه المرة ويبدو فى فلسفة القرار الوزارى أن يكون الاختيار دقيقًا وواعيًا يعكس سعى وزارة الثقافة لتقديم مهرجان عملاق يليق باسم مصر ومبدعيها من خلال رئيس جديد صاحب خبرات سينمائية واتصالات موسعة بالمهرجانات العالمية.. وبالتالى لن تبخل الوزارة فى تقديم الدعم له وفى ظل وجود رعاة يدركون قيمة وأهمية المهرجان، وقدموا وثائق الجدية والاحترام فى الدورة الماضية وهى قناة DMC التى يبخل مسئولوها عن المهرجان بالجهد والمال ومن المتوقع فى حال استمرار الرعاية أن يكون الدعم أكبر وأفضل فى ظل وجود إدارة جديدة.
«حفظى» كما تقول صحيفة حالته السينمائية.. قدم للأرشيف السينمائى كمؤلف أفلاما مهمة مثل «تيتو» و«السلم والثعبان» و«ملاكى إسكندرية»، كما أطلق بصفته منتج أفلام «ورقة شفرة» و«زى النهاردة»، و«لامؤاخذة» وأخيرا «شيخ جاكسون» و«اشتباك» وهى أفلام أثارت جدلا واسعا من خلال الشركة التى يملكها «فيلم كلينك»، والتى كانت طرفا مدعما فى المهرجان فى دوراته الماضية.. والمتابع لأفلامه - منتجا ومؤلفا - يلمس أنه صاحب رؤية سينمائية شابة هدفها تقديم أفكار جديدة ووجوه واعدة للشاشة.
وإن نجاحاته السينمائية دفعته للمشاركة فى أكثر من مهرجان عالمى مهم، وحصل على جوائز عالمية بجانب مشاركته فى بعضها كعضو لجنة تحكيم.. وعضو فى اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الماضية، كما وضعته إحدى المجلات العالمية ضمن قادة المستقبل فى السينما الجديدة والمستقلة التى كان هو رائدها الأول فى مصر.
المفارقة أن جرأة «حفظى» تجاوزت حدود أفلامه إلى مهرجان القاهرة الدولى الذى يرأسه الآن عندما انتقد إدارته بسبب فيلم المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد فى افتتاح الدورة الماضية واكتشاف المخرج انصراف الحضور للتصوير وقت عرض الفيلم واختراق عمال الديكور قاعة العرض بصورة سيئة، مما دفع المخرج إلى المطالبة بوقف عرضه واعتبر «حفظى» ما حدث سوء إدارة.. والأسئلة المطروحة هى هل يتمكن الرئيس الشاب من القضاء على السلبيات التى عانى منها المهرجان مثل جداول الأفلام المتغيرة وغياب الجمهور والنجوم عن المهرجان وغيرها والتى أصابت دوراته الماضية وهل يتمكن بمساعدة المدير الفنى الناقد يوسف سيف رزق الله من غلق الثغرات وإعلان مولد مهرجان عملاق فى دورته الأربعين.
السينمائيون متفائلون والوزيرة الواعية تراهن به لتقديم مهرجان يليق باسم مصر.