الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رسائل المرأة المصرية

رسائل المرأة المصرية


 
الخميس الماضى كان يوم المرأة العالمى، والجمعة القادم يوم المرأة المصرية، يأتى الاحتفالان هذا العام وسط إنجازات كبيرة حققتها المصريات، بعضها حظى بتغطيات إعلامية وأخرى لم تحصل على حقها فى إلقاء الضوء عليها ،هناك فتيات وأمهات أصبحن قدوة بتصرفاتهن الرائعة وإقدامهن على أفعال سيكون لها انعكاسات إيجابية فى المستقبل، وهى بمثابة رسائل مهمة للمجتمع المصرى وللعالم أيضًا. 
 
 رانيا فهمى ابنة محافظة قنا أو أجدع صعيدية كما أطلقت عليها بعض وسائل الإعلام، جاءت رسالتها للفتاة المصرية لا تخافى ولا تستسلمى وستحصلين على حقك، ابنة الـ23 عامًا تحدت التقاليد والعصبيات القبلية وأصرت أن تحصل على حقها القانونى من شاب تحرش بها، لم تستسلم لكل الضغوط التى واجهتها منذ بداية الواقعة، فعندما لمس الشاب جسدها ضربته بشنطة يدها، وحاولت الإمساك به واقتياده للشرطة، ولكن بعض الموجودين هربوه، ولكنها لم تيأس وتوصلت إليه عن طريق كاميرا أحد المحلات التى صورت الواقعة، وتبين أنه متزوج ولديه ابن، رانيا الحاصلة على بكالوريوس علوم لم تستجب للضغوط والوساطات من أجل التنازل عن القضية وحتى عندما تخلى عنها محاميها ذهبت إلى المحكمة بنفسها وتابعت القضية حتى أصدرت المحكمة حكمها بحبس المتحرش ثلاث سنوات، بنت الصعيد أفضل من ممثلات هوليود اللاتى أثرن قضية التحرش فى هوليوود واحتفى العالم بشجاعتهن، فقد كانت أشجع وأقوى منهن لأنها لم تنتظر عدة سنوات حتى تثير القضية وتحدت مجتمعًا محافظًا تقليدىًا يفضل الصمت فى مثل هذه الوقائع، ويرى أن إثارتها تضر بسمعة الفتاة المعتدى عليها، كما وقفت فى وجه سطوة العائلات، بينما ممثلات هوليود استسلمن وصمتن لسنوات طويلة حتى جاءت الفرصة، المؤكد أن ما فعلته رانيا يجعلها أفضل من كل هؤلاء المشهورات، الأهم أنها  أعطت القدوة والمثل الذى يجب أن تسير عليه كل المصريات، فى الصعيد أيضًا كانت هناك رسالة من الفتاة الصغيرة مروة الشهيرة بعداءة أسوان الحافية، ابتسامتها الرائقة والصافية وهى تقتحم سباق الماراثون وتفوز به تقول إن المستقبل مفتوح والسعادة قادمة وأن الفقر لن يوقفها وستكمل سباقها مع الحياة وستفوز به، مروة الصغيرة تعيش مع أبيها ماسح الأحذية وإخوتها بعد وفاة أمها، تبيع المناديل فى المقاهى بجوار محطة القطار من أجل مساعدة أبيها، وتذهب إلى المدرسة لكى تكمل تعليمها، الصغيرة التى تحدت الظروف شاهدت المشاركين فى السباق يجرون ففعلت مثلهم ببراءة وسمح لها المنظمون بالمشاركة، وقالت من خلال فوزها إن فتيات الصعيد موهوبات، فقط افتحوا الباب أمامهن وسينطلقن ويفزن ويسبقن الجميع ويحققن الانتصارات لبلدهن، 
رسالة أمهات وزوجات الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا جميعًا: إن الإرهاب لن يكسرنا، والمجرمون مهما فعلوا لن يجعلونا نستسلم، هن صابرات محتسبات قويات، قدوة للجميع فى تماسكهن وسينتصرن على الأحزان مهما كانت قسوتها وسينجح أولاد الشهداء بفضلهن فى تحقيق أحلامهم وتكملة مسيرة الآباء الشهداء، 
أما الزوجة المصرية التى تتحمل الغلاء الطاحن وانخفاض قيمة الجنية فقد كانت رسالتها نحن نستطيع أن نكمل مسيرة الحياة وأن نؤدى واجبنا ودورنا مهما كانت المتاعب، الزوجة البسيطة العاملة أو ست البيت استطاعت بفضل حكمتها وحسن تدبيرها الحفاظ على تماسك أسرتها وكرامتها، والاستمرار فى الحياة رغم الصعوبات والضغوط الاقتصادية الكبيرة ،
رسائل المرأة المصرية كثيرة وفى مجالات متعددة، وما سبق مجرد نماذج قليلة ولكن دلالاتها كبيرة، وهو ما يجعلنا نهتف كل يوم تحيا المرأة المصرية.