الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
روزاليوسف 92 سنة مجدًا

روزاليوسف 92 سنة مجدًا


بهذا العدد الذى بين يديك تبدأ «روزاليوسف» عامها الثالث والتسعين.
«روزاليوسف» رحلة طويلة وتاريخ مجيد ومشرف ليس فى الصحافة المصرية وحدها بل فى الصحافة العربية.
«روزاليوسف» قصة كفاح نادرة وعظيمة بطلتها السيدة «فاطمة اليوسف» التى احترفت الفن فأصبحت من نجومه، ثم اقتحمت مجال الصحافة، فأسست مجلتها فى 26 أكتوبر سنة 1925 من القرن الماضى لتستمر حتى الآن.

أجيال وراء أجيال تولت المسئولية التحريرية والإدارية فحافظت على «روزاليوسف» وانتصرت على الزمن والظروف والمعوقات، و«روزاليوسف» لم تكن مجرد مجلة عادية فى تاريخ الصحافة المصرية بل كانت دائماً فى طليعة ومقدمة المنادين بالحرية والاستقلال واحترام الرأى الآخر.
ومن قرأ تاريخ السيدة فاطمة اليوسف الذى كتبته بنفسها سيكتشف بسهولة بطولة وشجاعة هذه السيدة التى تقرر إصدار مجلة بدأت فنية أدبية فاحترمها أهل الفن والمسرح، ثم تحولت إلى السياسة فأصبحت سيفًا على كل أعداء مصر فى كل المجالات.
وعندما كانت الحكومات قبل ثورة يوليو 1952 تغلق وتعطل مجلتها لم تيأس فاطمة أو تصاب بالإحباط بل كانت تصدر مجلات أخرى تحمل نفس رسالة مجلة «روزاليوسف» مثل «صدى الحق - الرقيب - مصر الحرة - الشرق الأدنى - الصرخة».
ولم تكتف «روزاليوسف» بإصدار المجلة بل أصدرت جريدة يومية عام 1935 فى تحدٍ جديد، بعد أن تركها الأستاذ الكبير محمد التابعى ومعه نجوم «روزاليوسف» الشبان مصطفى وعلى أمين وصاروخان الرسام وغيرهم.. ودفعت فاطمة ثمن معارضتها بالتعطيل أو المصادرة أو التشويه لكنها لم تستسلم.
«روزاليوسف» كانت مدرسة صحفية لكل شاب طموح وجاد وموهوب بل كانت مصنعاً لتخريج آلاف الكوادر الرائعة للمؤسسات الصحفية الأخرى.
وكما تعرضت السيدة روزاليوسف للاضطهاد بل الاعتقال والسجن، حدث الشيء نفسه مع ابنها الشاب إحسان عبد القدوس الذى عينته رئيسًا للتحرير بمجرد خروجه من المعتقل عندما هاجم المندوب السامى وقتها.
وعلى صفحات المجلة خاض إحسان عبدالقدوس عشرات المعارك الصحفية، ومن أشهرها حملة الأسلحة الفاسدة.. وكانت «روزاليوسف» أول من نادى بحلم التغيير والثورة، وهو ما تحقق فى 23 يوليو 1952 ومضت السيدة المتمردة تواصل النجاح والتألق فتصدر مجلة «صباح الخير» فى يناير سنة 1956 وتسند رئاسة تحريرها للكاتب الشاب أحمد بهاء الدين.. ثم تصدر «الكتاب الذهبى» لنشر إبداعات الأقلام الشابة والمتميزة.
إن من يتأمل مشوار روزاليوسف وقصة كفاحها لابُدَّ أن يصاب بالدهشة، فكيف لمجلة بدأت بعدد قليل من المحررين على رأسهم الأستاذ الكبير محمد التابعى وفى شقة متواضعة فى بيت أمير الشعراء أحمد شوقي، وتطبع فى مطبعة خاصة؛ أن تصبح فى غضون سنوات قليلة مؤسسة عملاقة بأفرادها ومطابعها.. وتاريخها المشرف.
الآن وصل عدد أفراد أسرة «روزاليوسف» إلى 1200 صحفى وإدارى وعامل، ومزودة بأحدث تكنولوجيا الطباعة وأمهر الكوادر فى مجالات الطباعة والتجليد وجميع التجهيزات الفنية.
والأهم هو ثروة «روزاليوسف» البشرية وإيمانهم برسالة المؤسسة الخالدة إرادة البقاء والنجاح، وهذا هو سر «روزاليوسف» الحقيقي.
تاريخ طويل ونضال كبير خاضته السيدة المناضلة ومجلاتها طوال هذه السنين، ومن حسن حظى أننى عندما جئت إلى هذه المؤسسة العريقة صيف عام 1998 وكنت من عشاقها والمدمنين على قراءة مجلاتها وعاصرت احتفالات روزاليوسف بعيد ميلادها الثمانين، ثم منذ عامين احتفلنا بعيد ميلادها التسعين.
والآن تحتفل المؤسسة ببدء عام جديد من عمرها المديد بصدور هذا العدد الممتاز.. كل سنة و«روزاليوسف» المؤسسة وكل مطبوعاتها وصحفييها وإدارييها وعمالها بخير وسلام ونجاح.
تحية لهذا الصرح الكبير ورسالته الخالدة.. وتحية لكل من تولى مسئولية رئاسة مجلس الإدارة وكذا رئاسة التحرير لجميع إصداراتها. 