السبت 13 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الثورة الدينية .. ليست ترقيعا للثوب القديم

الثورة الدينية .. ليست ترقيعا للثوب القديم


«الاقتصاد محرك التاريخ».. إذا سلمنا بهذا، علينا أن نتساءل، منْ هو الجندى المجهول، على أكتافه، يصعد الاقتصاد؟ إنه «الفكر»، الذى ينتج القيم، ويحدد الأولويات، ويتبنى السياسات. هو القوة الدافعة، التى تقف أمام الاقتصاد، وليس خلفه. هو الدليل، والخريطة، التى توجه، وتقود.

إن أوجه الإنفاق، للفرد، أو الجماعات، تتحدد أساسا، بالعقلية التى تستهلك الأشياء، وليس بالفلوس المتوفرة، وبالتالى فإن الصراعات السياسية، والاقتصادية، على مدى التاريخ، وحتى الآن، هى فى الأصل، صراع بين أنواع من الفكر. والفكر، هو الفلسفة، هو  «طريقة التفكير»، أو «كيف نفكر».
ومن الطبيعى، ومن المنطقى، أن تعبر السلوكيات، أو الأفعال، عن اختيارات «طريقة التفكير»، وانحيازات «كيف نفكر». وينتج من هذا ما نسميه، الثقافة (الفكر + الفعل).
كل فرد إذن، له ثقافته. وكل مجتمع، له ثقافته. وهذه الثقافة، فى حركة، مستمرة، تلائم تغيرات الحياة، وبالتالى، نحن نرى أن الثورة «الدينية»، التى نحتاجها الآن، بعد ثورتين عظيمتين، وبعد تفشى الإرهاب المسلح، هى ثورة «فكرية»، فى المقام الأول. أى ثورة فى الثقافة. أى فى «طريقة التفكير»، أو  «كيف نفكر؟».
إن الثورة الدينية، تعنى «التغيير الجذرى»، فى نظرتنا إلى الطقوس الدينية، ومفهومنا عن حرية الاعتقاد الدينى. وتصورنا لمفهوم الله، وللحريات العامة، والخاصة.  وليس مجرد إعادة ترتيب الأولويات، وتغيير وجوه الشيوخ، والفقهاء، والأئمة، وحرق الكتب التكفيرية، والإكثار من الجرعات الدينية، فى الإعلام، والرقابة على المساجد والجوامع، وتوحيد خطبة الجمعة من قبل وزارة الأوقاف، كما يحدث الآن.
كلها، سلوكيات قد تكون مطلوبة، لكنها غير كافية. وهى أشبه بـ  «ترقيع»، الثوب القديم. بينما نحن نحتاج، إلى «ثوب» جديد.
إن الثورة الدينية، التى نحتاج إليها، لابد أن تجيب عن أسئلة أساسية.
هل الدين فى خدمة الحياة، أم الحياة فى خدمة الدين؟ هل الدين، علاقة شخصية، بين الإنسان، وربه، لا أحد له الحق فى الرقابة عليها.. أم علاقة يتدخل فيها، أطراف عديدون؟
هل نحن جادون فى تحرير النساء من القهر الذكوري؟ هل نؤمن بالدور الكبير للفنون، والإبداع، فى تغيير الحضارات؟
هل تحرص الدولة المصرية، على تأمين الحريات الخاصة والعامة. وإلى أى مدى، هى حريصة على المواطنة،  بإلغاء خانة الدين، من جميع الأوراق، وإقرار الزواج المدنى الموحد، بجانب الزواج الدينى، أو بديلا عنه. هل نحن مستعدون، لمناقشة الثواب، والمسلمات ، والمقدسات.
البعض يريد ثورة بدون المساس بالثوابت. ولكن هذا مستحيل استحالة منْ يريد النزول بالبحر، دون أن يبتل. أم كمنْ يريد الطيران، بدون أجنحة.
بالعكس. إن الثورة، تحديدا، تعنى تحدى الثوابت. وعلى الأخص الثوابت الدينية مازالت الغالبية من الناس، ترفض أى جدل عابر، يسأل «لماذا»؟
فيما يرتبط بالثوابت القوية، أو حتى الثوابت الهشة، الدينية.
بل إن كلمة «لماذا»، فى أى قضية سياسية، أو ثقافية، أو أسرية، تعتبر من الكلمات «غير المرغوب فيها، ومشبوهة»، و«سيئة السُمعة».
نخلص من هذا، أن «التغيير»، أصلا فى أى «فكر»، أو «سلوك»،  مع الأسف، «غير وارد»، للغالبية. أو على الأقل، هو طريق، مفروش بالأشواك، والألغام.
إن الأقلية، التى تريد التغيير، من النساء، والرجال، لابد أن ننظر إليهم بالضبط، نظرتنا «للفدائيين».
من واحة أشعارى :
أحيانا يراوغنى جسدى
ويرحل بعيدا عنى
أحيانا يصدق معى
وأكتشف أنه يخدعنى
أحيانا يئن ويتألم
بأوجاع ليست مِنى
أحيانا يرقص ويغنى
بدونى ورغما عنى
أحيانا ينام كالأطفال
ويصحو لا يعرفنى.