
أسامة سلامة
رسائل أسر الشهداء المسيحيين إلى الإرهابيين
فى ذكرى الأربعين لاستشهاد 28 مسيحيا راحوا ضحية العملية الإرهابية الخسيسة بالقرب من دير الأنبا صموئيل بالمنيا، قامت أسرة إحدى الضحايا بتوجيه صفعة قوية للقتلة المجرمين ومن والاهم وتأثر بفكرهم الدموى.
تبرعت أسرة الشهيد عاطف منير بقيمة الشيك الذى قررته وزارة التضامن لأسرة كل ضحية لمسجد وكنيسة، المبلغ يصل إلى مائة ألف جنيه وقام مايكل عاطف ابن الشهيد بقسمته بين مسجد فى صفط اللبن وكنيسة بقرية الفكرية بواقع خمسين ألف جنيه لكل منهما.
وهكذا جاء الرد القاسى والحاسم على الإرهاب ليس بالأسلحة والقتل ولا بالأحزمة الناسفة، ولكن بالمحبة والإيثار ومد اليد بالمودة والرحمة.
أسرة الشهيد نفذت تعاليم المسيحية الحقيقية واقتدت بالمسيح الذى قال «أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم»، وأعطت درسا وطنيا للجميع.
التبرع للمسجد يحمل عدة رسائل أولها إلى القتلة بأنكم لن تستطيعوا أن تفتتوا هذا الوطن وتمزقوا نسيجه الواحد، ومهما فعلتم من عمليات إجرامية فإننا سنظل شعبًا واحدًا، الرسالة الثانية للمتطرفين الذين يبثون سموم أفكارهم فى عقول البسطاء ويحاولون من خلال تفسيرات وفتاوى بعيدة كل البعد عن منهج الإسلام السمح أن يزرعوا الفتنة بين المسلمين والأقباط، ولكن مهما فعلتم فلن تتمكنوا من هدفكم الخسيس.
الرسالة الثالثة إلى البسطاء الذين يشاركون فى منع بناء كنيسة ورفض إقامتها أو الاعتداء عليها وتحطيمها أو حرقها متأثرين بأقاويل - لا يجب أن نطلق عليها فتاوى - ضالة للمتطرفين رغم فتاوى الأزهر الواضحة بحرمة الاعتداء على الكنائس وأن الإسلام لا يمنع بناءها، فهل يخجل هؤلاء الذين يتصدون للمسيحيين ويمنعونهم من بناء كنيسة يتعبدون فيها من أنفسهم ويعودون إلى الإسلام الصحيح؟!
الرسالة الرابعة إلى رجال الأزهر الشريف: لقد تصرفت أسرة الشهيد بناء على تعاليم المسيح وأظهرت سماحة المسيحية ورقيها وإنسانيتها فهل تقومون بعمل مماثل وتضربون مثلا لعوام المسلمين، وتواجهون أفكار التعصب المقيت بجدية وتذهبون إلى المناطق التى بث فيها الإرهابيون سمومهم وتطهرونها من ألغام الفتنة، حتى تظهروا حقيقة الإسلام السمح؟!
الرسالة الخامسة إلى الحكومة: لقد قمنا بواجبنا تجاه وطننا وتحاملنا على آلامنا وأوجاعنا رغم جسامتها وقدمنا نموذجا فى حب الوطن وإيثاره على كل شىء، فهل تقومون بواجبكم وتحمون الأقباط من أى اعتداءات وتقدمون المعتدين للمحاكمات وتنفذون مواد الدستور والقانون؟!
الرسالة الأخيرة إلى كل المسلمين: لقد نفذنا تعاليم المسيح فهل تتبعون تعاليم الإسلام ونبى الرحمة، وهل تتبعون كلام الله «ولتجدنهم أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون»؟!
رسائل التبرع للمسجد وصلت وتحية المسيحى الوطنى تمت، فهل يتم الرد عليها ممن وجهت إليهم بمثلها أو بأحسن منها كما يطلب منهم الإسلام؟