الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الثقافة المصرية «تستطيع بالتاء المربوطة»

الثقافة المصرية «تستطيع بالتاء المربوطة»


هى استطاعت فعلا جليلا طوال تاريخها فى مصر، تصنع الحياة.. وعلى قيثارتها تغنى وتكتب أشعار الحب، ورؤية المصريين القدماء لها تظهر واضحة فى أقدم نص مسرحى عرفته  الثقافة الإنسانية اسمه لعبة الرياح الأربعة، عن فتيات أربعة هن ريح الدنيا وجهاتها الأصلية، يرقصن وينشدن للخصب والنماء، ويقاتلن للحفاظ على مصر ضد أعداء الحياة..

صورتها على جدران الآثار المصرية القديمة جميلة قوية حرة ومبهجة، وهن حاكمات شهيرات للدولة المصرية القديمة، وهن مهيبات لأن إيزيس العظيمة جدتهن رمز الإخلاص الإنسانى للرجل الزوج الحبيب كارهة للعدوان والشر، قوية استعادت الحق، وصارت تمثل قبل الديانات السماوية الثلاث ديانة شهيرة سادت مصر والعالم القديم.
هى تعمل وتبنى وتغنى وترقص  وتحتفل بالحياة وتمنح العالم الأطفال المطمئنة قلوبهم تربيهم للمستقبل، وفى حاضرها هى مشرقة مدهشة تحاول استعادة تاريخ جداتها اللواتى ساهمن فى وضع قواعد الحضارة الإنسانية، هى فى مصر،  وحتى فى أحلك الأوقات ظلت فى الثقافة الشعبية فى الحقل وفى السوق يدا بيد رغم رياح الصحراء وثقافة الكره لها سعيا لدفعها نحو ظلام الاختباء.
ولذلك ففى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، كانت النبرة المتكررة عن أن هدف المؤتمر نفى النجاح عن الذكورة فقط؛ هى نبرة غريبة تنظر لكفاح المرأة الغربية.. بينما هى فى مصر القديمة والشعبية تدعم نجاح الرجل وتساهم فيه لأنها:
شريكة وقادرة، فهى فى مصر لا تنافس الرجل، بل تتكامل معه وتتماهى فيه جسدا وروحا واحدة، وهى فلسفة المرأة المصرية القديمة وابنة البلد المعاصرة، التى تؤمن أن أنوثتها للولادة والتربية والعمل والإبداع هى مفتاح تفردها، ولذلك فهى ثقافة مختلفة فى شأن حرية المرأة عن ذلك الشأن الغربي، ولذلك فالمصرية لا تمارس النفى للذكورة؛ بل الحضور التام الفاعل لها بهدف  التكامل الإنسانى رغم الاختلاف، وهذه هى ملاحظتى الأساسية للمجلس القومى للمرأة.
فصوت الاضطهاد والنفى للذكورة يجب أن يتراجع فى مؤتمرات المرأة المصرية القادمة لصالح وعيها بذاتها وتحرير إرادتها الإنسانية، وذلك لن يكون إلا من منظور ثقافى مصرى خاص، ولذلك تابعت بكل اهتمام جلسة المؤتمر فى 3/7/2017  بشأن الثقافة والفن والإعلام فى مصر تستطيع بالتاء المربوطة.
وهى الجلسة التى عرضت تجارب مدهشة لمصريات فضليات فى انجلترا وأمريكا وسويسرا فى إصدار المجلات الموجهة للقارئ الغربى وإدارة الشأن الثقافى للمكتبات الكبري، والأداء الفاعل فى منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية المختلفة، ثم كان أن طرحت إدارة الجلسة السؤال الواضح على السيد وزير الثقافة: ما هى خطة وزارة الثقافة القادمة للارتقاء بلغة الحوار والثقافة العامة؟ وكان السؤال عميقا على بساطته لأنه سأل عن استهداف السلوك اليومى العام فى مصر، وهو فى جوهره التعبير المحسوس عن الثقافة. لأن مصر الحاضر والمستقبل  يجب أن يكون هذا هدفها الثقافة كسلوك فى الأزياء والغناء ونماذج الاحتذاء الدرامية وأفعال الحرية المسئولة والمضير العام الحى المتأسس على شعور عميق بالجدوى والكرامة الإنسانة.
الثقافة  إذن ليست فقط إصدار الكتب ومنح الجوائز على أهمية ذلك، لأن ذلك يتواصل فقط مع المهتمين بالشأن الإبداعى رفيع المستوى وهم ملايين كثيرة فى مصر، ولكن استهداف الجماهير الكبيرة هو الهدف الغائب فى وزارة الثقافة المصرية.
 وهو السؤال الذى أثار اهتمامى ولم يجب عليه الكاتب الصحفى حلمى  النمنم إجابة محددة، ولذلك أطرحه عليه مرة أخرى فى انتظار إجابة بخطة محددة تتأسس على ضرورة تعاون مؤسسات صناعة الوعى المتعددة، لأن مصر تستطيع حقا، وتستطيع بالتاء المربوطة بالتأكيد. 