الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لغز تدريب كشافة الكنيسة

لغز تدريب كشافة الكنيسة


ما بين تصريحات الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ومسئول لجنة الإعلام بالمجمع المقدس؛ وبيان الأنبا مكاريوس؛ أسقف المنيا، حول تدريب الداخلية لأفراد الكشافة فى الكنائس؛ يبدو الأمر لغزا ويحتاج إلى إيضاح وشفافية من جميع الأطراف؛ سواء الكنيسة أو الداخلية.

قال الأنبا مرقس  فى تصريحات نشرتها أكثر من صحيفة وموقع إلكترونى: «أجهزة الأمن بدأت بتدريب أفراد الكشافة الكنسية على مهام أمنية لمساعدتها فى حماية الكنائس».
أضاف: «المبادرة جاءت من وزارة الداخلية عندما أرسلت لنا فى كنيسة شبرا الخيمة اقتراحا بتدريب الكشافة؛ ومعلوماتى أنه تم إرسال رسائل مماثلة لعدد من الإبراشيات والكنائس».
ولكن الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، أصدر بيانا عدّد فيه أسباب رفضه لتدريب شباب الكشافة الكنسية،  وأهمها «أنه سيتم الترويج لشائعة تشكيل ميليشيات كنسية مسلحة، وهو ما يعيد إلى الأذهان الشائعات التى روجتها الجماعات المتطرفة منذ سنوات عن الأسلحة الموجودة بالكنائس والأديرة، وهو ما ثبت كذبه عند الاعتداء على الكنائس وحرق عدد غير قليل منها عقب ثورة 30 يونيو». كما قال الأنبا مكاريوس: «إن قيام الشباب المسيحى بحماية الكنائس يلصق أى تقصير بهم ويؤدى إلى تنصل الأمن من مسئوليته»، وأضاف «إن شباب الكشافة الكنسى دورهم تنظيم الزحام ومساعدة الموجودين داخل الكنائس والأديرة؛ خصوصا فى أوقات الأعياد والصلوات ولا يمكن أن يتجاوز دورهم هذا الأمر».
كلام الأسقفين يثير تساؤلات عديدة وكلها تحتاج إلى إجابات واضحة: هل قبلت الكنيسة تدريب أفراد كشافاتها على يد الداخلية أم رفضت؟ أم أن الأمر تُرك لكل أسقف يوافق أو يرفض حسب رؤيته دون أن يكون هناك موقف موحد لقادة الكنيسة؟ وهل البابا تواضروس على علم بالموضوع أم أن كل مدير أمن أرسل الطلب إلى الأساقفة الموجودة إبراشياتهم فى نطاق المديرية وتناقش معهم دون أن يخطروا البابا، وهو أمر أشك فيه؛ إذ إن موضوعًا على هذا القدر من الخطورة يجب أن يطلع عليه البابا ويدرسه ويعطى رأيه فيه؟
أيضا على أى شيء تدرب الداخلية الشباب الكنسي؛ هل فقط أساليب الحماية المدنية مثل إطفاء الحرائق وإسعاف المرضى واستخدام أجهزة كشف المفرقعات والتفتيش الدقيق لزوار الكنائس؛ أم تطور الأمر لكيفية التصدى للهجمات الإرهابية؟ وكيف؟ وهل سيحملون أسلحة أم لا؟
هذه المسألة خطيرة للغاية وتداعيتها كبيرة وتحتاج إلى وضوح كامل حتى لا تستغل أسوأ استغلال من قبل المتطرفين والإرهابيين والمتربصين بالوطن، مثل أن يتم الترويج لفكرة وجود ميليشيات مسيحية مسلحة، وبالطبع سيقابله طلب بعض الجماعات من وزارة الداخلية تدريب شباب مسلم على تأمين المساجد، وإذا رفضت الداخلية هذا الطلب فسيتم تشكيلها بشكل غير مشروع بدعوى التصدى للميليشيات المسيحية، وهكذا نتحول إلى الحالة اللبنانية خلال الحرب الأهلية الشهيرة هناك!
كما أن هذا الاقتراح يعنى اعترافا بأن الداخلية غير قادرة بمفردها على حماية الكنائس والأديرة، مما يهز صورتها رغم التضحيات الكبيرة التى تقدمها والعدد الكبير من شهدائها الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن.
نحتاج إلى من يجيب على هذه التساؤلات قبل أن يتحول الأمر إلى ألغاز تزداد معها الشائعات التى تحرق الوطن.>