
محمد جمال الدين
أحزاب لا بد لها من نهاية!!
بح صوت كل مصرى محب وغيور على بلده مطالبا بضرورة قيام أجهزة الدولة من غفوتها التى بدأت منذ تولى الجماعة الإرهابية مقاليد الحكم فى البلاد وسماحها بإنشاء أحزاب ذات مرجعية دينية واستمرت حتى الآن، فلاتزال الغفوة، أو قل الغيبوبة مستمرة رغم اكتواء شعبنا المسالم بنار الإرهاب الذى لم يسلم منه أحد وحصد الصغير قبل الكبير وبمشاركة مؤكدة وفعاله من المنتمين لهذه الأحزاب التى سبق أن ارتكب قادتها جرائم إرهابية لم ولن ينساها التاريخ والمصريون أبدا.
ومع هذا سمح لهؤلاء القتلة بإنشاء أحزاب يقال عنها أنها سياسية، بل وتولى أمورها فى تحدٍّ سافر للدستور والقانون الذى يحظر حظرا تاما قيام أحزاب على أساس دينى، تحت وهّم المرجعية الدينية التى يتحدثون بشأنها مرارا وتكرارا والتى ساهمت فى نشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والتى ساعدت فى انتشار جرائم الإرهاب والقتل واستباحة دماء وأموال الغير تحت وهمْ تطبيق حكم الشرع والشريعة، فأخيرا وبعد طول انتظار بدأ مكتب النائب العام فى إجراء تحقيقات تخص هذه الأحزاب ونشاطها وطبيعة عملها فى الشارع المصرى وحقيقة اتصالها (المؤكدة من وجهة نظرى) بالجماعة المجرمة التى تولت حكم مصر فى غفلة من الزمن، والتى خرج من تحت جناحيها كل جماعات التعصب والإرهاب فى جميع أنحاء العالم، حتى وإن اختلفت مسمياتها وشخوصها الذين هرب أغلب قادتها من مصر وتوجهوا إلى دول أو دويلات ترعاهم وتوفر لهم الأمن والأموال التى من خلالها يمولون جرائمهم الإرهابية فى وطنهم الأم ويعملون القتل فى أخوة لهم، كل ذنبهم أنهم يحبون وطنهم ويقدمون فى سبيل رفع شأنه أغلى ما يملكون، عكس هؤلاء الذين سبق أن شاركوا بأنفسهم فى ارتكاب جرائم إرهابية نالت منهم ومن فلذات أكبادهم، ونهبوا وسرقوا محال الغير تحت زعم فتاوى إرهابية صاغها لهم مشايخ الإرهاب والسلفية الذين هم فى حقيقتهم مجرمون يتحدثون فى العلن باسم الدين (وهو منهم براء)، أما فى السر فلا تحركهم سوى غرائزهم وشهواتهم الجنسية التى تشغل عقولهم ليل نهار، أما حكاية السياسة وممارسة العمل الحزبى التى صدعونا بها بحكم أنهم شركاء فى الوطن؛ فهى لا تغدو سوى كونها حالة من حالات خداع النفس الذى يمارسونه على أنفسهم قبل أن يفرضونه على الغير.
المضحك فى أمر هذه الأحزاب التى تعزف على وتر الفتنة والإرهاب وسفك الدماء (وهى بالمناسبة الأعمال الوحيدة التى يبرعون فيها)؛ هو ما خرج به وأعلنه الإرهابى السابق «عبود الزمر» والذى سبق سجنه لاشتراكه فى جريمة قتل «الرئيس السادات» من أن ابن عمه الإرهابى أيضا «طارق الزمر» والذى سجن فى نفس قضية «عبود»؛ سيستقيل من رئاسة حزب «البناء والتنمية» حتى يضمن استمرار الحزب فى أداء دوره السياسى والاجتماعى فى الحياة المصرية.. خبر أو إعلان أو سمه كما تشاء؛ لايخلو من الدعابة أو النكتة السمجة التى لا تضحك أحداً، لأن حزب باسم النبى حارسه ابن عمه ليس له أى نشاط أو علاقة بالسياسة أو بالبناء والتنمية؛ وإنما هو حزب ينحصر دوره ونشاطه فى الهدم والخراب وارتكاب المعاصى والجرائم، تحت راية الجماعة المحظورة إياها وبمساندة وتأييد من الأحزاب الأخرى التى على شاكلتها والتى ابتليت بهم مصر أثناء حكم هذه الجماعة واستمر أيضا بعد رحيلها غير مأسوف عليها، حتى سعدنا جميعا بخبر مراجعة مكتب النائب العام لنشاط هذه الأحزاب المخالفة لدستور وقوانين البلاد، وهو الإجراء الذى نتمنى أن تأخذ به اللجنة التى تنظم شئون الأحزاب فى مصر لترحمنا وترحم مصر من مثل هذه الأحزاب، التى لا يشغلها سوى نشر بذور الفتنة والتعصب فى المجتمع.. وأعتقد جازما أن هذا أهم بكثير من بحثها عن أحقية فصيل دون آخر فى تولى أمور هذا الحزب أو ذاك.. فتنقية الساحة السياسية من مثل هذه البؤر الفاسدة لخير دليل على أن مصر فى طريقها الصحيح لاستعادة عافيتها.