
محمد جمال الدين
من أوقع بالثانى «الجزيرة» أم قطر؟!
(وجنت على نفسها براقش).. براقش هنا هى قناة «الجزيرة» الإخبارية، التى دمرت نفسها ودمرت الدولة التى رعتها فى نفس الوقت، والتى كان من المفترض وفق تخطيط وزير الخارجية الأسبق (حمد بن جاسم) المقرب من قيادات عديدة فى الكيان الصهيونى أن تجعل من أمير دولة قطر السابق (حمد بن خليفة) متسيدا للمنطقة العربية، وستجعل منه زعيما لا يشق له غبار، كما أقنعه رجل إسرائيل بأنه من خلال «الجزيرة» أيضا سينسى العالم أنه قاد انقلابا على أبيه استولى من خلاله على الحكم عندما استغل وجوده خارج البلاد ونصب من نفسه أميرا عليها بوشاية من زوجته (موزة المسند).
ولأن صاحب فكرة إنشاء القناة صديق للعديد من الإسرائيليين، كان لابد أن تفرض إسرائيل إرادتها على القناة الوليدة لخدمة أغراضها، لهذا لم يكن غريبا أن تعبث فى الشأن العربى، بنشر الفتن بين أبناء الشعب الواحد وتدخلت فى الأمور الخاصة لكل دولة عربية، مزعزعة فى ذلك الأمن القومى العربى، فى الوقت الذى أيدت فيه كل المحاولات الانقلابية لدول مستقرة، وأيدت أيضا جماعات الإرهاب والدم بمسمياتها المختلفة، ولكنها مشتركة طبعا فى الهدف، مثلما رعت وأيدت القتلة والمأجورين والمرتزقة من أمثال (عاصم عبدالماجد وطارق الزمر ودعاة التطرف مثل وجدى غنيم ويوسف القرضاوى). «الجزيرة» صاحبة الشعارات الرنانة عن الحرية والديمقراطية لم تر من جانبها أن ظهور هؤلاء على شاشتها يعد جريمة مهنية تستحق العقاب، مادامت جيوب القائمين عليها أضحت متخمة بالريالات والدولارات وينفق عليها مالك (عبيط) ومصاب بمرض هوس الزعامة لا يعرف قيمه الثروة التى وهبها الله لدويلته، ويغرف من ثروات الشعب القطرى ليحقق لنفسه ولزوجته المريضة بداء جنون العظمة ما لا يمكن تحقيقه أبدا حتى ولو توافر لهم ولقناتهم العميلة مال الدنيا، ولكن كان من الصعب أن تستمر خديعة «الجزيرة» للمواطن العربى وعلى الشعب القطرى طويلا، فسرعان ما اتضح دورها وعمالتها وعمالة من استمر فى العمل فيها، لأن الشرفاء منهم تركوها عندما عرفوا حقيقة دورها، حين رفضت الشعوب العربية ممارسات القناة، وأن دورها لم يعد ينحصر فى كونها وسيلة إعلامية، بل أصبح عملها مكملاً لأجهزة مخابراتية تعمل ضد الشعوب العربية التى أدركت أن طول فترة التسامح والعفو عما سلف التى اتبعتها المجتمعات العربية مع القناة لم يعد مفيدا خصوصا بعد أن تولى إمارة الدويلة شاب أرعن لا يملك من الخبرة السياسية أو الحنكة شيئا، وأن قدراته لا تؤهله لإدارة مؤسسة صغيرة، فما بالك بدويلة تمتلك ثانى أكبر احتياطى غاز طبيعى فى العالم، شاب يبدو مثل عرائس الماريونيت تحركه أصابع قادة بعض الدول لخدمة مصالحها وأهدافها فى المنطقة، ويصرف قدرًا كبيرًا من ثروات الشعب على ملذات وموائد المقربين منه والخادمين له ولسياسته، وعلى رأسهم بالطبع العاملون فى قناة «الجزيرة»، والذى كان يعتقد والده - وهو من بعده - أنه من خلالها سوف تتحقق لهم الريادة، وتغافل عامدا متعمدا أن دويلته بلا تاريخ أو نفوذ أو حتى تأثير على من يتقربون منه من أجل ريالته، وأن محاولة الوصول إلى مستوى بعض الدول التى يحاول التطاحن معها أمر مستبعد، كل هذا لم تتطرق له بالطبع القناة التى تتغنى ليل نهار بحكمة وعقل الشاب الصغير، فلحم أكتاف القائمين عليها من خير عائلة آل ثانى والمسند وغيرها من العائلات التى نهبت ثروة الشعب القطرى الذى لا يسعنى سوى أن أواسيه فى مصابه من حكامه الذين يسعون فقط لإرضاء حلم لم ولن يتحقق أبدا حتى ولو كان هناك 1000 قناة من عينة قناة «الجزيرة» التى سقطت وأسقطت معها من يصرفون عليها.