
أسامة سلامة
الشعب الكذاب
جلس المواطن البسيط أمام شاشة التليفزيون يتنقل بين الفضائيات المختلفة.. يستمع إلى كل ما يقال عن أحداث ميدان التحرير ويشاهد الاعتداءات التى وقعت على المتظاهرين، جاءت معركة إبعاد النائب العام وعودته إلى منصبه لتزيد حيرته.. كان يريد أن يعرف الحقيقة.
من يطلون على شاشات الفضائيات يتنوعون بين مسئولين، ووزراء، ومساعدى ومستشارى الرئيس، ومفكرين وكتاب، وسياسيين.
كل نخبة مصر حاضرة أمامه، ولكنه لم يستطع الوصول إلى إجابة للسؤال: ماذا حدث ومن اعتدى على من؟، هل النائب العام فاسد أم مظلوم؟!، حيرته دفعته إلى أن يأتى بورقة وقلم ويسجل التصريحات التى سمعها وقرأها.. كانت التصريحات التى نقلها نصا كالآتى:
∎ المستشار أحمد مكى وزير العدل:
الرئيس وافق على التماس المجلس الأعلى للقضاء بالإبقاء على النائب العام.
∎ المستشار الزند:
المجلس الأعلى لم يقدم التماسا للرئيس.
∎ المستشار محمد ممتاز متولى رئيس محكمة النقض:
قدمنا طلبا وليس التماسا ورفضنا كتابة كلمة نلتمس.
∎ المستشــار محمـــود مكـــى نائــب رئيس الجمهورية:
عبدالمجيد محمود وافق على تعيينه سفيرا ولكنه طلب أن يكون فى دولة عربية وليس الفاتيكان.
∎ المستشار عبدالمجيد محمود:
لم ولن أوافق على أى منصب بديل للنائب العام.
∎ النائـــــب العـــــام: المستشــــاران الغريانى ومكى هددانى بمصير السنهورى وضربى وطردى لإجبارى على الاستقالة.
∎ المستشار الغريانى: لم أهدد النائب العام مطلقا.
∎ على عبدالفتاح: الفلول تقاتل للإبقاء على النائب العام لأنه حصن لهم.
∎ الــزنــــد: مهمــــــة تاريخـــــية.. وانتصارنا عيد للقضاء.
∎ سعد عمارة:
النائب العام أهمل فى جمع الأدلة الخاصة بقتل المتظاهرين.
∎ المستشار هشام البسطويسى:
عبدالمجيد محمود أكفأ نائب عام فى عهد مبارك.
∎ محمد البلتاجى عضو جماعة الإخوان:
كان لابد أن يرحل عبدالمجيد محمود حتى تستكمل الثورة مسيرتها.
∎ المستشار أشرف ندا:
الإخوان وراء تخريب أدلة موقعة الجمل.
∎ د. عصام العريان عضو جماعة الإخوان:
لدينا تسجيلات تدين أشخاصاً بتحريك أفراد للاعتداء على شباب الإخوان.
∎ القــــوى الثــــوريـــــة: الإخــــوان استخدموا أساليب النظام المنحل فى موقعة الجمل الثانية.
∎ البلتاجى:
سنقدم بلاغات ضد من اعتدى على الإخوان فى التحرير.
∎ القوى الثورية:
وثقنا اعتداءات الإخوان علينا فى موقعة جمل الإخوان.
∎ الإخوان:
تم الاعتداء علينا فى الميدان.
∎ ناشطات:
بلاغات ضد العريان والبلتاجى بتهمة التعدى على المتظاهرين.
∎ نور الدين عبدالحافظ عضو أمانة التنسيق بالحرية والعدالة:
الإخوان ليسوا فى سدة الحكم.. والرئيس استقال من مكتب الإرشاد.
∎ محمود غزلان القيادى الإخوانى:
(هما عايزين الريس بطوله).. ولكننا لن نترك الرئيس وسنعاونه.
الآراء السابقة زادت المواطن حيرة.. من الصادق ومن الكذاب.
ولأنه مواطن صالح فهو يثق بالمسئولين ،ولو كانوا كاذبين لأقالهم الرئيس المؤمن.
ولأنه مواطن طيب فهو يصدق ما يقوله الإخوان، فهم أصحاب الأيدى المتوضئة والألسنة التى لا تعرف الكذب.
ولأنه يقدر قيمة العلم فلابد أن النخبة أيضا لا تكذب، فهؤلاء يكتبون فى الصحف ويظهرون فى الفضائيات يعطون المواطنين من أمثاله دروسا فى الوطنية.. يتسمون بالحكمة والمعرفة.
من الكذاب، إذا كان النائب العام يتستر على الفساد، فلماذا لا يحاكم بدلا من تعيينه سفيرا؟! وإذا كان كفؤا فلماذا لا يعاقب من حاول إبعاد رجل كفء عن منصبه ؟
هل الإخوان فى موقعة الجمل الثانية مذنبون أم مجنى عليهم؟.
زادت حيرة المواطن.. أغلق التليفزيون.. امتنع عن قراءة الصحف.. وأخيرا اهتدى إلى الحل الذى يريح الجميع.. الشعب هو الكذاب.